أظهرت اختبارات أجريت على دواء يستهدف إبطاء وتيرة تطوّر مرض ألزهايمر نتائج واعدة على نحو حدا بعدد من المتخصصين إلى وصف الأمر بالـ "لحظة التاريخية".
وقالت شركتا الأدوية إيساي وبيوجين إن الدواء الذي تصنّعانه يعطي مفعوله عندما يُستخدَم في مراحل مبكرة من الإصابة بالمرض.
ولم تنشر الشركتان كل التفاصيل الخاصة بالدواء، لكنهما أكدتا قدرته على إبطاء وتيرة تطوّر مرض ألزهايمر وتدهور حالة المخ.
ولكن القدر المحدود الذي كشفت عنه الشركتان من التفاصيل بشأن الدواء الجديد أثار ذهولا بين الباحثين المختصين في علاج الخرف وكذلك المؤسسات الخيرية المعنية برعاية المرضى.
لياقة الدماغ
صُمّم الدواء المسمى ليكانيماب lecanemab بحيث يقضي على بروتينات أميلويد بيتا السامة التي تترسب في دماغ المصاب بمرض ألزهايمر.
وكانت عشرات الاختبارات التي أجريت على عقارات مشابهة قد فشلت، وأثارت تساؤلات عمّا إذا كانت فعلا بروتينات أميلويد تقف وراء الإصابة بمرض ألزهايمر.
وأجريت الاختبارات الخاصة بدواء ليكانيماب على 1,795 متطوعا لا يزالون في المراحل المبكرة من الإصابة بمرض ألزهايمر.
وتمّ حقن هؤلاء المتطوعين بدواء ليكانيماب كل أسبوعين، كما خضع المتطوعون لاختبارات للكشف على القدرات الخاصة بالذاكرة ولياقة الدماغ لديهم.
وتباطأت سرعة انهيار التعرّف على الأشياء لدى هؤلاء المتطوعين الخاضعين للاختبارات بمعدل 27 في المئة على مدى 18 شهرا هي زمن الاختبارات، وذلك مقارنة بأشخاص تمّ حقنهم بدواء وهمي، بحسب ما قالت الشركتان المصنّعتان للدواء الجديد.
كما أظهرت التجارب تراجع معدل ترسّب بروتينات أميلويد السامة في الدماغ، وتضمّنت الآثار الجانبية للدواء تورّما في الدماغ، فضلاً عن الصداع. ولا يعالج الدواء أعراضا أخرى للخرف.
علاج واعد
قال الرئيس التنفيذي لشركة بيوجين، مايكل فاوناتسوس، إن "إعلان اليوم يمنح المرضى وذويهم أملا في قدرة دواء ليكانيماب، حال الترخيص باستعماله، على إبطاء وتيرة تطوّر مرض ألزهايمر"، فضلا عن التأثير الإيجابي على الجانب المعرفي والوظيفي للدماغ.
وتجري الآن الشركتان المصنّعتان لـ ليكانيماب في إجراءات الحصول على ترخيص هذا الدواء الجديد للاستعمال في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان.
ووصفت مديرة الأبحاث في معهد ألزهايمر بالمملكة المتحدة سوزان كولهاس، دواء ليكانيماب بأنه "فتْح"، كما وصفت لحظة الكشف عنه بـ "التاريخية على صعيد الأبحاث المعنية بالخرف".
وتعدّ التجارب السريرية التي أجريت على دواء ليكانيماب هي الأكبر "في جيل كامل والتي أحرزت نجاحا في إبطاء وتيرة تدهور التعرّف على الأشياء"، على حدّ وصف كولهاس.
وقال الأستاذ جون هاردي، من جامعة لندن، إن النتائج التي كشفت عنها التجارب "واعدة بحق" وهي تعتبر "أول نتائج إيجابية حقيقية في تجارب تجرى لعلاج مرض ألزهايمر".
وقال هاردي إن "النتائج تبدو متواضعة لكنها حقيقية". وأضاف: "ليست هذه ضربة قاضية، لكن المؤكد أنها تمثل بداية النهاية" لمرض ألزهايمر.
نتيجة إيجابية
سبق لهاتين الشركتين (إيساي وبيوجين) أن أعلنتا من قبل، وسط ضجة كبيرة، عن دواء لمرض ألزهايمر اسمه أدوكانوماب aducanumab، لكنّ ذلك الإعلان المدشَّن من الولايات المتحدة قوبل بانتقادات واسعة. كما رفض الاتحاد الأوروبي ترخيص استعمال هذا الدواء وسط شكوك في جدواه.
أمّا النتائج الأولية للدواء الجديد ليكانيماب فتبدو أكثر وضوحا، لكن من غير المتوقع الكشف عن التفاصيل الكاملة لهذا الدواء قبل نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال روب هوارد، أستاذ طب الشيخوخة بجامعة لندن: "على نحو لا لبس فيه، نحن أمام نتيجة إيجابية قائمة على بيانات، وأمام لحظة تاريخية، عندما نرى أوّل تقييد مقنع لمرض ألزهايمر .. الله وحده يعلم كم انتظرنا هذه اللحظة".