من المعروف أن ممارسة الأنشطة البدنية بشكل عام تقلّل مخاطر الإصابة بالسرطان بما في ذلك سرطان الرئة والثدي والكلى والكبد، ولكن البعض يجدون صعوبة في مداومة ممارسة الرياضة على اعتبار أنها تستهلك الوقت والمجهود، وتتطلب قدرا عاليا من الالتزام، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».
ولكن دراسة أجريت في أستراليا أثبتت أن الأنشطة البدنية العارضة التي يمارسها الإنسان في حياته اليومية يمكن أن تقلل أيضا مخاطر الإصابة بالسرطان، وتتضمن هذه الأنشطة القيام بالأعمال المنزلية أو أداء بعض الأنشطة الحركية التي تتعلق بالعمل أو أداء بعض المهام سيرا على الأقدام.
ويؤكد الباحثون الذين أشرفوا على هذه الدراسة من جامعة سيدني أن هذه الدفقات من الأنشطة البدنية «التي يقوم بها الشخص على مدار اليوم، مثل السير إلى محطة الترام أو صعود درجات السلم أو حمل أمتعة ثقيلة بعض الشيء أثناء التسوق على سبيل المثال، لا تتطلب وقتا إضافيا أو أجهزة رياضية خاصة ولا إشراف متخصصين، ولكنها تساعد بالفعل في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان».
واعتمدت الدراسة على بيانات مسجلة في مؤسسة البنك الحيوي البريطاني تخص 22 ألفا و398 شخصا لم يسبق تشخيص إصابتهم بالسرطان، ولا يمارسون أي شكل من التدريبات الرياضية في أوقات فراغهم. وكان 55 في المائة من المشاركين في التجربة من النساء وتتراوح أعمارهن 62 عاما في المتوسط.
وكان المشاركون في التجربة يطلب منهم ارتداء سوار لقياس معدلات نشاطهم اليومي بشكل دقيق من أجل تحديد الفترات الزمنية التي يستغرقها هؤلاء الأشخاص في الحركة على مدار اليوم، مع متابعة تقاريرهم الصحية لمدة 6.7 أعوام تالية لتحديد ما إذا كان مرض السرطان قد ظهر على هؤلاء المتطوعين.
وأثبتت الدراسة التي أوردها الموقع الإلكتروني The Conversation المتخصص في الأبحاث العلمية أن ممارسة الحركة لمدة 3.5 دقائق يوميا تقلل مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة تتراوح ما بين 17 و18 في المائة، وأن زيادة فترة الحركة إلى 4.5 دقائق على الأقل يوميا تؤدي إلى تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة 20 في المائة إلى 21 في المائة.