ممارسات القوات السعودية في مطار الغيضة بالمهرة
الاربعاء, 03 أبريل, 2019 - 08:35 مساءً

حين تزور محافظة المهرة (شرقي اليمن) فإن الحديث الشائع الذي ستسمعه في أوساط الناس هناك هو وضع مطار الغيضة المحلي، وكيف تحول إلى مصدر قلق للمحافظة وسكانها، بل ووسيلة من وسائل التهديد بالعقاب، وقاعدة عسكرية متعددة المهام.
 
أصبح المطار منذ مجيء القوات السعودية إلى المهرة نهاية العام 2017م قاعدة عسكرية مغلقة لصالح تلك القوات التي تشرف على إدارته بكافة مرافقه، ومقرا عاما لها تدير منه مختلف أنشطتها وأجندتها في المحافظة، والأدهى من ذلك تحويله لقاعدة استجواب استخباراتية، وسجن كبير لمن تعتبرهم القوات السعودية خصوما ومعارضين لها.
 
أخضع المطار بشكل كامل لمصلحة تلك القوات، بعيدا عن السلطة المحلية، وإشراف الحكومة اليمنية، وقيادة الجيش المتواجدة هناك، وبات الاقتراب منه أمرا محفوفا بالمخاطر، أما عملية الدخول والخروج إليه فلا يسمح لأحد إلا أولئك الذين يأذن لهم قائد القوات السعودية في المهرة، بما فيهم المسؤولون اليمنيون الذين لهم ارتباط بالمطار عسكريا ومدنيا.
 
أما القوات اليمنية المتواجدة في المطار فهي محدودة العدد، وجرى تدريبها من قبل السعودية، وتمارس مهاما محدودة بتوجيهات من الضباط السعوديين في سياق الأهداف والتحركات التي ينفذها الجيش السعودي داخل المحافظة بمديرياتها التسع.
 
ويعد مطار الغيضة أكبر مطار محلي في اليمن من حيث المساحة، إذ تبلغ مساحته وفق تقديرات رسمية 26 كيلومتر مربع، ويطوقه سور إسمنتي من مختلف الجهات، ويقع جنوب مدينة الغيضة على تلة مطلة على المدينة، مما أكسبه موقعا إستراتيجيا هاما.
 
ظل المطار يعمل منذ إنشائه في تسيير الرحلات المدنية الداخلية باليمن، بالإضافة إلى وظيفته العسكرية، نظرا لوجود معسكر للجيش في إحدى نواحيه، وتوقفت حركة الطيران المدني فيه منذ العام 2011، بسبب الأحداث التي شهدتها اليمن، ورغم ذلك ظل تحت سلطة وإدارة السلطة المحلية والجيش في المحافظة.
 
ومع وصول القوات السعودية إلى المطار بدأت فترة تحول جديدة في المطار، الذي تصدر الاهتمام والحضور، ليس بسبب الخدمات التي يقدمها للسكان هناك كما يفترض، ولكن بسبب الدور الجديد الذي باتت تلعبه القوات السعودية هناك، والذي انسحب على مجمل الأحداث التي تعيشها محافظة المهرة اليوم.
 


لمتابعة الموقع على التيلجرام @Almawqeapost

التعليقات