الإمارات وإسرائيل توسعان قاعدتي تجسس في سقطرى برعاية أميركية
- غرفة الأخبار الإثنين, 29 يوليو, 2024 - 09:23 مساءً
الإمارات وإسرائيل توسعان قاعدتي تجسس في سقطرى برعاية أميركية

[ صورة فضائية تكشف استحداثات عسكرية إماراتية في جزيرة عبدالكوري ]

كثفت الإمارات العربية المتحدة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، العمل على إنشاء بنية تحتية عسكرية واستخباراتية إماراتية إسرائيلية مشتركة في أرخبيل سقطرى قبالة سواحل اليمن، بحسب تقرير لصحيفة الأخبار اللبنانية.

 

وقالت صحيفة الأخبار اللبنانية، في تقرير لها، إنه وبعد عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر، سرّعت الإمارات الخطى لتشييد قاعدة عسكرية إماراتية - إسرائيلية يجري بناؤها في جزيرة عبد الكوري، ضمن مساعي الإمارات مع إسرائيل للسيطرة على الجزر والموانئ اليمنية المرتبطة بالبحر الأحمر والخليج العربي.

 

وتسعى الإمارات العربية المتحدة إلى ترسيخ سيطرتها على الأرخبيل الاستراتيجي، وبدأت خلال السنوات القليلة الماضية في بناء مواقع عسكرية واستخباراتية بالتنسيق مع تل أبيب على جزر أرخبيل سقطرى، بما في ذلك جزيرة سقطرى نفسها.

 

وأشارت إلى حرص الإمارات على إبعاد إسرائيل عن الواجهة في هذا المشروع الهادف إلى الربط بين جيوش وأجهزة أمن إسرائيل والدول العربية المعنية، تحت مظلة «القيادة المركزية الأميركية»، لافتة إلى اللقاء «السري» بين رئيس أركان جيش العدو، هرتسي هليفي، وقائد «القيادة المركزية الأميركية»، مايكل كوريلا، وقادة جيوش السعودية والبحرين ومصر والإمارات والأردن، في المنامة في 22 حزيران الماضي، وتناول «التجربة الناجحة» في التعاون بين هذه الجيوش في محاولة صد الهجوم الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل/ ليل 14 - 15 نيسان الماضي.

 

وفقًا لتقرير الأخبار، فقد وصلت سفينة إنزال تحمل علم الإمارات العربية المتحدة -مخصصة لنشر أفراد ومعدات عسكرية- إلى جزيرة سقطرى، أواخر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، وبقيت هناك حتى أوائل يناير/كانون الثاني، ثم اتجهت غرباً نحو عبد الكوري ورسوت حتى 11 يناير/كانون الثاني، لتعود إلى سقطرى بعد يومين. "ثم عادت إلى الإمارات في 18 يناير.

 

وبحسب التقرير، فإن السفينة، "أخفت إشارتها أثناء تواجدها قبالة سواحل الجزيرة، وظلت على هذا النحو حتى ظهرت مرة أخرى في 25 ديسمبر في بحر العرب متجهة شمالاً، مما يشير إلى أنها كانت تقوم بنشاط مشبوه في ذلك الوقت. تشير المعلومات إلى أن رحلات السفينة كانت تهدف إلى نقل الإمدادات العسكرية والأفراد المتخصصين المشرفين على تطوير قاعدة إماراتية."

 

وتحدث التقرير، عن صور للأقمار الصناعية من موقع «planet»، والتي كشفت تطوّر عمليات الإنشاء في القاعدة العسكرية الإماراتية في جزيرة عبد الكوري (يقطنها 1400 نسمة)، والتي تضم مطاراً عسكرياً لا زال البناء فيه مستمراً، علماً أن الجزيرة تحتوي أيضاً منشآت عسكرية واستخباراتية إماراتية - إسرائيلية.

 

وقامت دولة الإمارات بإنشاء القاعدة العسكرية، وعدد من مدارج الطائرات التجريبية في يرة، حيث كشفت صور الأقمار الصناعية عن تحركات إنشائية وعمليات رصف لطريق القاعدة الجوية الإماراتية، كما كشف موقع «إيكاد» لاستخبارات المصادر المفتوحة أن القاعدة الإماراتية في عبد الكوري، تتلقى تدفقاً مستمراً من الشحنات، بينما تشارك سفن مجهولة الهوية في أنشطة قريبة منها.

 

وتثير هذه الأحداث، إلى جانب العمليات التجارية، تساؤلات حول الإستراتيجيات العسكرية المحتملة التي يتم اتباعها تحت ستار العمليات التجارية الروتينية، لتعزيز الأجندات الإقليمية.

 

وتناول التقرير، أبرز الإستحداثات الجديدة، بعد 7 أكتوبر، حيث تم بناء رصيف بحري جديد في الجزيرة، يبلغ طوله حوالى 120 متراً وعرضه 5 أمتار. وسبق ذلك إنشاء رصيفين آخرين، أحدهما في نيسان 2023 شمال شرق القاعدة، والآخر في أيار 2023 شمال وسط الجزيرة. لكنّ هذين الرصيفين أُزيلا بعد معركة «طوفان الأقصى»، في الوقت الذي تم فيه إنشاء الرصيف البحري الجديد.

 

وقال التقرير، بأن تحليل مواقع الأرصفة الثلاثة، يشير إلى هدفين رئيسيين وراء البناء: الأول، تجنّب أي استهداف من قبل جماعة الحوثي من شمال جزيرة عبد الكوري للرصيفين الشماليين أو السفن الراسية فيهما، وتوفير الرصيف الجنوبي الجديد عامل حماية بفضل الأرض المرتفعة المحيطة به؛ والثاني، أن منطقة الرصيف الجديد تتمتّع بشاطئ أوسع ومياه عميقة بما يمكّنها من استقبال سفن أكبر، وأيضاً استضافة إمدادات بكثافة أكبر، وبالتالي توفير مزايا لوجستية كبيرة.

 

وتم إنشاء منصّة هبوط طائرات الهليكوبتر شمال المدرج الرئيسي بعد 7 أكتوبر، كما تمّت زيادة طول المدرج نحو 120 متراً، ليصبح 3 كيلومترات. ويتيح هذا التوسع استيعاب طائرات شحن عسكرية أميركية أكبر وقاذفات إستراتيجية، من مثل قاذفات «سي-5 إم سوبر غالاكسي» و«بي 1» الأميركية التي استخدمت أخيراً في هجمات انتقامية في سوريا والعراق. كذلك، جرى بناء مساكن وأبنية جديدة حول القاعدة، تضم وحدات سكنية جديدة متمركزة في وسط الجزيرة، محاطة بمعدات البناء وأماكن الإقامة للعمال، بالإضافة إلى مبانٍ إضافية شمال شرق منطقة الإسكان، على بعد نحو 2.5 كيلومتر من المدرج الرئيسي.

 

وتزامنت تطورات جزيرة عبد الكوري، مع التحديثات الأخرى التي تم رصدها في القواعد الإماراتية في بربرة وبصاصو في الصومال، والتي أشارت سابقاً إلى وجود خبراء عسكريين أميركيين فيها، ما يعزز من فكرة أنها تطوّرت لتحقيق التكامل العسكري الغربي حول باب المندب.

 

هذا ليس أول تقرير يشير إلى تورط واشنطن في عسكرة أرخبيل سقطرى. وكانت قناة سكاي نيوز عربية قد ذكرت في مارس/آذار أن واشنطن تتطلع إلى ترسيخ وجود لها في سقطرى رداً على عمليات أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية المؤيدة لفلسطين.

 

وفي تحقيق معمق نشرته صحيفة ذا كرادل في مارس/آذار 2023، تفصل صحيفة الأخبار الوجود الإماراتي الإسرائيلي في أرخبيل سقطرى.


التعليقات