صحفي يمني يحكي قصة مقتل شقيقه الأصغر على يد مليشيا الحوثي بتعز
- متابعة خاصة الاربعاء, 07 سبتمبر, 2016 - 10:46 مساءً
صحفي يمني يحكي قصة مقتل شقيقه الأصغر على يد مليشيا الحوثي بتعز

[ الصحفي سلمان الحميدي ]

حكى صحفي يمني قصة مقتل شقيقه الأصغر منه، على يد المليشيات الانقلابية (الحوثي والمخلوع صالح) التي تشن حربا وقصفا عشوائيا على مدينة تعز منذ ما يزيد عن سنة ونصف وتفرض حصارا خانقا عليها .
 
وقال الصحفي سلمان الحميدي "قهروني عيال الذين ويقصد "الانقلابيين" مضيفا: قتلوا أخي محمد، هشموا روحي كما يهشم الجزار عظام الجدي الوليد للثري الأدرد.
 
وأضاف "الحميدي" في منشور له بصفحته على "فيسبوك" قاتل قتله، وقاتل حرمنا من نظرة الوداع.
 
وتابع الصحفي الحميدي قائلا: آخر مرة رأينا فيها محمد وشممناه؛ قبل ستة أشهر، رغم أن المسافة التي بيننا لا تتعدى الثلث ساعة قبل الحرب، مشيرا إلى أنه غياب محكوم بالقسرية بسبب الحصار المفروض على المدينة.
 
وأردف: قبل ستة أشهر، عاد محمد إلى البيت بعد إصابته الأولى، استقبلته البلاد كبطل، لمحمد شعبية عالية رغم صغر سنه.
 
وقال "الحميدي" قبّل رأسي، عانق أبي وأمي بحفاوة، مشيرا إلى أن والده مصاب بالاكتئاب ويهمه محمد في هذه الفترة.
 
واضاف: بدأنا بتجهيز محمد للفرحة التالية وأقنعته، اتأخر سنتين وسأفعل لك حفلة ما حصلتش بالحرب لا استطيع أن أشتري حتى عقد فل.
 
وذكر الصحفي سلمان الحميدي: كان يسمعني بسرعة، يكبر بسرعة، يعيش الحياة بسرعة، ويقول لي: بعدك.
 
وتابع: وأنا أحبه كثيرًا، أحبه لدرجة أني أخاف من أن تجرحه كلماتي، لذا لم أكن أنصحه مباشرةً، أو أعبر له عن زعلي منه وجهًا لوجه، أخاف عليه هذا عضدي وسندي، أي شيء أخاف منه؛ أنهيه برسائل SMS، نستمر طبيعين. وما من حلم ينزرع في رأسي إلا وكان محمد ماؤها والتراب.
 
ولفت إلى أن شقيقه "محمد" عاد بسرعة إلى جبهات القتال في المدنية، دون وداع كاحتراز أمني، منوها كي لا تعتقله مليشيا الحوثي، صار لمحمد شعبية في المدينة أيضًا، كنا نجهزه للذهاب إلى الجامعة، رغم الحرب أشير عليه، فيرد عليّ: أنا بعدك. يالله ابصر.
 
 
واستطرد الحميدي قائلا: لا جامعة ولا فرح: محمد في الجبهة الشمالية يقود موقعًا، أصيب للمرة الثانية، وتغلب على الاصابة ثم عاد
 
وقال الصحفي الحميدي: صار بطلًا، الجميع يسألني عن محمد، ويبتسمون، بائع المواشي ومهندس الحواسيب، طالب الجامعة والميكانيكي، الكبير والصغير، وكلما سألني أحدهم عنه: متى شروح(يعود)؟ كنت أخاف.
 
واضاف: أفراد من المنطقة يلتحقون في صفوف المقاومة داخل المدينة، كنت ألتقي بولاة أمورهم، كانوا قلقين، بعد فترة كانوا فرحين: خلاص، قدهم عند محمد اخوك.
 
ويتابع الحميدي قائلا: ظهر شقيقي "محمد" على قناة العربية، أثناء تبادل الأسرى من المنفذ. لا يتكلم. يظهر وهو يستقبل الأسرى ضمن المستقبلين، مشيرا إلى أن آخر مرة، ظهر فيها على الجزيرة مباشر، في الهجوم الأخير بالجبهة الغربية، على مشارف الستين، وفي الليل كان هناك في أول نقطة تأمين للذين فتحوا الضباب.
 
وقال يطلبونه لأي جبهة، لا يتردد، ونحن نحسب أنه بمكان واحد، أعرف من الآخرين، فيشتد خوفي، مضيفا محمد ريحانتي، سندي وعضدي، بطلي الحقيقي الذي أزهو به أمام الآخرين.
 
ويواصل الصحفي الحميدي كلامه قائلا: قتله بلاطجة، محمد صار شهيدًا، لن يذهب إلى الجامعة، ولا إلى الفرحة التي تستقبله على ضفاف الأيام .
 
ويضيف: فقدت كل شيء، أبي وأمي حرموا من النظرة الأخيرة، روح أخي عند الله وجسده في المستشفى، يتوتر أبي، ينزوي وحيدًا، مشيرا إلى أن والده يتناول عقاقير مضادة للاكتئاب، وتتفاقم حالته.
 
واردف "الحميدي" قائلا: شفقة الآخرين لنا جعلتهم يتواصلون مع متحوثين في خط تماس المواجهات كي يسمحوا لأبي بالمرور مشيرا إلى أنها باءت بالفشل .
 
وختم الحميدي منشوره قائلا: ممنوع الدخول حتى لوداع الأجساد المسجاة، أهالوا التراب على محمد، وجاهرت للعالم بقهري .
 


التعليقات