[ عناصر من مليشيا الحوثي ]
في هذه السلسلة يكشف (الموقع بوست) حقيقة ما يسمى بالخرافة السلالية الهاشمية، من خلال (12) حلقة متتالية، توضح كيف تم صناعة هذه الخرافة، و كيف جرى الترويج لها، واقناع الناس بها تأريخيا.
السلسلة تشكل مجموعة ابحاث تأريخية عميقة، استغرقت وقتاً طويلاً في سبيل الوصول الى الحقيقة.
لا عجب من الأدوار التي لعبتها الخرافات والأساطير في حياة الشعوب، وفي مسار التاريخ، ولا غرابة في احتفاظ المجتمعات – ربما كل المجتمعات- بمنظومات من الأساطير تمنح حياتها متنفسات تفكها من تعقيدات الواقع وقيوده، وغالبا من صعوباته وعقباته.
شئنا أم أبينا ، فالكثير من الخرافات والأساطير تشكل مساحات من تفكيرنا وتصوراتنا كبشر ، والأسوأ ، من هواياتنا ومواقفنا.
وإذا كان ذلك كذلك ، فإننا لسنا قادرين على الخلاص النهائي من سطوة الأساطير والخرافات، لكننا مع هذا نستطيع بأي قدر ممارسة حركة تمرد على ما يمكن من أساطير بتعيينها أولا، واستخدام آلة العقل في دحضها ثانيا، سيما تلك الخرافات والأساطير السافرة الوقاحة والمهترئة المنطق، وبذات الوقت عميقة الأثر في حياتنا والجادة المحاولة لأن تصبح حقائق مقدسة أبدية.
وفي هذه المحاولة للفهم والإفهام سنتطرق إلى واحدة مما نعتقد أنها من أسخف الخرافات التي رافقت المجتمعات البشرية منذ القدم والتي تأتي خطورتها من كونها ما إن تذبل حتى تنتعش وتتفتح ، وما تختفي هنا حتى تظهر هناك، تتمتع بقدرة (خرافية) على تبديل أثوابها.. إنها خرافة احتكار الله وما يترتب على هذا الاحتكار من مسلسل خرافات تجمع بينها وتربطها بالخرافة الأساسية خرافة العلاقة الخاصة مع الله بما ينطوي عليه من امتيازات فوق أرضية.
وهذا ما ينطق على الحالة المحددة في موضوع السطور القادمة، والمثبته في العنوان الرئيسي "الخرافة السلالية.. الهاشمية".
وقد يبدو طرحا كهذا صادم ومستفز في ظرف يسعى الفكر الشيعي لتقديم نفسه كبديل ديني للداخل المسلم ، والخارج غير المسلم المستاء في عمومه من نموذج الإسلام السني المرتبط تأريخيا بحركة الجهاد والفتوحات، وحديثا توليده حركات متطرفة في عنفها.
لعل الوضع الاستفزازي لهذا الطرح يكمن في ما قد يتبادر إلى الذهن من إنكار التناسل الهاشمي ، وهذا ما لا يقوله عاقل ولا يثبته دليل من منطق أو تاريخ ، وإن كان لهذه المادة أن تقول شيئا فليس أكثر من أن الهاشميين الحقيقيين باتوا نقطة قصية في مساحة واسعة من الأدعياء ، وليس أكثر من أن النسب أيا كان لا يترتب عليه امتيازات من أي نوع. وهذا سبب آخر يجعل مثل هذا الطرح مستفزا بل وذا مسحة طائفية تجتريء على الاقتراب من عمود الفكر الشيعي المتمثل في الفضيلة المطلقة للنسب والقرابة العضوية من النبي الأكرم محمد وما تدعيه من امتيازات روحية وسياسية واقتصادية واجتماعية متوارثة.
ربما تبدو هذه التناولة متحيزة، وهي كذلك فعلا لأن كاتبها لا يستطيع أن يكون حياديا حيال ما يعتقده إحدى الخرافات. وستتم تغطية التناولة بثلاثة محاور أساسية :
-الأول : خرافة الاصطفاء السلالي
-الثاني : خرافة الانتساب السلالي
-الثالث : الأصول غير الإسلامية للتشيع