ما سبب انخراط السعودية في الحرب اليمنية؟ (ترجمة)
- كتبة/علي الشهابي ترجمة/عادل هاشم ‏ الأحد, 11 ديسمبر, 2016 - 08:11 مساءً
ما سبب انخراط السعودية في الحرب اليمنية؟ (ترجمة)

[ السعودية لن تمتلك أي خيار سوى الاستمرار في ‏حملتها في اليمن لحماية نفسها. ]

وجهت العديد من الانتقادات في الآونة الأخيرة ضد المملكة العربية السعودية ودورها الرائد في ‏الحرب اليمنية ضد المتمردين الحوثيين، وقد سخر البعض من المملكة العربية السعودية باعتبارها من ‏أغنى الدول التي تشن حرباً على بلد من أفقر البلدان كاليمن.
 
 يزعم البعض أن التدخل السعودية في ‏اليمن هو أول خطوة للمملكة في شن حرب شاملة ضد الشيعة. هذا كله يعكس سوء الفهم وراء التدخل ‏السعودي في اليمن بل في الوطن العربي كله.
 
لم تقم المملكة العربية السعودية بحملتها في اليمن لغرض محاربة الزيديين، فالمملكة في واقع الأمر ‏كانت تدعم نشاطات العائلة الزيدية المالكة في الحرب الأهلية اليمنية في الستينات.
 
 إن الهدف وراء ‏الحملة العربية بقيادة السعودية في اليمن هو إيقاف إيران من الاستفادة من الصراع اليمني في صناعة ‏تحالف مع المتمردين الحوثيين الذي يؤمنون بأن المملكة هي العدو الرئيسي لهم.
 
 ومع ذلك، عندما ‏حاول مسؤولون سعوديون تحذير المجتمع الدولي من الأنشطة الإيرانية في اليمن، قوبلت هذه ‏التحذيرات بالرفض وتجنب المعلقون الغربيون الاعتراف بالتدخل الإيراني في اليمن.
 
‏ اعترضت البحرية الأمريكية خلال 18 شهر الماضية أربع شحنات من الأسلحة الإيرانية كانت في ‏طريقها إلى اليمن، وقد ادعت إيران بأنها تسيطر حتى الآن على أربع عواصم عربية منها صنعاء‏، وأن الحوثيين قد أصبحوا في ارتباط وثيق مع حزب الله اللبناني.
 
 لقد أدعى زعيم حزب الله اللبناني ‏‏"حسن نصر الله" أن قضية الحوثيون هي قضيته الأساسية وسمح لوسائل إعلام تابعة للحوثيين للإقامة ‏في الضاحية الجنوبية لبيروت، ورحب علناً باستضافة المقاتلين الحوثيين وتدريبهم مع قواته. ‏
 
 دخلت المملكة العربية السعودية الحرب اليمنية بعينان مفتوحتان خاصةً بعد خوضها حرباً مع ‏الحوثيين في 2009، وجزمت بأنها غير ذاهبة إلى نزهة.
 
لقد تدخلت المملكة العربية السعودية في ‏اليمن بسبب سيطرة المتمردين الحوثيين على العاصمة صنعاء وإطاحتهم بالحكومة الشرعية والذي ‏من شأنه ترسيخ التعاون بين جماعة التمرد وإيران.
 
كل هذا سيؤدي إلى مقدرة إيران من تحويل شمال ‏اليمن كجنوب لبنان مما سيؤدي إلى تهديد الأمن القومي للمملكة العربية السعودية.
 
‏كان لدى التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية هدفان واضحان من خلال تدخله في اليمن ‏وهما إيقاف الدعم الإيراني وتهريب الأسلحة للمتمردين الحوثيين، وتوجيه رسالة واضحة إلى الحوثيين ‏بأن تحالفهم مع إيران سيكلفهم كثيراً.
 
لقد حققت دول التحالف بالفعل كلا الهدفين حيث تم إغلاق ‏المطارات اليمنية ومحاصرة الموانئ أيضاً والذي أدى بدورة إلى منع تدفق الأسلحة الإيرانية لليمن‏، كما حافظت المملكة العربية السعودية في الوقت نفسه على حملة جوية قوية ضد المتمردين الحوثيين.
 
‏ لا تأتي نجاحات الحروب بدون تضحية،  وللأسف فقد دفع المدنيون ثمناً باهظاً لهذه الحرب، حيث قتل ‏ما يقارب من 10 آلاف مدني منذ بداية الصراع. هذا الرقم ليس مرتفعاً مقارناً بالحملة التي تقودها ‏روسيا وإيران في سوريا، حيث يقتل 10 آلاف مدني خلال اسابيع فقط. وعلاوة على ذلك، فقد اتُهمت ‏المملكة العربية السعودية باستهداف المدنيين والبنية التحتية لليمن. ‏
 
 بينما يقلل البعض من التهديدات التي تواجهها المملكة العربية السعودية، يعرف حكام المملكة جيداً ما ‏قامت به إيران في لبنان والعراق وسوريا ويسمعون ما تقوله وسائل الإعلام الإيرانية وحلفائها من ‏تحريض ونوايا شريرة تجاه المملكة وحكامها. وقد عرفت المملكة العربية السعودية تاريخياً بسماحها ‏لتهديدات أعدائها بالوصول إلى درجة عالية جداً بل قد تكون أعلى من أي دول عظمى مثل الولايات ‏المتحدة قبل اتخاذ أي عمل عسكري.
 
 سيتوجب على المملكة العربية السعودية الاستمرار في الحرب اليمنية لمنع تهريب أي دعم عسكري ‏إيراني للمتمردين الحوثيين.
 
 لكن في حال نفى العالم التدخل الإيراني في اليمن وعدم تحمل الأمم ‏المتحدة لمسؤولياتها في اليمن، فإن المملكة العربية السعودية لن تمتلك أي خيار سوى الاستمرار في ‏حملتها في اليمن لحماية نفسها.


المصدر: بروجكت سيدايكيت

 


التعليقات