ارتياح شعبي واسع لرفع النقاط العشوائية في الضالع كخطوة في طريق استعادة الدولة (استطلاع)
- علي الأسمر - الضالع السبت, 21 يناير, 2017 - 07:47 مساءً
ارتياح شعبي واسع لرفع النقاط العشوائية في الضالع كخطوة في طريق استعادة الدولة (استطلاع)

في خطوة هي الأولى منذ تحرير محافظة الضالع قبل عامين، نفذت السلطة المحلية والأمنية حملة أمنية لإزالة النقاط العشوائية والبالغ عددها أكثر من 30 نقطة منتشرة على امتداد الخط العام من مدخل مدينة الحبيلين بلحج وحتى مدينة قعطبة شمالاً.
 
يأتي هذا بعد أن كثرت الشكاوى من انحراف بعض النقاط عن مسارها والمهام الموكلة إليها في حفظ الأمن، وتحولها إلى نقاط جبابة تمارس الابتزاز بحق سائقي النقل الثقيل، وتفرض رسوم جباية غير قانونية وتعمد إلى استفزاز المسافرين.
 
إحراق ناقلة .. القشة التي قصمت ظهر البعير
 
كان لحادثة إحراق نقطة دار السمين الواقعة على المدخل الشمالي لمدينة الضالع لناقلة تحمل منظفات تابعة لأحد أبناء مريس صدى واسعا، وزادت من سخط المواطنين، وأمام موجة الضغط الشعبي وزيادة النداءات بضرورة رفع النقاط، تحركت السلطة المحلية فحركت حملة أمنية للقبض على المتهمين لتدور مواجهات استخدمت فيها الدبابات انتهت بمقتل زعيم العصابة وجرح ثلاثة من أفراد الأمن بحسب بيان لشرطة الضالع.
 
وعلى إثر الحادثة استمرت الحملة الأمنية التي اشتركت فيها قوات من الجيش لرفع كافة النقاط المسلحة.
 
رفع النقاط

الحملة الأمنية انتهت برفع كافة النقاط الغير قانونية في خطوة تهدف لاستعادة المؤسسات لدورها، بحسب ناطق شرطة الضالع أكرم القداحي، الذي أكد في حديثه لـ"الموقع بوست" أنه تم رفع كل النقاط والاكتفاء بثلاث نقاط على طول الخط العام تتبع أمن الضالع.
  
بدوره قام مراسل "الموقع بوست" في محافظة الضالع بعدة جولات خلال الأيام الماضية، رصد خلالها عملية رفع النقاط، حيث لاحظ أن معظم النقاط رفعت بالفعل باستثناء نقطة واحدة في منطقة سناح قاومت الحملة، وجرح أحد افرادها على إثر تلك المواجهات، ولا زالت حتى اللحظة النقطة موجودة.
 
وفي هذا السياق، قالت مصادر لـ"الموقع بوست" إن النقطة تتبع القيادي في المقاومة شلال الشوبجي، والذي يعمل حاليا في أمن ميناء عدن.
 
تأييد وارتياح شعبي واسع
 
ما من شك أن رفع النقاط المسلحة، من الطريق العام، ولد حالة ارتياح كبيرة في أوساط السكان، بعد أن أصبحت سمعة الضالع ونضالها على المحك، حسب الطالب الجامعي، فضل علي، والذي قال إن النقاط تحولت إلى أوكار لإرهاب المواطنين لوثت سمعة الضالع.
 
بارقة أمل
 
بدوره قال الدكتور فضل محسن ناجي، الأمين العام للمجلس المحلي لمحافظة الضالع، إن "ما قامت به القوات الأمنية من ردع للخارجين عن القانون نباركه"، مشيرا إلى أنه لاقى استحسان وتأييد شعبي واسع النطاق من قبل أبناء محافظة الضالع بعد غياب مؤسسات الدولة في المحافظة، بعد أن عاث الخارجون عن القانون في الضالع فساداً لا تعرفه الضالع في تاريخها.
 
ودعا في تصريح خاص لـ"الموقع بوست" السلطة المحلية إلى سرعة بسط نفوذ الدولة على كافة المؤسسات، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه إقلاق السكينة العامة للمواطنين.
 
"ناجي" لم ينسى دعوة المجتمع بكافة شرائحه للتفاعل مع السلطات المحلية، والعسكرية في حفظ الأمن والاستقرار وإعادة مؤسسات الدولة، ومحاربة الفساد والفاسدين والخارجين عن القانون.
 
مطلب شعبي
 
التربوي ياسر محمد حسين حرد علق على رفع النقاط من طرقات الضالع لـ"الموقع بوست" بقوله "شي جميل وهذا مطلب شعبي، ويجب على السلطة تثبيت الأمن، فقد هرم الناس من التصرفات اللامسؤولة"، داعيا الأمن للعمل المؤسساتي بعيدا عن المناطقية حيث الملاحظ أن عمل النقاط أصبح مناطقياً، حسب قوله.
 
دعوة لاستعادة المباني الحكومية
 
الصحفي إبراهيم علي ناجي، مدير تحرير موقع عدن بوست، وجه تساؤلاً للسلطة المحلية قائلاً "هل سيتم استعادة المباني والمنشآت الحكومية والخاصة التي تم البسط والسيطرة عليها من بعد الحرب من قبل أفراد وجماعات بحجج واهية".
 
وأورد الصحفي ناجي أسماء عدد من المباني التي سيطر عليها المسلحون، منها مبنى سينماء النصر، مبنى التامينات الذي بجانب الشرطة، ودار الضيافة، ومبنى المؤتمر الشعبي العام، ومباني التعاونية، ودار القرآن الكريم، ومبنى النحل، ومبنى الزراعة، ومبنى الكهرباء، ومحطة التعاونية، ومبانٍ أخرى.
 
قرار جريء وشجاع
 
بدوره، قال الناشط السياسي يحيي سلمان، إن "القرار جريء وشجاع وأن الكل انتظره كثيرا بعد أن بلغ السيل الزبى وطفح الكيل ممن عاثوا في الضالع الفساد، وشوهوا تاريخها الناصع، وشكى الشارد والوارد والذاهب والآيب، والمعروف وغير المعروف من جماعة تقطع على الخط الدولي العام الرابط ما بين قعطبة والضالع، من جماعة تتخذ من ذلك الخط العام نقاط جباية خارجة عن الأطر القانونية، وتفرض على المارة وخاصة القواطر بعض الجبايات وهي جبايات تؤخذ بقدر 200 ريال على كل قاطره".
 
ولفت إلى أن آخر تلك الحوادث، هو إطلاق النار على قاطرة تحمل مواداً مشتعلة ما أدى إلى اشتعالها بالكامل وتسببت بأضرار بيئية حسب خبراء.
 
ويتسائل الناشط سلمان "هل يعقل أن يأتي مثل هؤلاء ويبيع كرامته وكرامة محافظته، ويزهق أرواح بريئة ويتسبب بكوارث بيئيه بسبب 200ريال"، مضيفاً "كرامة الضالع وأبناؤها ليست محل نقاش".
 
الضالع تنتصر
 
بدوره شكر الإعلامي والناشط في الحراك الجنوبي السلمي شائف الحدي في حديث لـ"الموقع بوست" كل "من سعى في حفظ سمعة الضّالع النضالية التي عمدت بآلاف الشّهداء الذين مجّدوا تراب هذا الوطن عبر كل المراحل والمنعطفات التاريخيّة".

كما أبدى شكره لقيادة السّلطة المحلية والعسكرية والأمنية وقيادة المقاومة الجنوبيِّة وخطباء وأئمة المساجد والمشائخ والأعيان وگل منظمات المجتمع المدني المختلفة، الذين تفاعلوا مع هذا الموضوع وانتصروا للحق وسمعة الضّالع.
 
وشدد الحدي على ضرورة وضع آلية تنظيمية للنقاط الرسميّة المتفق عليها، وتشگيل غرفة عمليات موحدة لها من جانب اللجنة الأمنية والعسكرية والمقاومة الجنوبيِّة، وعمل هيگل تنظيمي يحدد مهامها وقنوات التنسيق بينها، على أن يسوده مبدأ التدوير شهريا لقادتها وأفرادها، ووضع دوريات مشتركة لمراقبة الطريق العام حتى يتم توطيد دعائم الأمن والاستقرار في المحافظة.
 


التعليقات