[ جنود يمنيون مدعومون من التحالف العربي ]
أشاد محللون سياسيون بالدور الذي تؤديه قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن٬ بقيادة السعودية٬ مشيرين إلى أن خطرا كبيرا كان سيحيق باليمن والدول العربية المحيطة به٬ إضافة إلى الملاحة الدولية في مضيق باب المندب الإستراتيجي٬ لو استمر انقلاب الحوثي وصالح.
وقال المحلل السياسي نجيب غلاب٬ الذي يرأس مركز الجزيرة للدراسات٬ إن المخطط الإيراني كان يرى اليمن المدخل الأهم لتصدير الثورة٬ وتكوين نظام متطابق مع النظرية الخمينية٬ وجعل اليمن أهم المراكز الحيوية لصورتها٬ بحكم موقعه الجغرافي ومركزيته في الهوية العربية.
وتابع أستاذ العلوم السياسية السابق في جامعة صنعاء "لطالما كانت السعودية ودول الخليج تُشكل المنظومة العربية الأكثر قوة وحيوية وقدرة على مواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة٬ لذلك رأت إيران أن اليمن هو الخاصرة الرخوة لاختراق المجال العربي٬ والجغرافيا التي ستغير الصراع الجيو إستراتيجي في المنطقة".
واعتبر غلاب بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" أن سيطرة إيران على اليمن يمنحها قوة تأثير على أمن الخليج وبحر العرب٬ وأمن البحر الأحمر٬ وبالتالي محاصرة السعودية ودول الخليج٬ وإضعاف تأثيرها في إلى اليمن.
وأكد أن التدخل العربي٬ عبر تحالف واسع كان استجابة طبيعية وتلقائية واستباقية٬ فهي استجابة لتهديدات ومخاطر مباشرة تهدد بقاء الدول٬ وليس مصالحها وأمنها فحسب.
وتطرق إلى أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية حاولت تضليل دول الخليج٬ وبعض مكوناتها قدمت تطمينات لذر الرماد في العيون. وشدد غلاب على أن التدخل العربي٬ عبر عملية "عاصفة الحزم"٬ أعاد بعث الوعي بالمخاطر لدى الجميع٬ حكومات وشعوب٬ وكشف الأوراق٬ وكل يوم يتضح أن قرار التدخل كان صائًبا وتاريخًيا٬ وأن تأخره بتعاظم المخاطر٬ وربما صعوبة مواجهتها.
بدوره٬ أكد الدكتور حسين بن لقور٬ الأكاديمي اليمني٬ وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط" أنه من الصعب جًدا تصور الوضع الإقليمي فيما لو نجح الحوثي في إحكام السيطرة على اليمن٬ في ظل انهيارات متلاحقة تضرب الدول العربية لصالح عصابات وميليشيات طائفية دفعت بها إيران لإثارة الفوضى والسيطرة على بلدان عربية بأكملها٬ سواء في العراق أو سوريا أو لبنان.
وقال: "كم كان سيكون الوضع كارثًيا٬ لو نجح انقلاب الحوثيين وصالح٬ وفرض سيطرتهم على عدن٬ لكن دول المنطقة٬ خصو صا دول الخليج العربي بقيادة السعودية٬ استدركت الأمر٬ واتخذت قرارها التاريخي بدعم الشرعية في اليمن٬ الذي سجل مرحلة جديدة في مواجهة هذا التغلغل الإيراني في صنعاء".
وأشار بن لقور إلى أن تحالف دعم الشرعية في اليمن نجح في قطع يد إيران في جنوب شبه الجزيرة العربية٬ وجنّب البوابة الجنوبية لليمن (عدن) مصير بغداد.
وتابع "كانت (عاصفة الحزم)٬ ثم عملية (إعادة الأمل)٬ الضربة المناسبة للتغلغل الإيراني في جزيرة العرب٬ التي لولا الله سبحانه ثم تدخل قوات التحالف العربي٬ لكانت السفن الإيرانية ترسو في ميناء عدن٬ وتتحكم في مضيق باب المندب الإستراتيجي٬ وتهدد الملاحة الدولية٬ والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".