[ عمار العزكي ]
ينهي برنامج "آراب أيدول" موسمه الرابع يوم السبت المقبل. وذلك بعد منافسةٍ استمرَّت لثلاثة أشهر، بين مجموعة من الأصوات العربيّة التي وجدت فرصتها في الظهور واستعراض الموهبة، كسباً للشهرة. اللافت هذا الموسم، أن البرنامج بدأ يعاني من استنزاف تقليدي في حضوره وأحداثه التي شدّت جمهوراً عريضاً منذ بداياته.
واللافت، أيضاً، هو الحضورالبارد للجنة تحكيم البرنامج، بعد سنوات طويلة من مواسم طافت بإثارة وجدل بين أعضاء اللجنة أنفسهم، وما ترتّب على ذلك، من تداعيات كان منها خروج راغب علامة من اللجنة، بسبب الخلاف بينه وبين المغنية الإماراتية أحلام.
ورغم جائزة "الترضية" التي قدمتها MBC لراغب علامة، وإنتاج موسم واحد من برنامج مشابه لـ"أيدول" هو "إكس فاكتر" 2015، وإشراكه إلى جانب إليسا ودنيا غانم في لجنة تحكيمه، بقي "آراب أيدول" يغرد خارج السرب. ما عاناه الموسم الرابع، من "آراب أيدول" كان بسبب تأجيل مُتكرر قامت به MBC لأكثر من عام ونصف. فبعدما صُوِّرَت المراحل الأولى من الاختبارات في أيار/مايو 2015 في بيروت.
بدأ عرض البرنامج في ديسمبر/كانون الأول عام 2016. انتظار كاد أن يُنهي مواعيد العقود الموقعة بين الفنانين والمحطة السعودية التي استعانت على وجه السرعة بمجموعة من المنتجين المتعاونين معها، وقدّمت موسماً جديداً.
ظهرت في هذا النوع من البرامج في السنوات الستّة الأخيرة أبعاد سياسية، بسبب الأوضاع الراهنة التي يشهُدها العالم العربي. لم تبتعد الثورة السورية، والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتحديداً الحصار في قطاع غزة، عن نتائج "أيدول". كفوز محمد عساف في الموسم الثاني. الموهبة الفلسطينية التي حملت "الخير" لـ MBC، على الرغم من تباين في المستوى الفني لأعمال عساف الخاصة.
هكذا، كان يحضُر الوضع السوري، بدءاً من اكتشاف المواهب في الاختبارات الأولى عبر تقارير خاصة، شرحَت أوضاع بعض المشتركين السوريين الذين تهجروا جراء الحرب. لاجئون توزَّعوا بين تركيا وبيروت وحتى الأردن، وشكّل هذا التعاطف السياسي والاجتماعي مع قضيّة السوريين، حلقة تواصل اجتماعية وفنيّة، للوقوف حول طموح بعض المشتركين والأثر التقليدي لمثل هذه الحالات عند المُشاهد.
ولم يقتصر ذلك على برنامج "آراب أيدول"، بل ظهرت اللعبة السياسيّة، من باب العاطفة، في برامج أخرى منها "غوت تالنت" الذي منح فرقة "سيما" السورية للرقص اللقب سنة 2013، وكذلك في برنامج "فويس كيدز" الذي حقّق طموح بعض الفتيان السوريين في إحراز اللقب، والتغنّي بقضية تهجيرهم من مناطقهم داخل سورية.
حالة سوريالية، وهي بعبارة أخرى تسويقية، اعتمدتها MBC، في البرامج التي تعتمد على استعطاف الجمهور والتصويت الرقمي.
ويُحكى، اليوم، عن فوز المشترك اليمني، عمار محمد، وهو فنان يمني متمرّس، له بعض الأغنيات والمواويل الخاصة، ويُعرف في اليمن باسم محمد العزكي. ويُقال إن ما يدور في اليمن حاليًا سيسهم إلى حد ما في تعاطف الجمهور والتصويت لعمار محمد. وبالتالي استثمار MBC لذلك، سيحملها لإعلان فوزه السبت المقبل، أمام منافسة شرسة مع الفلسطينيَيْن يعقوب شاهين، وأمير دندن الذي أثبت أنه يتمتَّع بمقدرة صوتية لا تقلُّ عن زميله اليمني عمار محمد. وكان من الأفضل أن تنحصر المنافسة النهائية بينهما، لولا حسابات البرنامج في اختيار خروج مشتركين في الحلقات النهائية، والإبقاء على ثلاثة للفوز باللقب.
ووفق المعلومات الخاصة، فإنّ إدارة MBC، ستضع لجنة تقييم خاصة ببرامجها لدراسة هذا الملف الذي أصبح يُشكّل عائقاً أمام إنتاجات الشركة السعودية. كما أنَّ الآلية الجديدة للاستمرار في مثل هذا النوع من البرامج المُكلِفة، يفرُض على المحطة السعودية، الاستعانة بمجموعة من وكالات أو شركات دعائية كُبرى، تسهم إلى حد ما في تحمل عبء مصاريف وإنتاج البرنامج.
ومن المتوقع، وفق تصريح مدير عام قنوات MBC علي جابر، أن يطرأ تغييراً على بعض الأسماء في لجان تحكيم برامج الهواة، في حال تمت الموافقة على مواسم جديدة. وتشير المعلومات إلى أن للفنان راغب علامة مكانا في لجنة أحد البرامج، كما طرح اسم الملحن والموزع المصري، عمرو مصطفى، ليحل مكان الموزع الموسيقي، حسين الشافعي، في "محبوب العرب 5".