[ عملية الإنزال الجوي الأمريكي في البيضاء أسفرت عن سقوط عشرات المدنيين أواخر يناير الماضي ]
قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم السبت إن على الحكومة الأمريكية إجراء تحقيقات ذات مصداقية في الغارة التي استهدفت تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" وسط اليمن أواخر يناير/كانون الثاني 2017، والتي قتلت 14 مدنيا على الأقل، منهم 9 أطفال، ونشر النتائج للعلن.
وأشارت المنظمة إلى أن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين يثير القلق من أن الولايات المتحدة والمجموعات المسلحة لم تتخذ جميع التدابير اللازمة للتقليل من الخسائر بين المدنيين كما تنص على ذلك قوانين الحرب.
وقال نديم حوري، مدير برنامج الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش "اعتراف الجيش الأمريكي بمقتل مدنيين في هذه الهجمة يُعد خروجا نادرا عن طريقة الولايات المتحدة في اليمن، ولكنه غير كاف".
وأضاف "على الولايات المتحدة أن تقوم بالمزيد وأن تضمن محاسبة كاملة على انتهاكات قوانين الحرب المحتملة، وتقديم التعويضات المناسبة للمدنيين".
وتحدثت هيومن رايتس ووتش مع عدد من سكان القرية ومدير مستشفى استقبل 3 مصابين. قال شهود عيان إن 5 نساء و9 أطفال كانوا من ضمن المدنيين الذين قُتلوا في الغارة.
ونقلت المنظمة الدولية عن شهود عيان أنه بحدود الساعة 2 بعد منتصف الليل اقترب نحو 30 جنديا أمريكيا معهم كلاب عسكرية من منزل القائد العسكري عبد الرؤوف الذهب.
وقال أحد الشهود إن الرجال في منزل الذهب سمعوا صوت أشخاص يقتربون من المنزل فنادوهم وعندما لم يأت جواب فتحوا النيران، والذين كانوا بالخارج ردّوا عليهم بالمثل.
وقال شهود إن القوات الأمريكية البرية والطائرات كانت على ما يبدو تستهدف كل ما كان يتحرك وكل مَن خرج من منزله.
وقال عزيز العامري، عضو المجلس المحلي، الذي تحدث للمنظمة الدولية إنه وعائلته استيقظوا على صوت طلقات النار.
مشيراً إلى أنه في البدء اعتقدوا أن هناك إشكال فردي أو عشائري "تفاجأنا عندما رأينا [المروحيات المقاتلة] تطوّق القرية، كانوا يطلقون النار على كل ما يتحرك، بدون استثناء، بشر أو حيوانات، حتى الحمير".
ولفت العامري "بعض النساء اللاتي قُتِلنَ كن يحملن أطفالهن وبعضهن كن هاربات، لقد أغاروا على منازلنا، دمروها، قتلوا نساءنا وأطفالنا".
وأكد أن قريبته فاطمة العامري، وهي أم في منتصف العقد الرابع، وُجِدَت مقتولة، وابنها البالغ عامين بين ذراعيها، لا يزال الطفل على قيد الحياة. طفل آخر، 5 أعوام، وُجد مقتولا عند باب منزل عائلته.