اليمن.. العيد بدون أضاحي وغياب شبه كامل لمظاهر الفرحة
- القدس العربي الجمعة, 01 سبتمبر, 2017 - 09:07 مساءً
اليمن.. العيد بدون أضاحي وغياب شبه كامل لمظاهر الفرحة

[ عيد الأضحى ضيف ثقيل في اليمن - أرشيفية ]

يحل عيد الأضحى في اليمن كضيف ثقيل، مع غياب شبه كامل للفرحة بين أفراد الأسر والعائلات اليمنية، إثر عدم قدرة الكثير منها الى الالتئام خلال أيام العيد، كما كانت العادة تجري في الأعياد السابقة للحرب الراهنة.

وذكرت العديد من المصادر أن أغلب اليمنيين لم يتمكنوا خلال هذا العيد من شراء الأضحية من اللحوم المتوافرة فيها شروط الأضحية للعيد من لحوم الخروف أو الماعز أو لحوم البقر، لانعدام السيولة المالية للسكان والوضع الاقتصادي الصعب الذي سببته الحرب والتي دفعت بأغلب السكان الى مستوى خط الفقر.

وأوضحت لـ"القدس العربي" أن أغلب الناس لم يتمكنوا من الحصول على ما يسد رمقهم من لقمة العيش، ناهيك عن التفكير بشراء اللحوم، حيث أصبحت الأضاحي في ظل هذا الوضع نوعا من الترف، ولم تعد في حساباتهم وأدرجت ضمن ذكريات الماضي. 

وأشارت الى أن لحوم الدجاج ربما تكون الملاذ لأضحية الكثير من السكان بدلا من اللحوم التي تتوفر فيها شروط الأضحية، نظرا لعدم قدرتهم على شراء الأضاحي، والذين سيضطرون لإحياء مظاهر العيد ولو بلحوم الدجاج رغم أنها غير مجزية للأضحية وفق الشروط الشرعية.

وما زاد الوضع سوءا أن الموظفين الحكوميين لم يستلموا راتبهم منذ قرابة 10 أشهر وحتى الوعود الحكومية بدفع راتب شهر لهم جاء متأخرا، حيث وصلت أمس الأول طائرة روسية تحمل أوراقا نقدية يمنية الى مطار عدن، ورافق ذلك وصول رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر الى عدن للإشراف المباشر على توزيعها وصرف مرتبات الموظفين الحكوميين، وإن كانت عملية الصرف سوف تتم بعد انتهاء إجازة العيد، ما يفقد الناس الاستفادة منها خلال إجازة العيد.

حلّ عيد الأضحى وأغلب اليمنيين مشغولين بهمومهم وأوجاعهم، حيث لا يخلو بيت من فقدان قريب أو حبيب جراء الحرب الراهنة في اليمن منذ مطلع العام 2015، سواء بوفاته أو إصابته أو باعتقاله أو اضطراره للهرب من قبضة المليشيا الانقلابية للحوثي وصالح في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، أو بأيدي القوات الجديدة الموالية للقوات الإماراتية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في محافظات الجنوب والشرق.

أصبح اليمن سجنا كبيرا لليمنيين، وسكانها أضحوا ضحايا للجلادين من مختلف الأطراف، في الشمال من الانقلابيين وفي الجنوب من الإماراتيين، ويتلقى سكانه المجازر شبه اليومية، إما من البر عبر القصف العشوائي من قبل المليشيا الانقلابية كما يحدث في مدينة تعز، أو من الجو كما يحدث من قبل طائرات التحالف بقيادة السعودية في العاصمة صنعاء وغيرها.

مظاهر العيد في اليمن لم يعد له أثر سوى استدعاء ذكريات الماضي الجميل أو استشعار الآلام والأوجاع مع تذكر المفقودين الذين قضوا خلال هذه الحرب أو المفقودين وراء القضبان أو البعيدين عن أهاليهم، والذين لم يتمكن أفراد الأسر والعوائل من الالتئام في هذا العيد، رغم أهميته بالنسبة لهم.

قال محمد عقلان إن عائلته لم تلتئم منذ 2015 لا في عيد ولا في غيره، نظرا للحرب التي اجتاحت محافظة تعز، فتشرد أبناء العائلة بين مدينة تعز وصنعاء وعدن وخارج اليمن، ولم تتمكن من الالتئام مرة أخرى، بسبب وضع الحرب، الذي انعدمت خلاله السلامة والأمان وأيضا بسبب قلة ذات اليد والارتفاع الباهض لتكاليف السفر وانعدام الدخل والسيولة لدى أفراد العائلة.

قصة عقلان، تتكرر في كل بيت وفي أغلب المدن اليمنية، حيث تشرد الآباء والأبناء والأحبة وخلقت الحرب مأتما في كل أسرة وفقدان حبيب في كل بيت، ولم يتمكن أفراد الأسر من الالتئام حتى في الأعياد أو المناسبات الجميلة، وأصبح همهم الأكبر توفير لقمة العيش وقضاء يوم بسلام بدون تهديد أو مخاوف تداهمهم.

واشتدت الأزمة على اليمنيين مع استمرار الحرب وفقدان الأعمال ومصادر الدخل وأيضا انقطاع الرواتب في القطاع العام، لانعدام السيولة النقدية، وتعثر وصول المعونات والمساعدات الإغاثية من المنظمات الإقليمية والدولية إثر عدم وجود عاملين لديها على أرض الواقع، وتذهب الكثير من المساعدات الإغاثية أدراج الرياح لسيطرة الانقلابيين عليها لمجرد وصولها إلى ميناء الحديدة أو الاستيلاء عليها من قبل القوات الموالية للإمارات كما يحصل عند وصول أي مساعدات لميناء عدن.

ويزيد الطين بلة انسداد الأفق أمام أي محاولات أو فرص للحلول السياسية للأزمة في البلاد، وهو ما جعل اليمنيين يشعرون بالألم المضاعف وفقدان الأمل بأي جهد أو محاولة للتخفيف من أعبائهم أو الدفع بعجلة الحل نحو الأمام، ولذا يحل عيد الأضحى عليهم لتذكيرهم بآلامهم ومضاعفة أوجاعهم وسلب الفرحة من وجوههم.


التعليقات