توترات جديدة بين الحوثيين وصالح في صنعاء
- وكالات الخميس, 19 أكتوبر, 2017 - 07:43 مساءً
توترات جديدة بين الحوثيين وصالح في صنعاء

[ مناصرو صالح خلال حشد جماهيري في صنعاء بأغسطس الماضي - أ ف ب ]

عادت التوترات لتخيم على العلاقة بين المتمردين الحوثيين المسيطرين على العاصمة اليمنية صنعاء وحليفهم علي عبدالله صالح، في ظل تبادل الجانبين للاتهامات بعرقلة الاتفاق السياسي بينهما.

والطرفان ممثلان في حكومة في صنعاء غير معترف بها دوليا، ويخوضان منذ نحو ثلاثة أعوام حربا ضارية ضد التحالف العسكري العربي بقيادة المملكة السعودية المؤيد للسلطة المعترف بها.

ووجه حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة صالح، اليوم الخميس، رسالة إلى المكتب السياسي في جماعة الحوثيين يشكو فيها من "حملات الاستهداف" التي تطال قياداته وكوادره.

وقال في الرسالة إن بعض ممثليه في الحكومة، وبينهم وزراء الصحة والتعليم العالي والأوقاف والإرشاد، تعرضوا "للإهانة" على أيدي قياديين حوثيين، وأرفق الرسالة بأسماء 44 شخصا رأى الحزب أنهم "يسيئون" إلى صالح.

واعتبر الحزب أن هذه الإساءات "مؤشرات واضحة ودليل قاطع على عدم وجود رغبة حقيقية لدى الحوثيين لاستمرار الشراكة مع المؤتمر، إلا في إطار السيطرة الكاملة والاستحواذ"، مؤكدا أنه لن يقبل "بشراكة صورية".

من جهته، رد رئيس المكتب السياسي للحوثيين صالح الصماد على الرسالة متهما شخصيات مقربة من صالح "بتلقي أموال" من فريق الرئيس المعترف به عبدربه منصور هادي والمدعوم من المملكة السعودية "لأجل شق الصف" بين الحليفين.

وتابع في الرسالة "أي شراكة صورية تتحدثون عنها وأنتم المعطلون لدور المجلس السياسي الأعلى والحكومة، ونحن كذلك لا يشرفنا البقاء في مسؤولية صورية تعجز عن إصلاح أبسط الإصلاحات".

وظهرت أول بوادر الانشقاق بين الحليفين في أغسطس/آب الماضي حين تبادلا الاتهامات بـ"الخيانة"، قبل أن يقتل ضابط برتبة عقيد في القوات الموالية لصالح ومسلحان من المتمردين في اشتباكات غير مسبوقة بين الطرفين في صنعاء.

لكن الرئيس المخلوع صالح أعلن بعد نحو أسبوع أن تحالفه مع المتمردين مر بأزمة ثقة بعدما خشي الحوثيون من إمكانية الانقلاب عليهم، قبل أن تبدد هذه المخاوف عبر رسائل تطمينية.

حكم صالح شمال اليمن منذ عام 1978 وحتى تحقيق الوحدة عام 1990، ثم حكم اليمن الموحد منذ عام 1990 وحتى 2012، حين تنازل عن الحكم لمصلحة الرئيس الحالي المعترف به عبدربه منصور هادي على خلفية احتجاجات شعبية. وخلال فترة حكمه، شن ست حملات عسكرية ضد المتمردين الحوثيين الذين اتخذوا من منطقة صعدة شمال العاصمة معقلا لهم.

في 2014، عاد صالح إلى الواجهة في محاولة لانتزاع الحكم، فتحالف مع الحوثيين ضد سلطة هادي، ونجح هذا الحلف غير المألوف في السيطرة على العاصمة وعلى مناطق شاسعة في البلاد، قبل أن تطلق المملكة السعودية حملتها العسكرية.

وفي المواجهة بين القوات الحكومية والتحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، والحوثيين مع قوات صالح من جهة ثانية، قتل أكثر من 8600 شخص غالبيتهم من المدنيين، وأصيب نحو 59 ألف شخص بجروح، بحسب الأمم المتحدة.


التعليقات