[ تفشي وباء الكوليرا باليمن ]
حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من خطورة استمرار الحصار الذي يفرضه التحالف العربي بقيادة السعودية على ملايين المدنيين في اليمن منذ السادس من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
وطالبت اللجنة في بيان لها اليوم الجمعة، بضرورة رفع الحصار عن اليمن بشكل فوري، مشيرة إلى أن "توقف واردات الوقود والسلع الأساسية الأخرى طوال الأيام العشرة الماضية، أسفر عن انقطاع إمدادات المياه النظيفة في ثلاث مدن يمنية في الأيام الأخيرة، ما يضع قرابة مليون شخص تحت تهديد خطر تفشٍّ جديدٍ لمرض الكوليرا وغيره من الأمراض المنقولة عن طريق المياه".
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، ألكسندر فيت، أن أنظمة المياه والصرف الصحي في الحُديدة وصعدة وتعز توقفت عن العمل بسبب عدم توفر الوقود، ونتيجة لذلك، حُرم نحو مليون شخص الآن من المياه النظيفة والصرف الصحي في بيئات حضرية مكتظة بالسكان، في بلد لا يزال يتعافى ببطء من أسوأ تفشٍّ لوباء الكوليرا في العصر الحديث".
وذكر البيان أن "مراكز حضرية كبرى أخرى، بما في ذلك العاصمة صنعاء، ستواجه الوضع ذاته خلال أسبوعين ما لم يُستأنف دخول السلع الأساسية على الفور".
وقال فيت "تعتمد المستشفيات والعيادات والخدمات الصحية العاجلة على المولدات في تأمين الكهرباء اللازمة لتشغيلها، والتي لن يمر وقت طويل حتى ينفد وقودها. مشيرا إلى أن البنى التحتية الصحية في اليمن، والتي كانت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار تواجه خطر الانهيار الكلي بالفعل.
وأكد الصليب الأحمر أن العشرات من الموظفين العاملين في المجال الإنساني، ومن بينهم أفراد في فرقه الجراحية، لم يتمكنوا من العودة إلى ممارسة أعمالهم في اليمن.
وجددت اللجنة الدولية نداءها العاجل للسماح بتدفق السلع الأساسية إلى اليمن، وإعادة فتح مطار صنعاء أمام رحلات الإغاثة الإنسانية.
وقال فيت "إن منع طائرات المساعدات الإنسانية من الوصول إلى صنعاء، ومنع حركة العاملين في المجال الإنساني بحرية إلى اليمن ومنه يؤدي إلى شلّ أنشطة المساعدة الحيوية التي يعتمد عليها ملايين اليمنيين للبقاء على قيد الحياة".
وأغلق التحالف العربي حدود اليمن البرية، وكذلك موانئها البحرية ومطاراتها الرئيسية في أعقاب إطلاق صاروخ على العاصمة السعودية الرياض، ورغم إعادة فتح ميناء عدن ومطارها أخيرًا، إلا أن الشحنات الإنسانية لا تصل إلى معظم المراكز الحضرية الرئيسية، مثل صنعاء وتعز.