تصريحات جديدة لكرمان حول الحوثيين تُثير جدلاً واسعاً (رصد خاص)
- وفيق صالح الاربعاء, 13 ديسمبر, 2017 - 03:28 مساءً
تصريحات جديدة لكرمان حول الحوثيين تُثير جدلاً واسعاً  (رصد خاص)

[ توكل كرمان الحائزة على نوبل للسلام ]

أثارت الدعوات التي أطلقتها السياسية اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، -عبر الواشنطن بوست – بضرورة التفاوض مع ميليشيا الحوثي لتسليم أسلحتها، والمشاركة في حكومة وحدة وطنية، ردود أفعال متباينة.

وطالبت توكل كرمان في مقال لها بـصحيفة "الواشنطن بوست"، ترجمها للعربية "الموقع بوست"، بضرورة التفاوض مع ميليشيا الحوثي لتسليم أسلحتها، والمشاركة في حكومة وحدة وطنية ترعى الاستفتاء على مسودة الدستور ومن ثم الذهاب إلى الانتخابات المختلفة بناءً عليه.

 وأشارت كرمان أن هذه الخطة لكي تنجح يجب أن يقوم المؤتمر الشعبي العام باختيار قيادة جديدة تؤمن بالديمقراطية وغير مرتبطة بعائلة صالح وبالسياسات الكارثية التي أدار بها البلد.

 وأضافت "كما يجب أن تقوم السعودية والإمارات برفع الحصار كليا وإيقاف القصف الجوي، والاقتصار على تقديم الدعم اللوجستي للحكومة والجيش اليمني".

واعتبر البعض مطالب توكل للمليشيا بالتحول إلى كيان سياسي وتسليم أسلحتها للدولة، يعزز من فكرة تقديم التنازلات الوطنية لمليشيا مسلحة فتكت بالمواطن اليمني وأحدثت ضرراً فادحا في الدولة.

في حين ردَ آخرون أن دعوات كرمان لا تختلف عن دعوات الحكومة الشرعية وخارجيتها التي عادةً ما تخرج بتصريحات على وسائل إعلام دولية وعربية تقول بأن الحل للأزمة اليمنية يجب أن يكون سياسياً بالمقام الأول، وأن يد الشرعية ممدودة للسلام.

الناشط هشام المسوري علقّ على حديث كرمان في "الواشنطن بوست"، قائلاً إنها تعني اعتراف وتسليم بالكهنوت الحوثي وهيمنته على الدولة وشرعنة وجود الحوثية المسلحة كقوة طائفية موازية للدولة من خارجها ومتحكمة بقرار الحكم والسلطة من داخلها".

وأضاف "وإذا افترضنا حسن نية الدعوة فهي عدمية وغير مدركة لطبيعة الحوثية وعقيدتها التي نشأت بالسلاح واتسعت بالحرب".

من جانبه قال الكاتب الصحفي المعروف عبد العزيز المجيدي،"عندما فتحت السعودية قنوات تواصل مباشرة مع الحوثيين في ذروة الحرب والتقت بوفد منهم في ظهران الجنوب، بعيدا حتى عن الشرعية، كان ذلك بالنسبة لصبيان "اللجنة الخاصة" منجزا عظيما في الطريق لإنهاء الحرب".

وأضاف"وحين تدعو الفائزة بجائزة نوبل، توكل كرمان للحوار مع الحوثيين، تكون قد ارتكبت خيانة عظمى"!

وتابع "لكأن توكل كرمان هي التي صرفت 2 مليار دولار لأحمد علي لتنفيذ الانقلاب صحبة الحوثيين وبعثت أنور عشقي إلى عبدالملك الحوثي لضمان ولائه للسعودية"!

وسخر المجيدي من الهجوم الذي يشنه البعض ضد كرمان بسبب مطالبتها بالتفاوض مع الحوثيين قائلاً "ربما تكون توكل هي من منعت الرئيس هادي من العودة إلى عدن وأضعفت سلطته هناك وشكلت سلطات ومليشيات موازية في مناطق الشرعية، وتلاعبت بالحرب لكي تمكن الحوثيين من الابتلاع النهائي لصنعاء وتثبيت السيطرة الإيرانية على صنعاء"!

وأكد عبدالعزيزالمجيدي أن دعوة كرمان للحوار وهي حائزة على جائزة نوبل للسلام من جوهر أنشطتها المفترضة، مضيفا "فكيف إذا كانت دعوتها تقع في قلب القرارات الدولية والمرجعيات الأخرى".

أمّا الناشط عبد الرحمن خالد فكتب على "فيسبوك"، دعوة توكل للحوار مع الحوثة في الواشنطن بوست لا تختلف عن تصريح وزير الخارجية بأن الحل سيكون سياسيًا.

وأضاف "سكتنا عن تصريحٍ رسمي وجلدنا ناشطة على رأيٍ شخصي"! .. يبدو أن بعض أمراضنا مستعصية فعلاً.

ويرى الناشط وجدان مطر، أن الخطأ ليس في فكرة الحوار ولكن أن تأتي الدعوة إليه من شخصيات غير رسمية يفترض فيها أن تمثل التشدد في التمسك الحقوق والمعادل لمواقف الشرعية المضطرة للثرثرة عن الحوار أيضا، لكي لا تنجرف الجهات الرسمية إلى تنازلات خطيرة بفعل الضغوط الدولية، على حد قوله.

ويضيف "أما عندما يعزف الجميع شعارات الحوار على نحو خبيث لا يؤمن به فهنا الخذلان وعدم فهم كيفية التعامل مع اللعبة الدولية التي يقوي أطماعها عدم وجود متشددين ويفرملها تقاسم الادوار بذكاء".

وتابع "خذوا العبرة من تشدد حماس بل من دهاء إيران وأحزابها العربية ،وخذوا الدرس من غلطة الإصلاح الذي توحد خطابه وموقفه بلا تنوع على عكس الأحزاب الأخرى".

أما الكاتب الصحفي فتحي أبو النصر فاكتفى بالتساؤل" يا توكل كرمان هل ميليشيات الحوثة ستلتزم بشروط السلام".

الجدير بالذكر أن كرمان كانت قد دعت أيضا الرئيس هادي في حوار مع قناة "روسيا اليوم"، إلى فتح الحوار، لبدء التفاوض مع ميليشيا الحوثي، مع جميع الأحزاب في اليمن،من أجل إيجاد حل ووقف الحرب.

وبحسب كرمان فهناك الآن الكثير من الفرص لإحلال السلام في اليمن، وعلى الرئيس هادي والحكومة الشرعية أن تبدأ حواراً مع الحوثيين، شريطةً أن يعلنوا أنهم مستعدون لتسليم الأسلحة للحكومة الشرعية.


التعليقات