يذهبون الى التفاوض .. وتعز تموت (تقرير)
- خاص الخميس, 22 أكتوبر, 2015 - 06:07 مساءً
يذهبون الى التفاوض .. وتعز تموت (تقرير)

[ من مجازر الانقلابيين ضد المواطنين في تعز ]

ستة أشهر ومدينة تعز وسكانها يعيشون معاناة ترفض أن تنتهي وتأبى غيمة الموت ان تنقشع من سماء مدينة ادمنت الحياة كما ادمن قاتلها الموت.
لم يتوقف العنف ولم تتوقف عمليات إرسال مقاتلي المليشيا يوما باتجاه تعز التي رفضت الركوع رغم وجع الخيانات من الداخل والخذلان من الخارج.
تعود جثامين القتلة من تعز ولم تنفعهم حروز سيد الكهف ولا مفاتيح الجنة التي دسها في جيوبهم.
المدينة التي كانت عنوانا للسلام وبوابة للثقافة صارت اليوم صورة واقعية لحقيقة مشروع المليشيا القائم على فكرة إما حكمناكم أو قتلناكم. .
في كل بيت قتيل وجريح ومقاوم، هنا شب الجميع عن الطوق وشاب الأطفال قبل الفجر، وحملت النساء السلاح وتوقفت الدموع في المحاجر.
لم يعد الخوف يسكن القلوب، فقد رمى الناس خوفهم ودفنوا احزانهم، فالحياة اليوم مؤجلة لغد قادم تحمله اكف الحرية البيضاء.
قتلوا فريد وقبله تفاحة ومحمد وسعيد وآيات ومئات الأشخاص واصابوا الآلاف، قصفوا المدينة والقرى بمختلف أنواع الأسلحة، ورغم ذلك يخرج الناس من تحت الانقاض أكثر صلابة وقوة مؤكدين انهم لن يركعوا. .
فجروا المنازل وقصفوا المستشفيات ودمروا محطات الكهرباء والمياه ومنعوا دخول المشتقات النفطية والدواء والغذاء ولم تتوقف الحياة ولم ينكسر الناس فأي سر تحت القميص المنتف..
تقاتل تعز المنسية والمجروحه، تواجه انتقام مجرم أصبح في غفلة من الزمن رئيسا لليمن قال ذات يوم: تعز هي من اوصلتني للسلطة.. ورد عليه أهلها واليوم انتزعناك من كرسي الحكم فأنت لست جديرا بحكم شعب يتوق للحرية.
تحضر الدموع والعطش كمتلازمتان إلى جانب قذائف الحقد لتغرس في الأذهان صورة المليشيا القادمة من كهوف الخراب المحمولة على مدرعات القاتل الأكبر القابع تحت حصانة منحت له على غفلة من الزمن ربما لنهاية تليق بجرائمه فالقاتل نهايته دوما مرسومة بحبال المشنقة التي سيساق اليها طال الوقت أم قصر.
ارسل الحوثي أكبر قادته اجراما إلى تعز لاركاعها وأخرج صالح كل ثعابينه وزودهم بكل أدوات القتل وصمدت المدينة بأهلها وبارادة الحياة التي صنعت منها مسيرة ذات يوم ووجهتها إلى صنعاء التي كادت أن تموت ذات حلم تحت أقدام القتلة والمجرمين الذين أرسلوا كتائب الموت اليها.
يظل موقف الرئيس هادي وحكومة نائبه خالد بحاح يحمل في طياته الكثير من معاني الخذلان والتقصير، ويعجز عن إدراكه العقل والمنطق، يذهبون للتفاوض مع من تلطخت اياديهم بالدماء دون حتى أن يشترطوا وقف ذبح المدينة وأهلها.
ستحيا تعز وتنتصر أرواح شهدائها ودموع أطفالها ستصير مطرا ينبت الحياة في كل أرجاء اليمن


التعليقات