بيان التحالف العربي حول عدن يخيب الآمال ويضاعف التوجسات والحكومة ترحب
- متابعة خاصة الأحد, 28 يناير, 2018 - 03:07 صباحاً
بيان التحالف العربي حول عدن يخيب الآمال ويضاعف التوجسات والحكومة ترحب

[ بن دغر مع قادة عسكريين في التحالف العربي ]

في أول ردة فعل لها رحبت الحكومة اليمنية بالبيان الصادر عن قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، وقالت بأنه أكد أهمية استشعار الجميع للمسؤولية الوطنية وتوجيه دفة العمل المشترك مع التحالف، لاستكمال تحرير كافة الأراضي اليمنية.

ونقلت وكالة "سبأ" الحكومية عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة، راجح بادي:" إن هذا الموقف والدعوة من قيادة تحالف دعم الشرعية، هو ما تؤكد عليه الحكومة مرارا من أهمية عدم حرف بوصلة المعركة المصيرية للشرعية والتحالف العربي في مواجهة المشروع الإيراني الخطير، إلى صراع داخلي يشق الصف الوطني، ويخدم أذناب إيران وأدواتها ممثلة بمليشيا الحوثي الانقلابية ".

وأكد بادي، أن موجبات المرحلة الراهنة تستوجب على بعض المغامرين والمقامرين الكف عن المراهنة على أجندات خاسرة، تتعارض كليا مع أهداف وغايات الحكومة الشرعية والتحالف العربي، والقرارات الأممية والدولية المؤكدة على دعم أمن واستقرار ووحدة اليمن.

وكان بيان للتحالف العربي خيب التوقعات حول موقفه من الأحداث الجارية في العاصمة المؤقتة عدن، بعد تصاعد الموقف هناك، على خلفية تهديد المجلس الانتقالي المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة بإسقاط الحكومة اليمنية الشرعية التي يرأسها أحمد عبيد بن دغر، ومنحها مهلة تنتهي اليوم الأحد بحجة فسادها.

وخلا بيان التحالف العربي الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس" من أي إشارة للتصعيد الذي يمارسه المجلس الانتقالي في وجه الحكومة اليمنية التي يقول التحالف إنه يدعمها ويعمل على تمكينها من استعادة البلاد وتحقيق الاستقرار.

ووصف البيان ما يجري بأنه سجال إعلامي حول بعض المطالب الشعبية إزاء تقويم بعض الاختلالات في القطاع الحكومي، وهو ما اعتبره البعض اعترافا من التحالف بوجود اختلالات في حكومة الشرعية يساند ما ذهب إليه المجلس الانتقالي في مبرراته لمهاجمة الحكومة.

ولم يحدد بيان التحالف الجهة التي تسببت بالتصعيد، ودعا كافة المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية إلى التهدئة وضبط النفس، والتمسك بلغة الحوار الهادئ.

وأدى البيان إلى مزيد من الغموض حول موقف التحالف تجاه ما يجري، وبدا متراخيا تجاه التصعيد الذي أعلنه المجلس الانتقالي، ولا يرقى لمستوى الموقف المسؤول في الدفاع عن الحكومة الشرعية، التي أصدرت وزارة الداخلية فيها أمس بيانا شديد اللهجة، وحذرت فيه مغبة التظاهر والتصعيد ضد الحكومة، ومنعت أي تجمعات أو تظاهرات أو مظاهر مسلحة تستهدفها.

ويذكر البيان بلغته ببيانات الأمم المتحدة التي كانت تصدرها قبيل اجتياح العاصمة اليمنية صنعاء في العام 2014م، عندما كانت تكتفي بالدعوة للتهدئة دون أي خطوات تذكر لإيقاف التصعيد المتبادل، وتحديد الجهة المسؤولة عن ذلك.

ووفقا لمهتمين فقد وضع التحالف العربي نفسه على مسافة واحدة من العلاقة بين المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية، وخيب التوقعات التي كانت تتطلع إلى موقف حازم من التحالف يساند الحكومة الشرعية، ويلجم المواقف التصعيدية بحقها.

وهو موقف يشير في نظر البعض لتطورات قادمة في عدن، قد يكون أحدها الإطاحة بالحكومة نفسها، أو التحرك لاحتواء الموقف بين الجانبين، أو أن التحالف نفسه قرر إعادة رسم المشهد من جديد في عدن بما يتلاءم مع التوقعات التي تفيد بقرب وجود جولة جديدة من الحوار بين الحكومة ومليشيا الحوثي.

بيان التحالف جاء بعد لقاء جمع رئيس مجلس الوزراء أحمد عبيد بن دغر بحضور نائبه وزير الداخلية أحمد الميسري في قصر المعاشيق مع قائد قوات التحالف العربي بعدن العميد محمد الحساني، وقائد القوات السعودية العميد سلطان بن فهد اسلام ،وعدد من ضباط قوات التحالف العربي.

ووفقا لوكالة "سبأ" الحكومية فقد عبر اللقاء عن رفضه القاطع لكافة أشكال الفوضى ودعوات العنف والتخريب في العاصمة المؤقتة عدن، وأكد المجتمعون سعي الجميع لتوحيد الجهود خلف حكومة شرعية ومعها دول التحالف العربي نحو البناء وفرض الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة وبناء ما دمرته الحرب.

وفي سياق احتواء تطورات الوضع استقبل بن دغر عدداً من الشخصيات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني وممثلين عن الحراك الجنوبي، والمرأة والمنظمات الحقوقية والذين أكدوا بأنهم لن يسمحوا بخراب عدن، وفقا لوكالة "سبأ" الحكومية.

وقال رئيس الوزراء مخاطبا الحضور: "لن نسمح بتكرار ٨٦ أخرى في عدن، ولن نسمح بالاضطراب في عدن، كما لن تكون الحكومة سبباً في هذا، ونحن مدركين تماماً ومعنا رئيس الجمهورية على أهمية السلام بعدن، ،وعدن عرفت بأنها مدينة السلام والتعايش والانفتاح على الآخر ، وكانت على مر التاريخ مركزا سياسيا وتنمويا واقتصاديا لكل اليمن".

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من زيارة قام بها السفير السعودي لليمن محمد آل جابر، التقى خلالها رئيس الحكومة، وقيادات في التحالف العربي هناك.
 


التعليقات