صحيفة سويسرية: وحدة اليمن والتحالف العربي على المحك
- سويس انفوا الجمعة, 02 فبراير, 2018 - 10:10 مساءً
صحيفة سويسرية: وحدة اليمن والتحالف العربي على المحك

[ احداث عدن تسببت بزيادة التوتر في اليمن ]

حذر مراسل صحيفة تاغس أنتسايغر في الشرق الأوسط من انهيار اليمن مع ارتفاع حدة التصعيد العسكري في جنوب البلاد.

وأفاد باول كروغر في الصحيفة الصادرة بتاريخ 1 فبراير 2018 أن "الإشتباكات المسلحة الأخيرة بين الحكومة الإنتقالية والانفصاليين قد تدفع إلى تقسيم اليمن، الذي تم توحيده عام 1990. كما تضع الأحداث الأخيرة وحدة التحالف العسكري بين الإمارات والسعودية على محك الإختبار، ففي الوقت الذي تسعى فيه السعودية إلى هزيمة الحوثيين في الشمال عبر الضربات الجوية رغم التكلفة البشرية العالية للقتلى من المدنيين، تحاول الإمارات مواجهة تمدد الحوثيين عبر تجنيد وتمويل الميليشات الجنوبية، بما في ذلك الإنفصاليين، الذين يهددون حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، المعترف به دوليا".

الصحيفة أوضحت أن بذور النزاع نشبت بعد إقالة الرئيس اليمني هادي حاكم عدن عيدروس الزبيدي من منصبه، ما دفع الأخير إلى تشكيل مجلس انتقالي في الجنوب في مايو 2017.، ووفقا للصحيفة فقد طالب عيدروس، الذي يتهم حكومة هادي بالفساد، في نهاية المطاف بإقالة رئيس الوزراء أحمد بن دغر وإعادة تشكيل مجلس الوزراء، الذي أرسل بدوره قوة لقمع الإحتجاجات المطالبة بالتغيير الوزاري. ويبدو أن المفاوضات جارية لنقل مجلس الوزراء إلى المملكة العربية السعودية".

مراسل الصحيفة التي تصدر بالألمانية في زيورخ أضاف أنه "وفقا للدبلوماسيين الغربيين، فإن الإمارات العربية المتحدة أصبحت منذ عامين جزءا من المشكلة وليس الحل في اليمن، فالإماراتيون يعتبرون هادي غير كفء وفاسد، ومن جهة أخرى تعمل أبوظبي على فرض أجندتها وتعزيز نفوذها في جنوب اليمن، حيث قامت القوات الإماراتية بتشكيل الميليشيات واستولت الشركات الإماراتية على الموانئ ومرافق النفط والغاز وغيرها من المرافق الإستراتيجية.

وقد انتقد هادي هذه السياسات واصفا إياها "بسلوك المستعمر". ومنذ ذلك الحين، أصبح الموقف الرسمي الإماراتي يقول صراحة أن اليمنيين لديهم كل الحق في تقرير مستقبل بلادهم وأنهم لا يعارضون انفصال الجنوب".

في معرض شرحه لصراع المصالح القائم بين الرياض وأبو ظبي، يقول باول كروغر: "أما المملكة العربية السعودية من جهتها فتريد الحفاظ على وحدة اليمن وفقا لموقفها الرسمي، ومن هنا يتكشف سر تمسك الرياض بهادي، رغم عدم رضاها الكامل به، فتنحيته عن منصبه لن يؤدي إلا إلى مزيد من تعقيد الوضع، حيث ترفع الرياض راية استعادة السلطة للرئيس الشرعي وحكومته في حربها ضد الحوثيين في الشمال". في مقابل ذلك، تشعر الإمارات بالقلق من سعى الرئيس اليمني هادي في الرياض إلى التعاون مع حزب الإصلاح الذي تعتبره الإمارات العدو الأكثر خطورة، و من ناحية أخرى، ترى الرياض في الحوثيين، الذي تعتبرهم من أتباع إيران، الخطر الحقيقي، حسب الصحيفة.

المراسل ختم بالإشارة إلى أن "الباب ما يزال مفتوحا على كل الإحتمالات الآن في اليمن، حيث تتحدث القوى المختلفة عن عدة سيناريوهات، من بينها مفاوضات جديدة لتشكيل نظام فدرالي وعن حكومة تجمع شخصيات من الشمال والجنوب، فيما يطالب المجلس الإنتقالي باستقلال الجنوب. يأتي هذا في الوقت الذي تمنع فيه القوات السعودية اقتحام القصر ومقر الحكومة الإنتقالية في عدن".
 


التعليقات