قوات الشرعية تستقدم تعزيزات إلى مشارف مدينة الحديدة تمهيدا لمحاصرتها
- أ ف ب الاربعاء, 30 مايو, 2018 - 02:38 مساءً
قوات الشرعية تستقدم تعزيزات إلى مشارف مدينة الحديدة تمهيدا لمحاصرتها

[ عمال يتفقدون الأضرار في موقع غارة جوية على مرفأ الحديدة - أ ف ب ]

تستقدم القوات اليمنية المدعومة من السعودية والإمارات تعزيزات إلى مشارف مدينة الحديدة الإستراتيجية في غربي اليمن، تمهيدا لمحاصرتها ومحاولة إجبار المتمردين الحوثيين على تسليمها "حتى بدون قتال"، حسبما أفادت مصادر عسكرية.
 
وكان التحالف العسكري في اليمن بقيادة المملكة أعلن مساء الاثنين وصول القوات الموالية للحكومة إلى منطقة تبعد 20 كلم عن جنوب الحديدة إثر معارك ضارية خاضتها مع المتمردين على ساحل البحر الأحمر.
 
وتوقفت المعارك في هذه المنطقة الثلاثاء والأربعاء، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
 
وقالت مصادر في القوات المدعومة من التحالف إن هذه القوات تستقدم حاليا التعزيزات تمهيدا لبدء "عملية جديدة" لدخول المدينة الساحلية والسيطرة على مينائها الذي يعتبر شريان الحياة الرئيسي للمناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين.
 
وشاهد مراسل فرانس في المنطقة رتلا عسكريا كبيرا يضم آليات ومركبات، يتوجه من المخا على بعد 150 كلم جنوبا إلى الحديدة شمالا.
 
وقال العقيد صادق دويد المتحدث الرسمي لقوات "المقاومة الوطنية"، إحدى ثلاث قوى رئيسية مشاركة في العملية، إن هذه القوى "تتعزز بقوات جديدة ستشارك في استعادة مدينة الحديدة".
 
وأضاف "في البدء سنعمل على قطع خطوط الإمداد، خصوصا بين صنعاء والحديدة، ثم محاصرة الحوثيين داخل المدينة وإسقاطها حتى بدون قتال".
 
وتبعد الحديدة عن صنعاء نحو 230 كلم شرقا، وتضم مطارا وميناء رئيسيا تمر عبره غالبية المساعدات والمواد الغذائية.
 
لكن التحالف العسكري يقول إن الميناء يشكل منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر، ومعبرا لتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية المجاورة من الأراضي اليمنية بشكل مكثّف منذ نهاية العام الماضي.
 
ويدور النزاع المسلح في اليمن منذ سنوات بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الذين يسيطرون على صنعاء والحديدة ومناطق أخرى. وتدخلت السعودية على رأس التحالف العسكري في آذار/مارس 2015 دعما للسلطة المعترف بها.
 
ومنذ هذا التدخل، قُتل نحو عشرة آلاف يمني وأصيب أكثر من 50 ألفا بجروح، في حين تقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية حاليا في العالم.
 
ويحتاج أكثر من 22 مليون شخص في اليمن إلى مساعدات بينهم 8,4 مليون يواجهون خطر المجاعة، وفقا للأمم المتحدة التي تعتبر الأزمة الإنسانية في اليمن الأسوأ في العالم.
 
والثلاثاء أعربت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد جراء عملية استعادة مدينة الحديدة وإمكانية حدوث نزوح كبير، فيما بدأت بوضع خطط للتعامل مع التصعيد المحتمل في المعارك، بحسب ما أفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.
 
وسبق وأن حذرت الأمم المتحدة من أن أي عملية تهدف للسيطرة على الحديدة قد تعطّل دخول شحنات المساعدات التي يعبر 70 بالمئة منها من خلال هذا المرفأ.
 
هجمات مضادة
 
وكانت الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف العسكري، جمعت في بداية 2018 ثلاث قوى غير متجانسة ضمن قوة واحدة تحت مسمى "المقاومة اليمنية" من أجل شن العملية في الساحل الغربي باتجاه مدينة الحديدة.
 
وتضم هذه القوة "ألوية العمالقة" وهي وحدة من النخبة في الجيش اليمني أعادت الإمارات تأهيلها وكانت في مقدم الهجوم، يدعمها آلاف المقاتلين من اليمن الجنوبي.
 
والقوة الثانية الرئيسية هي "المقاومة الوطنية" وتتالف من موالين للرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي قتل على يد حلفائه الحوثيين في كانون الأول/ديسمبر الماضي. ويقود هذه القوة طارق صالح ابن أخ الرئيس الراحل.
 
أما القوة الثالثة فهي "مقاومة تهامة" وتحمل اسم المنطقة الساحلية للبحر الأحمر وتتألف من مقاتلين محليين من المنطقة يوالون الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي المقيم في الرياض.
 
ومنذ بدء العملية، يدعو المتمردون سكان الحديدة إلى الانضمام إلى صفوفهم لمنع سقوط عاصمة المحافظة، وقد تكثفت هذه الدعوات في الأيام الأخيرة مع إعلان "التعبئة" لمواجهة تقدم القوات الموالية للحكومة.
 
ورغم ذلك أكد زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي مساء الأحد أن الحوثيين قادرون على إفشال أي عملية عسكرية على مدينة الحديدة، قائلا "المعتدي يستطيع أن يفتح له معركة هناك (في الحديدة) لكنه يستحيل عليه أن يتمكن من حسم هذه المعركة".
 
وقال المتمردون الأرلعاء عبر وسائل الإعلام المتحدثة باسمهم إنهم استهدفوا "الدفاعات الجوية للعدو في الساحل الغربي" بطائرات من دون طيار، وإنهم شنوا هجمات برية مضادة في عدة مناطق جنوب مدينة الحديدة "وكبدوا العدو خسائر فادحة".
 
نصر جديد
 
على الصعيد السياسي، بدت الحكومة اليمنية المعترف بها وكأنها بدأت تستعد لمرحلة ما بعد السيطرة على مدينة الحديدة.
 
واعتبر رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر في اتصال هاتفي مع محافظ الحديدة الحسن طاهر أنه "بتحرير" ميناء الحديدة ستتمكن القوات الحكومية "من تأمين الملاحة الدولية وحفظ الأمن في المياه الدولية".
 
وأضاف "الحديدة باتت على موعد قريب للعودة إلى حضن الوطن، وحضن الدولة والجمهورية ونحن نقف على أعتاب نصر جديد".
 
ودعا بن دغر بحسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" سكان محافظة الحديدة التي تعتبر مدينة الحديدة عاصمتها "إلى رص الصفوف والتكاتف في مواجهة الميليشيا الحوثية التي تفقد قواها كل يوم".
 
وفي الرياض، التقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالرئيس اليمني عبد ربه هادي الذي ثمّن خلال اللقاء، بحسب بيان رسمي، دعم المملكة "لليمن وشرعيته الدستورية في مختلف المواقف والظروف".


التعليقات