إنترسيبت: الإمارات تنفي سيطرتها على القوات المتقدمة نحو الحديدة
- القدس العربي الجمعة, 08 يونيو, 2018 - 09:31 مساءً
إنترسيبت: الإمارات تنفي سيطرتها على القوات المتقدمة نحو الحديدة

[ أرشيفية ]

نشر موقع "ذا انتريست" تقريرا أعدته إيونا كريغ عن المعركة على مدينة الحديدة. وتحدثت في التقرير عن المقاتلين اليمنيين الذين قالت إنهم من “المقاومة الوطنية اليمنية” التي تضم أعدادا من المقاتلين الذين يرتدون الصنادل البادي عليهم الهزال وتعب سنوات الحرب ويعرفون بقوات “تهامة” بالإضافة لمقاتلين من “حراس الجمهورية” الذين يقودهم ابن أخ الرئيس علي عبدالله صالح الذي قتله الحوثيون في نهاية العام الماضي وقوات من الانفصاليين الجنوبيين وسلفيين وقوات سودانية.
 
وتشير إلى أن التحالف اليمني هذا تقدم سريعا منذ أن زادت الإمارات العربية المتحدة دعمها بعد مقتل صالح. ولم يبق من الموالين له إلا عددا قليلا ومنهم ابن أخيه طارق الذي فر من المناطق الخاضعة للحوثيين.
 
وسواء كان يريد الانتقام أو بحثا عن منافع سياسية فقد انضم للقتال ضد الحوثيين وجلب معه قوات جديدة بمن فيهم فرقة من الجنود السابقين في الحرس الجمهوري.
 
ويقوم الإماراتيون بتدريب مقاتلين جددا وتوفير العربات المصفحة والمصفحات الجديدة لكسر حالة الجمود على خطوط القتال.
 
ونقلت الكاتبة عن قائد ميداني قوله: “بالطبع، نتلقى أوامرنا من الإماراتيين”. وتقول كريغ إن الجماعات اليمنية الوكيلة استطاعت في الأسبوعين الماضيين التقدم نحو 50 ميلا وأبطأ تحركهم ألافا من الألغام التي زرعها الحوثيون المنسحبين من الحديدة الذين لم يقاوموا كثيرا.
 
ولكنهم وصلوا هذا الأسبوع إلى مديرية الدريهمي التي لا تبعد سوى 10 أميال عن هدفهم النهائي وهو ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون منذ عام 2014.
 
وتضيف أن المقاومة الوطنية اليمنية التي تريد السيطرة على الميناء لا يمكنها التقدم نحوه بدون دعم جوي من الطيران السعودي والدعم الميداني الإماراتي. وبحسب مسؤول سابق في البيت الأبيض فإن عددا من المسؤولين الأمريكيين أشاروا لتعهد الإمارات عدم ضرب الميناء بدون أي دعم أمريكي. وقال جوست هيلترمان من برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية ببروكسل “لا يمكن لهذه القوات النجاح ضد الحوثيين بدون دعم الإمارات ولن تنجح هذه بدون ضوء أمريكي أخضر ودعم”.
 
وحتى هذه اللحظة لم تبد الولايات المتحدة استعدادا لدعم هذا الغزو إلا ان هناك تقارير تتحدث عن تغير محتمل في الموقف.
 
وبحسب مصدر أمريكي بارز نقلت عنه صحيفة “وول ستريت جورنال” “هناك أناس يشعرون بالإحباط ومستعدون للقول: دعونا نعمل هذا ونحن نقلب هذه الفكرة منذ وقت طويل. وهناك حاجة لعمل شيء ليغير الديناميكية ولو ساعدنا الإماراتيين لعمل هذا بطريقة أحسن، فسيكون جيدا”.
 
 وتعلق الكاتبة أن النبرة البطولية تناقض التداعيات الكارثية المحتملة لهجوم كهذا، خاصة ان الميناء مهم للمساعدات الإنسانية.
 
 فهو مهم للحصول على المساعدات الإنسانية والتجارية برغم القيود الشديدة التي فرضتها السعودية والتي تشمل منع البضائع داخل الحاويات من دخول الحديدة.
 
ويتوقع مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة تشرد 340.000 نسمة لو وصل القتال للميناء بشكل يزيد عددا لثلاثة ملايين تشردوا منذ الحملة التي قادتها السعودية في آذار (مارس) 2015.
 
ونقلت عن عبدي محمد، مدير مكتب اليمن لـ “ميرسي كوربس″ “أي عرقلة لشريان الحياة الحيوي هذا سيكون بمثابة حكم إعدام على ملايين اليمنيين”. مشيرا إلى ان الاحتياجات الإنسانية كبيرة وعرقلة العمل في الميناء ستقضي على أمال إبعاد شبح الكارثة الإنسانية.
 
وتعلق كريغ أن أي نجاح للقوات المدعومة من السعودية والإمارات ليس مضمونا. وبحسب تحليل للجيش الأمريكي واطلع عليه موقع “إنترسيبت” فالقوات اليمنية تعاني من تراجع الإرادة، بالإضافة لشهر رمضان الذي بدأ منتصف أيار (مايو) حتى منتصف الشهر الحالي والذي أبطأ تقدم هذه القوات.
 
وقال مقاتلون على الخطوط الأمامية إنهم مترددون في القتال أثناء الشهر. وأشارت الوثائق العسكرية الأمريكية إلى النكسات الأخيرة الت تعرض لها المقاتلون اليمنيون الذين تدعمهم الإمارات عندما حاولوا التقدم باتجاه مدينة تعز والتي يسيطر الحوثيون على جزء منها.
 
وجاء في وثيقة: أشار الحرس الرئاسي الإماراتي إلى أن العمليات شرق المكلا لم تسر حسب الخطة وتكبدوا خسائر فادحة في الأرواح.
 
وذكرت الوثيقة هجوما ضد الحوثيين في عام 2017 في نفس المنطقة قرب البحر الأحمر قامت به قوات النخبة الإماراتية. وتعرض الإماراتيون وعانوا من “مشكلة استخدام الأسلحة وتعطل عملها” ووصفوا المعركة لاحقا بانها “جهنمية”.
 
ورغم تعهد الإمارات بعدم التقدم نحو الحديدة بدون موافقة أمريكية إلا أنها زعمت عدم قدرتها السيطرة على أفعال الجماعات الوكيلة عنهم بشكل زاد من مخاطر تقدم القوات المعادية للحوثيين نحو المدينة بدون الحصول على تفويض. وتقول كريغ إن هذا يتناقض مع المشهد على خطوط القتال والذي أكد فيه المقاتلون أنهم لا يتحركون إلا بأوامر إماراتية.
 
وقال الجنود إنهم يتلقون رواتبهم من الإماراتيين فيما اعترف أكثر من قائد ميداني أنهم لا يتحركون بدون أوامر إماراتية بما فيها أوامر من الضباط الإماراتيين المعسكرين قرب ساحل البحر الأحمر.
 
ويرى هيلترمان أن قوة التسلسل القيادي مهمة لأن فكرة عدم سيطرة القوات الأمريكية والإماراتية على المقاتلين قد تسمح لهم بالإنكار حالة وقوع هجوم. وتشير كريغ إلى أن أي هجوم ونجاحه ضد الحديدة يعتمد على مهمة المبعوث الأممي، مارتن غريفيث الذي وصل إلى صنعاء في 2 حزيران (يونيو) والتوصل لحل دبلوماسي ووقف المعركة التي تلوح بالأفق من خلال التوصل لاتفاق مع الحوثيين وانسحابهم من الميناء ووضعه تحت إدارة دولية. وقالت إن سكان الحديدة شاهدوا تعزيزات عسكرية ثقيلة قام بها الحوثيون.
 
فلو تم التوصل لتسوية بين الطرفين فستكون طريقا نحو سلام دائم. وفي حالة الفشل فستكون بداية معركة مدمرة للسيطرة على المدينة. وحتى تنجح الجهود السياسية فيجب إقناع الأطراف أن هذه حرب عبثية لا منتصر فيها كما يقول هيلترمان.


التعليقات