جبهة نهم تودع عريسها الثاني بعد أيام من توديعها الأول
- يوسف القحمي الثلاثاء, 24 يوليو, 2018 - 01:27 صباحاً
جبهة نهم تودع عريسها الثاني بعد أيام من توديعها الأول

[ رياض أقام عرسه في الجبهة واستشهد فيها ]

الملازم ثاني رياض محمد مطر اليتيم أحد ضباط اللواء 310 مدرع قائد فصيلة في الكتيبة الرابعة تنحدر أصوله من منطقة الكلبيين في مديرية خارف التابعة لمحافظة عمران يرتقي شهيداً بعد عرسه بما يقارب الستة أشهر.

عندما أقام عدد من زملائه حفل زفافهم في الجبهة لأول مرة، لقي هذا الأمر سخرية واستهزاء من كثير من الناشطين الذين يتهمون جبهة نهم بعدم التقدم، لكنه قرر أيضا أن يقيم حفل زفافه في ذات المكان الذي أقيم فيه عرس سابقيه.

وفي الثاني عشر من فبراير 2018 أقام عرسه وأربعة من زملائه في فرضة نهم شرقي العاصمة صنعاء حيث يقاتل هناك، وقريبا من مترسه الذي ظل يقاتل فيه لأكثر من ثلاث سنوات.

في 22 من يوليو الجاري ارتقى رياض شهيداً، مخلفا وراءه إرثا من التضحية والبطولة التي تلجم الساخرين من جبهة نهم وأبطالها ويكتب لهم بدمه أنه وزملاءه جعلوا من الجبهات مكانا لأتراحهم وأفراحهم، كما يقول زملاؤه.

وبين عرسه ورحيله 160 يوما فقط،إذ لم يكمل شهره السابع مع شريكة حياته حتى ارتقى إلى الله شهيدا، ليكون العريس الثاني الذي يرحل خلال شهر يوليو الجاري.

لمعرفة قصة الشهيد الأول على الرابط هنا

العقيد محمد مشوح تحدث عن رياض بالقول: " إنه بطل وشجاع، ومن الجنود النادرين في التضحية و البطولة، وقد شارك إلى جواري في عدة هجمات، منها تحرير جبال بادين، وجبال ودوة، وتلتي الحمراء والقناصين في ميمنة جبهة نهم، فكان نعم الجندي ونعم القائد في الانضباط وتنفيذ الأوامر".

وأضاف مشوح " حتى في عرسه تفاجأنا بأنه قرر قرارا قاطعا بإقامة عرسه في الجبهة، فلحقه عدد من زملائه، فأصبح عرسا لخمسة أفراد، ولا أستطيع أن أقول إلا أنه كان جسورا صبورا".

وهذا المشهد ليس الأول من نوعه فقد سبقه قبل أيام مقاتل آخر، احتفى بعرسه في الجبهة، ورحل شهيدا في ذات الجبهة بعد عام من زفافه فيها.

وتعد جبهة نهم من أكثر الجبهات وعورة في تضاريسها وجغرافيتها، وهي الأقرب إلى العاصمة صنعاء، وتشهد قتالا شديدا بين قوات الجيش الوطني ومليشيا الحوثي منذ عامين ونصف.


التعليقات