[ رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر ]
قال رئيس الوزراء في الحكومة اليمنية الشرعية المقيمة في الرياض إن الصراع في المحافظات المحررة من الإنقلاب يجري بين من يريدون استعادة الدولة بنظمها وقوانينها و سلطتها وهيبتها، ومن يعملون خلاف ذلك لمصالح خاصة.
واعتبر بن دغر في حوار له مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية هذا الأمر يشكل تحديا كبير للحكومة، معربا عن تعويله الكثير على وعي المواطنين، والأصوات العاقلة، ودور الأحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية.
وأشار إلى أن برز التحديات في المحافظات المحررة تتعلق بالوضع الأمني، مشيرا إلى أن حكومته تواجه حربا مع الحوثيين والقاعدة وداعش والعصابات الإجرامية التي تمارس أعمال النهب والسطو وقطع الطرق.
وذكر أن المسألة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة هي أولوية، ثم توفير الخدمات والمرتبات، وأكد بأن الحكومة نجحت نجحنا قياساً بما لديها من إمكانيات محدودة، ورغم المعارضة الشديدة، والتحريض الممول مالياً وعسكرياً وفي ظل غياب استراتيجيات توجه عملنا المشترك.
وعن الوضع الاقتصادي وأسباب تدهور قيمة العملة المحلية قال بن دغر إن الريال اليمني لمؤامرة لعب فيها طرفان، ممثلا بالحوثيين الذين ضخوا نحو مائتي مليار ريال يمني في الأيام القليلة الماضية من الأموال التي كانوا قد استولوا عليها من البنك المركزي عندما اجتاحوا صنعاء، وبعضها من فائض نشاط الشركات والبنوك، والضرائب والجبايات التي يجنوها من الناس بقوة السلاح والطرف الآخر هم ممن يضاربون بالعملة في السوق أحيانا لأطراف مشبوهة.
وأردف: "اتخذنا جملة من الإجراءات العامة، كان من نتائجها في اليومين الماضيين تراجع قيمة الدولار من 670 ريالا إلى 580 وهذا يعني تحسناً ملموساً في سعر الريال اليمني، وأعتقد أنه سيتحسن أكثر في الأيام المقبلة".
وتوقع بن دغر ارتفاع إيرادات الحكومة إلى نحو تريليون ريال يمني، (ملياري دولار تقريباً) هذا العام، وقال إنه وجه بصرفها على الرواتب، وبعض النفقات التشغيلية، وبعض مشروعات خدمية في المناطق المحررة، ويستفيد منها أكثر من نصف سكان البلاد.
وقال بن دغر إن عدن لم تفتح ذراعيها للجميع، لم ترحب بالجميع، وذلك في سياق رده عن التوظيف في الحكومة ودفع المرتبات، وذكر بأن هناك أصوات نقدية كثيرة بعضها موضوعي يطلب التصحيح، وأردف بالقول: "علينا أن ندرك بأننا لا نستطيع ترك القوى السياسية، ورجال الفكر والإعلام الذين فروا من وجه الحوثيين دون اهتمام، دون مصدر دخل".
وفي حين قال إن قرار معركة الحديدة يأتي ضمن قرارات مجلس الأمن في تحرير كل مناطق اليمن من سلطة الحوثيين، أكد أن موانع تحرير مدينة صرواح في مأرب بسبب احتفاظ الحوثيين بالمدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ كدروع بشرية يحتمون بها.
وقال بن دغر إن المبعوث الدولي حاول تقديم أفكار، رأى فيها قواسم مشتركة فيما تقدم به من موضوعات، أصاب في بعضها وأخطأ في بعضها الآخر، وأضاف: نحن نقدر جهده المتواصل في البحث عن حلول، لكن عملية السلام في اليمن مسألة معقدة والوصول إليها يبدأ بتمثل المرجعيات وينتهي بها. كان يريد حلاً جزئياً في الحديدة، وقد أخبرناه أن الحلول الجزئية إن لم ترتبط وتؤسس لحلول دائمة وشاملة وعادلة للأزمة لن يكتب لها النجاح، وكان يريد وقفاً لإطلاق النار، وقد أخبرناه أننا لا نستطيع قبول ذلك ما لم يقبل الحوثيون إجراءات عسكرية وأمنية تسبق الحلول السياسية. أخبرناه أن هناك حاجة مثلاً لإجراءات لبناء الثقة كأن يطلق سراح المعتقلين، كل المعتقلين، لكن الحوثيين رفضوا.