معهد واشنطن يطالب بالبدء بحوار مباشر بين الحوثيين والسعودية لإنهاء الحرب
- متابعة خاصة الإثنين, 14 يناير, 2019 - 03:11 مساءً
معهد واشنطن يطالب بالبدء بحوار مباشر بين الحوثيين والسعودية لإنهاء الحرب

[ أوصت دبلوماسيتان أمريكيتان بضرورة فتح قناة حوار مباشر بين السعودية والحوثيين ]

قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن الآمال كبيرة لا تزال بشأن عملية السلام الجارية حالياً بين الحكومة اليمنية والحوثيين، ويعود ذلك إلى حد كبير لأن المبعوث الخاص المعيّن من قبل الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، وضع لها توقعات منخفضة في البداية.

 

وذكر معهد واشنطن في مقال تحليلي مشترك لـ باربارا أ. ليف وإيلانا ديلوزيي، أن مساعي غريفيث أحدثت تقدماً بطيئاً مصحوباً ببعض التعثر، ولكنّها أدّت أيضاً إلى أوّل جهد ناجح للجمع بين الطرفين منذ انهيار المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة في أغسطس 2016.

 

ويشير المعهد إلى أن هدفه مفاوضات سلام نهائية تضع الأساس لتسوية سياسية دائمة للحرب الأهلية الكارثية التي دامت أربع سنوات في اليمن ومن غير المرجح أن يفي بالهدف الأسمى الذي أدى إلى تدخل السعودية والإمارات في المقام الأول، وهو وضع حدّ للنفوذ الإيراني في اليمن.

 

وقال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن ذلك يتطلب حل هذه المسألة والتوصل إلى تسوية سلمية تعيد توجيه الحوثيين نحو ترتيب مختلف كلياً مع جارهم السعودي.

 

 وتعمقت العلاقة الحوثية - الإيرانية بشكل مطرد طوال فترة الحرب، لكنها ضعيفة أمام الانتكاسات، كما تُبيّن إشارات الحوثيين المرحلية إلى الرياض. وتتمتع الرياض بنفوذ لتقويض مشروع طهران في اليمن.

 

الدبلوماسيتان الأمريكيتان، أشارتا إلى أن خبرتهما الحكومية من خلال العمل مع الرياض وأبو ظبي من جهة، والتحدث مع الناس الذين يعرفون الحوثيين جيداً من جهة أخرى، تعزز إيمانهما بأن الوقت قد حان لأن تعمِل السعودية على تعميق المحادثات مع الحوثيين عبر القنوات الخلفية، بالتوازي مع المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة ودعماً لها، ولكن منفصلة عنها.

 

وتطرق المقال التحليلي في معهد واشنطن، إلى أن الحوثيين منذ فترة طويلة أشاروا وبشكل سرّي إلى اهتمامهم بالمحادثات المباشرة مع السعوديين، أكثر من اهتمامهم بالتفاعل مع حكومة هادي، حيث يدركون جيداً أنها ذات عمر نصفي سياسي محدود. وقد تمت محاولة إجراء اتصالات بين الحوثيين والسعوديين بشكل متقطّع طوال فترة النزاع، وإن كان ذلك دون نتائج دائمة.

 

وأوضح معهد واشنطن أن إيران حددت فرصة مبكرة في اليمن -قبل الحرب الحالية بوقت طويل- واستغلتها بجرأة، بخلقها كابوساً للأمن القومي في الفناء الخلفي لعدوّها الإقليمي اللدود، المملكة العربية السعودية، وكل ذلك مقابل مبلغ زهيد.

 

وفي الوقت الذي تزايد فيه اهتمام إيران باليمن (لم يكن أبداً أولوية أمنية وطنية من الدرجة الأولى مثل العراق أو سوريا)، فإن ما تقدّمه طهران للحوثيين لا يزال محدوداً، وذلك إذا كان فعّالاً أصلاً، عندما يُقاس بالمصالح الأساسية للحوثيين.

 

وتبقى قدرة طهران على زيادة مساعداتها غير العسكرية بصورة ملموسة محدودة بسبب المصاعب الاقتصادية التي تعاني منها إيران نتيجة العقوبات الأمريكية. فلا يمكن لطهران أن تعالج مسألة مساعي الحوثيين من أجل الحصول على الاعتراف، أو الأمن، أو العلاقات الحدودية المتزنة والتبادل التجاري المتزن مع السعودية.

 

وأوضح معهد واشنطن أن نجاح مارتن غريفيث في ديسمبر في نيل التزام الحوثيين وحكومة هادي والتحالف الذي تقوده السعودية بمجموعة من التدابير الأولية لبناء الثقة حظي بالترحيب من قبل المجتمع الدولي، ولكن هشاشة أعمال التعتيم التي تمت صياغتها بحذر وبصورة متعمّدة أصبحت واضحة على أرض الواقع.

 

وبين أن عمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة هو مجرد بداية، ولكن قيام نوع مختلف من تدابير بناء الثقة يشكّل أهميةً حاسمةً عند هذا المنعطف: قناة خلفية اتصالات سرية مباشرة ورفيعة المستوى بين الحوثيين والسعوديين لتعزيز عمل الأمم المتحدة.

 

ويضيف المعهد أن مناورة دبلوماسية تقودها السعودية لضم الحوثيين ستوفّر طريقةً تشتد الحاجة إليها، لإنقاذ ماء الوجه من أجل إنهاء هذه الحرب الكارثية في وقت بلغ فيه التفكير الإستراتيجي أدنى مستوياته في المنطقة.

 

 إن الرياض وحدها هي في وضع يمكّنها من القيام بمثل هذه الخطوة، وبواسطة نفوذ كبير. والحافز؟ نوع مختلف من الانتصار، ذلك الذي أثبت تماماً أنه بعيد المنال في ساحة المعركة، وهو: إعادة توجيه الحوثيين بعيداً عن حليفهم الحالي طهران.

 

ويشير المقال التحليلي إلى أن الزعيم السعودي الذي شنّ حملة تدخل للتضييق من تجاوزات إيران في شبه الجزيرة العربية، لكنه رأى ولسخرية القدر أنّ ذلك النفوذ قد ازداد عمقاً خلال فترة الصراع، يتمتّع بفرصة أفضل بكثير لتحقيق ذلك الهدف من خلال إقامة قناة اتصال مباشر مع القيادة الحوثية.

 

وتابع "ويمكن لمثل هذه المحادثات أن تستقطب ضغوط مفاوضات السلام التي تقودها الأمم المتحدة والتي تحظى بدعم دولي، وأن تفرضها أيضاً. كما يمكن أن تقلّص الدور السياسي للحوثيين ليصبحوا مجرّد جهة سياسية أخرى (وإن كانت صاخبة) ضمن مجموعة من هذه الجهات الفاعلة التي تتداول حول شكل حكم اليمن في مرحلة ما بعد الصراع".


التعليقات