تصعيد مستمر للسعودية في المهرة.. هل ينفجر الصراع فيها؟ (تقرير خاص)
- خاص الاربعاء, 13 مارس, 2019 - 10:07 مساءً
تصعيد مستمر للسعودية في المهرة.. هل ينفجر الصراع فيها؟ (تقرير خاص)

[ قوات سعودية في المهرة ]

يزداد الوضع توترا بالمهرة شرقي اليمن مع التصعيد الحاصل هناك، ووجود معارضة محلية لتواجد أي قوات لا تتبع الحكومة داخل المحافظة.

 

قبل يومين شهدت المهرة اشتباكات بين القبائل وقوات مدعومة من السعودية، بالقرب من منفذ شحن، وذلك بعد رفض أبناء القبائل مرور شاحنات لا يعرف مصدرها ولم تخضع للتفتيش تم إخراجها بأوامر من الرياض.

 

خلفت تلك الاشتباكات عددا من القتلى والجرحى، وتم إعطاب عدد من المدرعات والمعدات العسكرية. كما تم إعادة فتح منفذ شحن الحدودي بعد إغلاقه عقب المواجهات.

 

حدث هذا بعد مرور أكثر من عام على الاحتجاجات السلمية التي شهدتها المهرة، احتجاجا على إغلاق بعض المقرات الحكومية وعسكرتها، ووجود قوات سعودية غير مبرر وجودها بحسب المواطنين هناك.

 

وكانت قبائل المهرة قد حذرت السعودية والمليشيات التي شكلتها، من التصعيد أو محاولة  السيطرة على المديريات والقرى ونشر جنود سعوديين أو مليشيات تتبعهم في أي منطقة في المحافظة.

 

واعتبرت القبائل في بيان لها، أن ذلك تحديا واضحا لإرادة أبناء المحافظة، وفرض أجندة السعودية بالقوة.

 

كما طالب أبناء المحافظة الرئيس عبد ربه منصور هادي بإقالة محافظ المهرة راجح باكريت المقرب من السعودية، وطرد المليشيات منها، وعدم السماح بالتوسع فيها، مؤكدين دعمهم للشرعية.

 

تحذيرات

 

وكان ناشطون من أبناء المهرة رأوا أن تغيير أسماء الشوارع في بعض المحافظات بينها المهرة وتجنيد أبنائها بأنه احتلال.

 

وقال الناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي إن قضية أبناء المهرة هي قضية كافة أبناء اليمن بمختلف اتجاهاتهم وميولهم، فالسيادة الوطنية لا تقبل المساومة.

 

واتهموا محافظ المهرة راجح باكريت بأنه يشعل الأوضاع في المحافظة، ويريد قتل أبنائها، وأنه لا يتعامل كرجل دولة.

 

وطوال الأشهر الماضية جدد أبناء المهرة رفض بعض ممارسات التحالف العربي، مؤكدين في الوقت ذاته دعمهم للشرعية.

 

مستقبل المهرة

 

أدى التوتر بالمهرة، إلى ظهور الخلافات بين عُمان والإمارات إلى السطح، وذلك بعد اتهام وكيل محافظة المهرة بدر كليشات الإمارات بفتح معسكرات في المحافظة، لتأسيس ما يعرف بـ"النخبة المهرية"، على غرار قوات مشابهة تقول تقارير دولية إنها أضعفت الشرعية.

 

في صعيد ذلك، تحدث الإعلامي عبد الرقيب الأبارة بأن قرب المهرة من سلطنة عمان التي تقع على خط الحرير الجديد، جعل السيطرة على المحافظة يشكل أهمية قصوى للتحالف السعودي الإماراتي.

 

وأوضح لـ"الموقع بوست" أن أهميتها تمكن بأن تلك الدولتين بسيطرتهما على المهرة يمكنهما أن تسيطرا على الموانئ التي تقع على بحر العرب، فضلا عن تقويض عمان الخارجية عن سياسيات أبوظبي والإمارات.

 

وأفاد بأنه تُخاض الحرب في المهرة بهدوء بعيدا عن وسائل الإعلام وبشكل أكبر عن طريق شراء ولاءات، بحكم طبيعة المهريين المتكتلين مع بعضهم والقريبين من عمان.

 

ويجعل ذلك -كما يقول الأبارة- من الصعوبة على السعودية أو الإمارات السيطرة على المحافظة إذا ما اندلعت فيها حربا.

 

وتوقع أن تشهد المهرة صراعات كبيرة في ظل مؤشرات الحشد العسكري باتجاهها، وهي حرب ستجلب معها تدخلا إقليميا حتى وإن لم يكن مباشرا، على حد قوله، مضيفا "السيطرة على الموانئ تعني السيطرة على الدول وهو ما يهدف له التحالف، أما الجبال فتركها لليمنيين يموتون فيها".

 

تحاول السعودية مد أنبوب نفطي من صحراء الربع الخالي إلى بحر العرب، وذلك للالتفاف حول مضيق هرمز الذي تشرف عليه سلطنة عمان وإيران، وهو الأمر الذي يواجه بانتقادات لأنه يتم في الوقت الذي تعاني فيه البلد من ضعف، ولن تستفيد من ذلك المشروع العملاق.

 

وتعتبر سلطنة عمان أي اضطراب بالمهرة، بأنه يشكل خطرا على أمنها القومي نظرا للحدود الشاسعة بينهما. وترتبط كذلك السعودية بحدود مع المحافظة لكنها أقل من مسقط.


التعليقات