قبل مقتله بساعات.. الدعيس يشخص الوضع في مريس برسالة أخيرة
- خاص السبت, 30 مارس, 2019 - 05:43 مساءً
قبل مقتله بساعات.. الدعيس يشخص الوضع في مريس برسالة أخيرة

[ خالد الدعيس قبل استشهاده وهو يقف أمام جبل ناصة بمريس في الضالع ]

كشف القيادي بالمقاومة الشعبية في جبهة دمت والحقب شمالي الضالع خالد الدعيس عن أسباب تقهقر قوات الجيش الوطني والمقاومة وتقدم الحوثيين في مناطق واسعة في دمت ومريس والنادرة، في رسالة أخيرة نشرها على فيسبوك قبل استشهاده بيوم.

 

وقال الدعيس في رسالته: "منذ خمسة أيام تطوّعت مع رجال وأبطال وأحرار مقاومة خاصة بإحدى مديريات الضالع أكرموا مؤاخاتي لهم واحتفوا بي حتى أخجلوني عليهم سلام الله".

 

وأشار إلى أن الحال في جبهة مريس عاد إلى ما كان عليه قبل تحرير ناصة قبل ثمانية أشهر، لافتا إلى أن هناك غياب تنسيقٍ بين قيادات الوحدات العسكرية في الجيش الوطني.

 

وأضاف: "خمسة أيام كنّا في موقع صد مقابل للحقب تصدى الموقع خلالها بثبات لمحاولات التسلل، ليالي رائعة حقاً عشتها ولا زلت، وكان في البال والخاطر الحقب ودمت وما بعدهما، ولكن".

 

 

منذ خمسة أيام تطوّعت مع رجال وأبطال وأحرار مقاومة خاصة بإحدى مديريات الضالع أكرموا مؤاخاتي لهم واحتفوا بي حتى أخجلوني...

Posted by ‎خالد الدعيس‎ on Thursday, March 28, 2019

 

وتابع: "قبل خمسة أيام أيضاً كانت التحذيرات تحوم حول ناصة، واليوم (الخميس) وفي السابعة صباحاً حاولت التطوع للانضمام لتعزيزات تنطلق لناصة رُفِضَ الطلب بحجة كفاية العدد".

 

وقال: "ليتهم احتجوا بعدم الكفاءة بدلاً عن الكفاية، لكنهم لا يعلمون أن مرارة الموت على أيدي بني هاشم أهون من مرارة العيش في ظلّهم، بل هي عندي حلاوة لا مرارة".

 

وتحدث عن فقد جبل ناصة، الخميس، من جديد، وقال: "ضربة هاشمية موجعة، ولكن لكم أن تتخيّلوا قهر الأبطال الذين حرروا ناصة قبل أشهر".

 

وأرجع الدعيس سبب سقوط جبل ناصة لغياب التنسيق بين القيادات والوحدات وعدم تقدير الأمور بتاتاً وفقر مدقع في فهم نفسيّة العدو.

 

وقال: "عموماً سقوط ناصة أكرر أنه ضربةٌ هاشمية تحت الحزام لكل جرحٍ في كل ضميرٍ يمانيٍّ مجروحٍ أصلاً، وكنت أتوقع مثلها وأكثر بعد سقوطنا كلنا أمام حجور، وبمناسبة مرور أربعة أعوام على ما يسميه أعداؤنا الأزليون بـ"العطوان" وكنت كتبت ذلك".

 

وتطرق القيادي المتطوع خالد الدعيس إلى إقصاء قيادات الجيش الوطني للمتطوعين في المقاومة الشعبية وعدم ضمهم لأفراد الجيش.

 

وقال: "على الصعيد الشخصي، فمحدثكم قضى سنةً في مأرب ثم أربعة أشهر في قعطبة وهو يقاتل ضد الحوثيين ولكن لم يملأ عين أحدهم ليشارك في جبهات الكرامة، ربما يريدون منك أن تقول لهم "قفوا" و "يا منعاه" حتى تُضم إلى معسكرٍ ما وكأنك تطلب منهم، تبّاً لهم".

 

وأشار إلى أن البندقية التي يحملها بندقية والده، وقال إنه هربها بطريقته من البلاد قبل فترة، "والجعبة والقرون والرصاص والميري من حر مالي".

 

ونشر صورة له قبل استشهاده بيوم وهو يقف وخلفه جبل ناصة وقال: "الصورة صباح اليوم بعد رفضهم صعودي لأنال شرف الموت أو الثبوت على ناصة الذي يقف خلفي بشحوب ولكن بكبرياءٍ حميرية، ولا أدري عن وجهي ماذا يحمل هل يحمل وجه قتيلٍ أم فاتح أم منسحب؟".

 

والخميس الماضي تمكنت جماعة الحوثي من تحقيق تقدم كبير على إثر المواجهات المستمرة مع قوات الجيش الوطني في جبهتي دمت والعود وحمك شمالي الضالع واستعادة جبل ناصة.

 

ويأتي سقوط جبهة دمت بعد أربعة أيام من مواجهات هي الأعنف حشدت لها جماعة الحوثي مسلحيها من معظم المحافظات وفي ظل عدم استجابة قوات التحالف العربي لإسناد قوات الجيش لقطع طريق نقيل حدة لمنع الحوثيين من التقدم نحو جبل ناصة الإستراتيجي وإسقاطه.


التعليقات