من سوريا إلى السودان.. كيف تحولت الدولة العربية إلى آلة قتل؟
- الجزيرة نت الثلاثاء, 30 يوليو, 2019 - 05:04 مساءً
من سوريا إلى السودان.. كيف تحولت الدولة العربية إلى آلة قتل؟

[ معاناة السوريين مستمرة بإدلب وحماة في ظل نظام الأسد (الجزيرة) ]

كتب خليل العناني الباحث في العلوم السياسية أن التشبث بالسلطة جعل الأنظمة العربية ترتكب جرائم لا حصر لها ضد شعوبها على مدى عقود. وأشار في مقاله بموقع ميدل إيست آي إلى أن عدد ضحايا القمع بالعالم العربي يتجاوز كل النزاعات الخارجية التي خاضها العالم الحديث منذ نحو قرن من الزمن.

 

وقال إن مجرد دراسة سريعة لضحايا الأنظمة العربية التي أتت إلى السلطة بعد الاستقلال تكشف مدى العنف الذي سببته الدولة العربية لشعبها بتحولها من جهاز بيروقراطي يخدم شعبه إلى آلة قتل ترتكب أعمال العنف تحت ستار الشرعية وكيف أنها أصبحت جهازا للجريمة المنظمة، تخصص في نهب ثروات الشعوب وأي شخص يعترض على شؤون الدولة يقتل أو يخفى قسرا.

 

واستعرض عناني بعض أعمال العنف التي ارتكبتها الأنظمة على امتداد العالم العربي. وأشار إلى أنه في سوريا وحدها قتل أكثر من نصف مليون شخص بالبراميل المتفجرة التي كان يلقيها النظام وأتباعه على الأحياء في أقل من عشر سنوات.

 

وقال إن إرهاب رئيس النظام السوري بشار الأسد فاق إرهاب والده وعمه اللذين دكا مدينة حماة بالمدفعية الثقيلة في بداية ثمانينيات القرن الماضي لسحق جماعة الإخوان المسلمين.

 

وفي ليبيا، قتل العقيد معمر القذافي معارضيه، حيث شهدت مذبحة سجن أبو سليم الشهيرة في عام 1996 مقتل 1200 شخص. وفي الجزائر، سقط عشرات الآلاف ضحايا القمع والاستبداد خلال صراع التسعينيات المعروف باسم "العشرية السوداء"، الذي نجم عن الانقلاب العسكري ضد التجربة الديمقراطية الناشئة، بحسب المقال.

 

وفي السودان، ارتكب نظام الرئيس السابق عمر البشير مذابح مروعة في دارفور وأماكن أخرى وكان مسؤولا عن تقسيم البلد وتجفيف منابع الثروة. وفي تونس، اعتقل وعذب الآلاف في حقبة الحبيب بورقيبة مرورا بنظام زين العابدين بن علي وحتى بداية الانتفاضة التي أطاحت به في بداية 2011.

 

وذكر الباحث أن الاستبداد في مصر -منذ عهد جمال عبد الناصر- كان مسؤولا عن قتل الآلاف من خلال القمع والتعذيب، وأن عمليات القتل التي تلت انقلاب 2013، وخاصة مذبحة رابعة، التي نجم عنها أكثر من ألف قتيل تظل الأبرز في تاريخ مصر الحديث.

 

كما فعل النظام السعودي وما زال يفعل الشيء نفسه بتصفية النشطاء والمعارضين السياسيين، سواء في القطيف أو في مناطق أخرى من المملكة أو في الخارج كما في حالة الصحفي الراحل جمال خاشقجي. وفي المغرب، قمعت الدولة الاحتجاجات في المناطق الريفية والمدن من الخمسينيات وحتى اليوم.

 

ويرى الباحث أن مزاعم الدولة العربية ونخبتها الحاكمة وأولئك الذين يدورون في فلكها بأنها تحتفظ بحقها في السلطة خلال فترة ما بعد الاستقلال وقادرة على ممارسة هذه السلطة تتعارض مع جرائمها ضد شعبها. وبهذه الطريقة لا تختلف كثيرا عن الجماعات المتطرفة العنيفة التي كانت تشن حربا ضدها لعقود.

 

ويختتم الكاتب مقاله بالقول إنه وفي حين أن إرهاب هذه الجماعات المتطرفة عابر، فإن إرهاب الدولة العربية مستمر باعتباره جزءا لا يتجزأ من الروتين اليومي ضد مواطنيها، ومن ثم فقد أصبح إرهاب الدولة في العالم العربي أكثر منهجية وسيؤدي في النهاية إلى تدمير المجتمعات العربية.


التعليقات