عدم تبني الحوثي لقصف الجيش في الضالع يثير التساؤلات.. من وراء ذلك؟
- الضالع - خاص الثلاثاء, 07 يناير, 2020 - 07:18 مساءً
عدم تبني الحوثي لقصف الجيش في الضالع يثير التساؤلات.. من وراء ذلك؟

[ استهداف عرض عسكري للجيش الوطني في معسكر الصدرين بمريس الضالع ]

أوقع هجوم صاروخي، اليوم الثلاثاء، عددا من القتلى والجرحى في صفوف جنود الجيش الوطني بمريس شمالي الضالع.

 

كعادتهم كل يوم، كانت دفعة جديدة من المستجدين في اللواء الرابع احتياط في طابور التمام الصباحي وتمارين اللياقة البدنية في مقر اللواء بمعسكر الصدرين بمريس، ليتفاجؤوا بصاروخ أدى لمقتل وجرح أعداد منهم.

 

وذكرت مصادر عسكرية وشهود عيان في أحاديث متفرقة لـ"الموقع بوست" أنه في تمام الساعة الثامنة صباحا كانت طائرة مسيرة تحلق في أجواء منطقة مريس ومعسكرات الجيش الوطني بعلو مرتفع.

 

وفور سماعها أطلقت الدفاعات الأرضية للجيش الوطني رصاصها نحوها في محاولة لإسقاطها غير أنها لم تتمكن من ذلك.

 

وبحسب المصادر فإنه بعد دقائق من تحليق الطائرة سمع دوي انفجار هائل جراء صاروخ استهدف مقر اللواء الرابع في معسكر الصدرين.

 

وبحسب مصدر عسكري رفيع في اللواء الرابع احتياط فإن الهجوم الصاروخي نفذته جماعة الحوثي.

 

تفاصيل أكثر

 

وبحسب خبير عسكري في الجيش الوطني بالضالع، فإن مهمة الطائرة المسيرة إرسال إحداثيات دقيقة لما تسمى بالقوة الصاروخية للحوثيين عبر تصوير دقيق يجري من خلاله تحديد الهدف بدقة عالية، وهو ما تم في استهداف ملعب الصمود وسط مدينة الضالع قبل أيام ومقر اللواء الرابع صباح اليوم.

 

وبحسب معاينة مكان وقوع الصاروخ فقد أحدث حفرة ترابية بعمق يصل لنصف متر في مترين مربع تقريبا، وهي ذات الحفرة التي تحدثها قذائف الهاون، بينما تناثرت شظايا من القذيفة المنفجرة بحجم نصف حبة التمر وصلت مسافة تطايرها إلى ما يقارب من مئة متر تقريبا.

 

ضحايا

 

وفي تصريح خاص لمصدر عسكري في اللواء الرابع لـ"الموقع بوست" اتهم جماعة الحوثي بأنها وراء إطلاق الصاروخ الذي أوقع تسعة قتلى وأكثر من 18 جريحا في صفوف منتسبي اللواء جرى إسعافهم إلى مشافي مدينة الضالع.

 

وحصل "الموقع بوست" على أسماء الجنود الضحايا وهم: محمد أحمد البدوي، عزالدين محمد صالح، محمد عبد الله صالح، حيدان عبداللاه الدعوس، نحيب العتابي، محمد البيدحي، عبد الباسط عبد السلام، أيمن أحمد سعيد، عبد الخالق محسن صالح

 

مصدر الهجوم

 

في تصريح خاص لـ"الموقع بوست" أكد مصدر عسكري في اللواء الرابع احتياط أن القصف الذي استهدف معسكر اللواء كان بصاروخ حوثي أطلق من معسكر سامة القريب من سنبان بمحافظة ذمار.

 

وعلى خلاف ذلك، قال المتحدث باسم محور الضالع القتالي فؤاد جباري إن الهجوم نفذ بصاروخ بالستي حوثي انطلق من معسكر الحساحس شمال مدينة قعطبة.

 

هجوم آخر

 

وبعد مضي أكثر من نصف ساعة على الهجوم قامت جماعة الحوثي بشن قصف مدفعي على معسكر الصدرين.

 

وبحسب مراسل "الموقع بوست" الذي كان متواجدا في المعسكر، فقد سقطت قذيفتان أطلقتهما مدفعية جماعة الحوثي في أماكن متفرقة من المعسكر وبعيدة عن مكان الاستهداف الصاروخي الذي أوقع ضحايا في صفوف الجيش الوطني بذات المعسكر، ولم تسفر عن سقوط أي ضحايا كعادة القصف المدفعي الحوثي الذي يستهدف معسكر الصدرين منذ خمس سنوات، دون أن تحقق أيا من تلك الضربات أهدافها.

 

وقال مصدر عسكري في اللواء الرابع إن الضربات الأخرى كانت لمدفعية 130.

 

تساؤلات

 

ويبعث الهجوم الصاروخي الذي اتهمت جماعة الحوثي بتنفيذه على معسكر الجيش الوطني بالصدرين في منطقة مريس بالعديد من التساؤلات.

 

ويأتي في طليعة تلك التساؤلات هوية الجهة المدبرة للهجوم الصاروخي، إذ عجزت جماعة الحوثي عن تحقيق أي هدف من كل ضرباتها المدفعية والصاروخية التي استهدفت معسكر الصدرين طوال خمس سنوات، فقد وقفت الطبيعة الجغرافية للمعسكر حائلا دون تحقيق أيا من الضربات الحوثية لأهدافها.

 

إذ يحيط بالمعسكر من جوانبه سلاسل من الجبال مما يصعب على جماعة الحوثي استهداف معسكرات الجيش الوطني في الصدرين.

 

وعلاوة على ذلك فقد عجزت جماعة الحوثي في ذات اليوم عن تحقيق هدف ثان في ذات المعسكر برغم استهدافه بضربتي مدفعية وقعت ككل مرة في أماكن غير مأهولة من المعسكر.

 

وبرغم تأكيد مصدر عسكري رفيع في معسكر الصدرين لـ"الموقع بوست" أن الضربتين الأخريين كانتا لمدفعية 160 ولم تكن هجمات صاروخية، فثمة تساؤلات ما إذا كانت هناك جهات أخرى غير جماعة الحوثي هي من قامت باستهداف معسكر الجيش الوطني بالصدرين، والتطور الكبير الذي باتت جماعة الحوثي تتمتع به، إذ ظل المعسكر بعيدا عن الاستهداف الحوثي لأكثر من خمس سنوات منذ بدء الحرب.

 

وما يزيد من حجم المخاوف والتساؤلات عدم تبني جماعة الحوثي للعملية الصاروخية حتى اللحظة.

 

تطور لافت

 

لم تكن هذه هي الضربة الأولى التي استهدفت معسكرا للقوات الحكومية في محافظة الضالع، فقبل أيام كانت ضربة مماثلة قد استهدفت معسكرا للحزام الأمني شمال مدينة قعطبة أوقعت ثلاثة قتلى في صفوف منتسبيه.

 

وقبل ذلك كان هجوم آخر قد استهدف عرضا عسكريا تابعا للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا في ملعب الصمود وسط مدينة الضالع، وأوقع ثمانية قتلى بينهم مدنيون.

 

وتأتي الهجمات بعد أيام من إطلاق متحدث جماعة الحوثي العسكري يحيى سريع تهديدات بتنفيذ عمليات نوعية في محافظة الضالع.

 

وكل ذلك يكشف ويشير إلى تطور لافت في القدرات العسكرية التي باتت جماعة الحوثي تمتلكها إذ أصبح بإمكانها استهداف أي معسكرات او تجمعات للقوات الحكومية بدقة عالية.

 

وهو ما يطرح التساؤلات عن كيفية امتلاك الجماعة لتلك القدرات العسكرية ويطرح مجددا حجم وخفايا الدعم الإيراني المقدم للجماعة في حربها ضد السلطة الشرعية في اليمن.

 

وفي موازاة ذلك يثير التساؤلات عن حقيقة دعم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ففي موازة الدعم الإيراني المقدم لجماعة الحوثي فإن التحالف العربي بات همه الشاغل العمل على مزيد من التقويض للسلطة الشرعية ودعم كيانات ومليشيات موازية لها ينفق عليها أموالا طائلة، غير أنها كحال القوات الحكومية لم تحصل ولو على جزء من الدعم العسكري الحقيقي في مقابل الدعم الإيراني غير المحدود لجماعة الحوثي.

 

مطالب

 

وتعليقا على الحادثة طالب الناطق الرسمي باسم المركز الإعلامي لمحور الضالع القتالي فؤاد جباري قيادة التحالف العربي بعدم الاستهانة بالقدرات الصاروخيَّة التي تمتلكها مليشيا الحُوثي وأن يكون لها موقف من ذلك.

 

وطالب جباري التحالف العربي بتزويد محور الضالع العسكري بمنظومة بطاريات صواريخ اعتراضية لتدمير الصواريخ الباليستيَّة الحُوثية قصيرة ومتوسطة المدى.


التعليقات