جبل حبشي.. أيقونة تعز في التعاونيات والحراك التنموي
- مازن عقلان الاربعاء, 08 يناير, 2020 - 11:39 مساءً
جبل حبشي.. أيقونة تعز في التعاونيات والحراك التنموي

[ صورة للمشروع ]

تشهد مديرية جبل حبشي إلى الغرب من محافظة تعز، مشروعا جديدا لتعبيد إحدى الطرق شديدة الوعورة ستشكل بإنجازها علامة فارقة للحراك التنموي المجتمعي الذي تميزت به المديرية خلال العامين المنصرمين بشكل لافت وكبير.

 

ويعلل أبناء جبل حبشي نجاح مشاريعهم بكونها ولدت من رحم المعاناه والإحساس بأوجاع بعضهم البعض، فيما يشيرون إلى أن تآلف القلوب وتوحد الجهود وصفاء النفوس يتسع باتسع رقعة الحراك التنموي في أرجاء المديرية.

 

 

مشروع عملاق بجهود مجتمعية

 

ومنذ أيام شمر أبناء مديرية جبل حبشي عن سواعد العمل لرصف  "عقبة مفرق ضرجح" بعزلة البريهة الموسطة، والتي اشتهرت بوعورتها الشديدة وكثرة الحوادث فيها.

 

وزادت وتيرة العمل بعد إعلان نشرته الهيئة الإدارية لرصف الطريق العام في المجموعة الرسمية لها على فيسبوك، يوم أمس الأول، نبهت فيه لقطع خط السير في عزلة البريهة والبدء بمشروع رصف عقبة الجامع.

 

وقوبلت هذه الخطوة بابتهاج كبير واستبشار يوحي بمدى التحدي الذي شكلته عقبة ضرجح حيث عبر عنه "عادل حزام" بمنشور قال فيه: "بدأت عقبة الجامع تكتسي بالسندس الحجري.. لله دركم يا رجال بلادي.. إنه أعظم عمل وفقكم الله للقيام به".

 

أما مفيد الراشدي الذي يبدي اهتماما وتفاعلا كبيرين في المجموعة الرسمية لتحفيز المساهمين لمزيد من المشاركة والبذل، فقد أشار إلى أن مشاريع رصف الطريق العام بالمديرية تمضي على قدم وساق ومن نجاح إلى نجاح، وتمنى من المغتربين والأهالي مزيدا من الدعم لاستكمال مشاريع أكثر.

 

  

انتهاء المواجع في عقبة الجامع

 

ويسرد "أبو رهيب الحمودي" أحد المتفاعلين في المجموعة الرسمية التي تضم عددا كبيرا من أبناء المنطقة، تفاصيل مثيرة تصف وعورة "عقبة ضرجح" ومعاناة المواطنين منها بالقول: "تعرضت عقبة الجامع خلال العقود الماضية كغيرها من العقبات للأضرار، حيث لم يكن ليمر يوم أو يومين دون حدوث فاجعة وتدحرج سيارة أو تعثر أخرى في الوصول إلى رأس العقبة".

 

وأضاف: "جرفت سيول الأمطار التربة وعرت الصخور و حولتها إلى جرف يصعب السير فيه مشيا على الأقدام إلا أن الضرورة دفعت السائقين إلى المخاطره وتجاوز الصعاب واستخدامه طريقا للسير رغم ما كلفهم ذلك من ثمن وما كلف المنطقة من فواجع كبيرة".

 

وما أكثر تلك القصص والحكايات الحزينة التي ترويها شفاه السائقين والمسافرين التي نجوا منها بصعوبة، ويبدؤون سردها بـ"لولا فضل الله وحفظه لكانت الكارثة"، بحسب ما أكدته منشورات مشابهة لأبناء المديرية.

 

ويقول الحمودي في هذا الصدد إن "كثرة الحوادث جعلت معظم المسافرين يترجلون من السيارات أسفل العقبة تحوطا من الأخطار وخوفا على أنفسهم.. يصعدون العقبة راجلين حاملين أمتعتهم وأطفالهم على الأكتاف في مشاهد بؤس تدمي القلوب وكان الجميع قد فقد الأمل في إمكانية إصلاح معالم الطريق وتعبيدها".

 

المجتمع أساس التنمية

 

وبخصوص اتخاذ الخطوة التي طال انتظارها برصف العقبة المخيفة، أوضح الحمودي في منشوره أن إرادة الله وعزيمة أبناء المنطقة وسخاء رجال الخير وعظمة مشاعرهم وإحساسهم العميق بمعاناة المسافرين والمخاطر التي تهدد حياتهم جعلت المستحيل ممكننا والحلم حقيقة ماثلة للعيان وها هي عقبة الجامع تعود إلى صباها وتتزين بالأحجار المرصوفة والطريق السالك.

 

وتابع حديثه قائلا: "ما كان ليتحقق هذا إلا بعصارة جهود أهل الخير ورواد التعاون الذين جاؤوا إليها من كل محلة وقرية وشكلوا فيها باقة تعاونية فواحة بالمحبة والإخاء والتكاتف ثابتة كثبات جبل ذخر لا تتأثر بالرياح ولا تؤثر فيها العواصف وعوامل الفرقة والشتات المناطقية والقبلية والسياسية مهما تنوعت".

 

وإلى جانب مساهمات فاعلي الخير والمتبرعين الذين يشكل المغتربون غالبيتهم، يشير العديد من ناشطي المديرية إلى أن متابعة مدير عام المديرية "فارس المليكي" الدؤوبة حولت جبل حبشي إلى مهبط للجهات المانحة كالصندوق الاجتماعي للتنمية والمنظمات الإقليمية والأشغال العامه التي أثمرت في نجاح العديد من المشاريع التنموية رغم ظروف الحرب التي تمر بها محافظة تعز.

 

تسمية جبل ذَخِر تعود للواجهة

 

وتمكنت مديرية جبل حبشي من انتزاع لقب المديرية التنموية الأولى في محافظة تعز وشهادة أجمع عليها أبناء المحافظة بأن العام 2019 كان عام جبل حبشي بامتياز ، حيث دعاهم المصور والناشط الشبابي عبد الحكيم مغلس في بداية العام الحالي للفخر بما بذلوه وأنجزته سواعدهم.

 

ويقع جبل حبشي الذي كان يعرف قديما باسم "جبل ذَخِر" جنوب غربي محافظة تعز ويتكون من عدد من قمم الجبال ومنها المطلة على مدينة "المخا" ومينائها وما جاور ذلك تشكل في مجملها 13 عزلة، ويرتفع عن سطح البحر بـ2400م تقريباً وتحده شمالاً مديرية مقبنة، وغرباً الوازعية وبلاد المخا، وشرقاً جبل صبر، وجنوباً عزلة السوامن المعافر.


التعليقات