توكل كرمان: إسقاط الانقلاب في اليمن يبدأ بتحرير القرار الوطني من الهيمنة الخارجية
- متابعة خاصة الأحد, 08 مارس, 2020 - 12:09 صباحاً
 توكل كرمان: إسقاط الانقلاب في اليمن يبدأ بتحرير القرار الوطني من الهيمنة الخارجية

[ الناشطة اليمنية توكل كرمان خلال افتتاح المؤتمر الدولي - الصورة من عربي21 ]

أكدت الناشطة اليمينة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان أن تحرير صنعاء يبدأ بتحرير القرار الوطني، وأن إسقاط انقلاب الحوثي مرهون بالتحرر من الهيمنة والاحتلال السعودي والإماراتي للبلاد.

 

وقالت كرمان في كلمتها خلال افتتاح المؤتمر الدولي "اليمن بعد الحرب" والذي انعقد، السبت، بمدينة إسطنبول التركية إن استعادة الدولة والجمهورية لن يتم والشرعية مرتهنة بشكل تام للسعودية والإمارات، موضحة أن التحالف العربي شوه المعركة مع الانقلابيين الحوثيين.

 

الشرعية ليست شيك على بياض

 

ودعت كرمان كرمان التي اختارتها مجلة "التايم" الأمريكية، الخميس، ضمن أكثر 100 امرأة تأثيرا خلال المئة عام الأخيرة إلى وضع معادلة جديدة لمواجهة "العبث باليمن والذي يطال حاضرهم ومستقبلهم أولا قبل أي شيء"، معبرة عن أسفها لتعامل الشرعية اليمنية مع كل الانتكاسات وكأن هذا الأمر لا يعنيها، وليس من ضمن مسؤولياتها واختصاصاتها، موضحة أن "هذا شيء مخجل حقا".

 

وأوضحت كرمان أن "الشرعية تحوّلت إلى أداة تشرعن للمحتل الخارجي احتلال البلاد، والشرعية ليست شيك على بياض، وهي ليست أشخاص مرتهنون للمحتل والوصاية الخارجية، هي استحقاقات وواجبات ومهام، وبهذا المعنى".

 

وبينت أن "الذين سيرفضون كلا الاحتلالين ويتمردون عليهما معا، ويعملون على استعادة الجمهورية، وتمكين المشروع الاتحادي هم وحدهم الشرعية، وهم وحدهم الشرعيون".

 

قرارات السفير لا تمثلنا

 

وقالت كرمان إن "هناك فراغا في السلطة؛ والقرارات التي يكتبها السفير السعودي وتذيل بتوقيع هادي ورئيس حكومته لا تمثلنا ولا شرعية أو مشروعية لها"، موضحة أن "هادي في أحسن حالاته عاجز ومعتقل، مما يجعله غير صاحب صفة، وتجعل قراراته غير ملزمة لليمنيين طالما وهو عاجز مقيد الحرية لا يستطيع أن يقول لا للسفير السعودي، فضلا عمن هو أكبر شأنا".

 

وحذرت كرمان من استمرار حالة الاستلاب السياسي، موضحة أنه في حالة استمرت فإن "على قوى الداخل الميدانية والمحافظين والقادة العسكريين والمقاومة الشعبية إعلان قيادة ميدانية داخلية تضطلع بمهمة تحرير اليمن من الميليشيات ومن الوصاية والاحتلال الخارجي، وتعبر عن مصالح البلاد".

 

وأكدت أن هذه القيادات والقوى لن تطيع أي توجيهات تأتيها من الرياض، حتى وإن ذيلت بتوقيعات هادي ورئيس حكومته، وأن ترهن طاعتها لهم بتحررهما الكامل، واستقلال قرارهما عن السعودية وتحالفها.

 

وقالت "إلى أن يحدث ذلك فهم وحدهم الشرعية، وما يصدر عنهم وحده يحمل طابع المشروعية، إذ إن الشرعية مهام واستحقاقات ولا يختزلها أشخاص مقيدون في الرياض ومرتهنون لما تريده الرياض ولا يصدر عنهم بالمحصلة إلا كل ما يهدم المشروعية اليمنية ويقوضها ويحول دون تحقيقها كمهام وغايات واستحقاقات".

 

استعادة الدولة والجمهورية

 

وأشارت كرمان إلى أن استعادة الدولة والجمهورية لن يتحقق طالما الشرعية مرتهنة للتحالف، موضحة أن السعودية تنتهي الحرب بالنسبة لها إذا عكست إدارتها للحرب اليمنية في اتفاقيات جزئية تبارك احتلالها ووصايتها على يمن تسوده اللادولة، لضمان عدم تأثير الوضع في اليمن على أمنها، ناهيك عن مصالحها في نهب ثروات اليمن، ولا تهتم إذا بقي اليمن مُقسما وتعمه الفوضى.

 

وكذلك الإمارات التي  تنتهي الحرب بالنسبة لها بالنسبة إذا أنها نجحت في تثبيت المليشيات التي تضمن مصالحها الاقتصادية والتي شكلتها في مناطق نفوذ متفرقة كمكونات ضمن اتفاقيات جزئية، مشدّدة على أن "الحرب لا تنتهي بصفقات بين أمراء مليشيات ودول الوصاية الخارجية"، حسب قولها.

 

وأكدت كرمان أن الحرب تنتهي بعودة اليمن لا بتمزيقها، وبعودة دولة الجمهورية اليمنية صاحبة السلطة الكاملة والشاملة على كل الأرض اليمنية من صعدة إلى المهرة، ومن صنعاء إلى سيئون، ومن سقطرى إلى عدن وباب المندب، وكل شبر على الأرض اليمنية، موضحة أن "المرجعيات الثلاث ليست أوراقا يمكن تجاوزها وتلفيق اتفاقيات سلام مزيفة خارجها.. إنها محددات لإنهاء الانقلابات وعودة الدولة".

 

وقالت "لقد شوّه التحالف المعركة مع الانقلابيين، ولست أذيع سرا عندما أقول إن المليشيات والقوى التي أنشأها التحالف تكن لبعضها البعض عداءً تفوق ذلك الذي تكنه للحوثي، مفضلة أن يبقى الحوثي حاكما على صنعاء على أن تحررها منه قوات الجيش الوطني التي جرى ويجري تنميطها بأنها قوات الإصلاح".

 

وأضافت "تذكروا أن صنعاء تم إسقاطها، ومباركة إسقاطها، من قبل قوى كثيرة تزعم اليوم إنها تحارب الحوثي بحجة إسقاط الإصلاح، لست هنا لأشيد بحزب الإصلاح، فهو الآخر ومنذ بدايات حرب التحالف، مُختطف القرار، ومجرد أداة بيد السعودية مثله مثل المجلس الانتقالي، وقوات النخبة، وقوات طارق، وغيرها من الميليشيات الكثيرة والصغيرة التي يضبط إيقاعها المحتل ويحركها متى أراد، وكيف أراد، وحيث أراد".

 

وبينت أن "الحوثي لا يبدو أنه يختلف عن تلك الجماعات المرتهنة للسعودية والإمارات، فهو يؤدي دوره في هذه الحرب التي تستهدف اليمن كدولة تسعى لتحجز مكانها ضمن الدول الديمقراطية في المنطقة، وأوقف حربه الخارجية ضد السعودية والإمارات، بالتزامن مع قيامه باجتياحات داخلية جديدة على جبهات شبه متوقفة".

 

وتابعت "هذا لا يشي بوجود اتفاق وتوافق مع المحتل الخارجي الذي سبق له وأن توافق معه على اجتياح صنعاء فحسب، بل يقدم أدلة قاطعة بأن دعواته للمصالحة والاصطفاف الوطني ليست سوى أكاذيب ودعوات غير صادقة، وهدفها كسب الوقت ولذر الرماد على العيون".

 

"انتهاكات مستمرة"

 

وأكدت كرمان أيضا أنه من الصعب استمرار حالة التجاهل غير المفهومة تجاه الانتهاكات المستمرة ضد الدولة اليمنية والمواطنين اليمنيين الذين باتوا رهائن عند قوى وجماعات تتصرف خارج حدود القانون وخارج الاعتبار الإنساني.

 

وقالت إن هناك إصرارا على تعويم الأخطاء وتبرئة المتسببين فيما وصلنا إليه، والذين بيدهم القرار السياسي والقوة هم من يجب أن يلاموا على تردي الأوضاع، وليس ناشط هنا، وكاتبة هناك، موضحة أن "معركة اليمنيين الكبرى من أجل استعادة الجمهورية وتحرير البلاد من الاحتلال والوصاية لم تبدأ بعد، لكنها ستبدأ لا محالة وستذهب إلى منتهاها، إنها معركة الأجيال اليمنية التي سنخوضها جميعا كل من موقعه".

 

وأوضحت كرمان أن شرط السلام يكون  باستئناف العملية السياسية من حيث توقفت، مع سحب للسلاح من كافة المليشيات والجهات لتغدو الدولة اليمنية وحدها صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح واستخدامه، ويمضي الجميع لاستكمال الاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات المختلفة بناء عليه.

 

وشددت أن أي مساعي للسلام بعيدا عن ذلك لا تخرج عن كونها جهود لإخضاع اليمنيين للأمر الواقع الذي تمليه القوة الغاشمة للانقلاب الحوثي وللمحتل السعودي والإماراتي على السواء.

 

واختتمت كلمتها كرمان بالقول "إني على ثقة من عظمة شعبنا وكبريائه الذي لن يقبل بالعبودية للإمامة الحوثية ولن يقبل بتمزيق بلدنا، ولن نقبل بالوصاية الخارجية وأطماعها"، مؤكدة أن "اليمن عصية على الإمامة، وعصية على التقسيم، ولن ترضخ لوصاية السعودية والإمارات".


التعليقات