جيمس تاون: تدخل السعودية في اليمن أثمر نتائج عكسية وجعلت الحوثيين أقوى عسكريًا وسياسيًا
- متابعة خاصة الاربعاء, 22 أبريل, 2020 - 04:17 مساءً
جيمس تاون: تدخل السعودية في اليمن أثمر نتائج عكسية وجعلت الحوثيين أقوى عسكريًا وسياسيًا

[ جنود سعوديون على الحدود مع اليمن ]

توقع تقرير أعدته مؤسسة "جيمس تاون" لتحليل السياسات الإستراتيجية للدول أن تنتهي الحرب المستمرة في اليمن منذ خمس سنوات خلال الأيام القادمة، وأن يتراجع النفوذ الإيراني هناك.

 

وترى المؤسسة في تقريرها أن تدخل السعودية في اليمن أثمر نتائج عكسية، فبدلاً من هزيمة الحوثيين أو حتى إضعافهم، جعلتهم الحرب أقوى عسكريًا وسياسيًا.

 

وقالت إن التدخل السعودي في اليمن ساعد على تحقيق ما أراد إيقافه بالضبط، قد مكن الحوثيين وأدى إلى توسع النفوذ الإيراني. لكن من خلال إنهاء تدخلها في اليمن، ستبدأ المملكة العربية السعودية في الواقع، العملية العكسية وهي تقليص سيطرة الحوثيين، وتحجيم النفوذ الإيراني.

 

ففي التاسع من أبريل، أعلنت المملكة العربية السعودية وقف إطلاق نار من جانب واحد لمدة أسبوعين في حربها مع الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين بعد هجومات متجددة للحوثيين، لاسيما في محافظة مأرب.

 

وعرضت السعودية أيضا محادثات مباشرة مع الحوثيين في الرياض بعد خمس سنوات من الحرب، ومليارات الدولارات "وقليل من النجاح"، على حد تعبير أحد المعلقين.

 

وأشارت المؤسسة إلى أن السلام المتفاوض عليه مع الحوثيين ليس النتيجة التي أرادتها المملكة العربية السعودية، فقد يمثل بداية نهاية الحرب في اليمن.

 

لكن هذا لا يعني أن الصراع لن يستمر في اليمن، بحسب مؤسسة "جيمس تاون" التي ترى بأن الصراع سيستمر على مستوى منخفض لسنوات.

 

وذكر تقرير  مؤسسة "جيمس تاون" أن إنهاء التدخل العسكري السعودي في اليمن ومحاولة التسوية التفاوضية بين السعودية والحوثيين قد يمهدا الطريق للعودة إلى الاستقرار النسبي في اليمن والمنطقة ككل.

 

ووفقا للتقرير فإنه من خلال إنهاء السعودية مشاركتها المباشرة في الحرب في اليمن، قد تحقق الرياض أخيرًا هدفين من أهدافها الأساسية وهي تقليل النفوذ الإيراني إلى أدنى حد وإضعاف قبضة الحوثيين الأساسية على السلطة.

 

فالحروب في اليمن، وفق التقرير، هي الغراء الذي يمسك الحوثيين وحلفاءهم، وبدون هذه الحروب، سيتدهور تماسك التحالفات التي أقامها الحوثيون، كما أن من المرجح أن تظهر توترات بين قيادات الحوثيين أنفسهم.

 

ولفت التقرير إلى أن الصراع الداخلي بين الحوثيين والقوات المتحالفة سيؤدي بحسب هذه الدراسة إلى كسر التحالفات القديمة وإنتاج تحالفات جديدة، وهذا يعني أن قبضتهم على السلطة ستضعف مع إعادة ضبط التحالفات.

 

وكل هذه العوامل مشتركة إضافة إلى عوامل داخلية إيرانية، سيقل التأثير الإيراني في اليمن إلى درجة أقرب إلى الصفر.

 

التقرير لفت إلى أن الكثير من اليمنيين "يمقتون" إيران، ويشعر البعض من بين قادة الحوثيين بالقلق من قرب بعضهم البعض من إيران. ويسعى العديد من حلفاء الحوثيين لرد النفوذ الإيراني، خصوصا نفوذهم الديني، إذ إن نسبة كبيرة من حلفاء الحوثيين، هم من النخب القبلية والسياسية الزيدية المصممة على الحفاظ على عقيدتهم وثقافتهم.

 

يذكر أن كثيرا من الزيديين استاؤوا لمحاولات بعض النخب الحوثية إدخال الممارسات الدينية الإيرانية لدور العبادة في اليمن، واعتبروا ذلك مساسا بهويتهم الدينية، وفقا للتقرير.


التعليقات