قال الباحث في مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، عبد الغني الإرياني، إن المملكة العربية السعودية أدركت أنها لن تتمكن من تحقيق هدفها الرئيسي غير المعلن من الحرب في اليمن.

وأوضح الإرياني -في إحاطة قدمها للكونجرس الأمريكي- أن السعودية فشلت في تحقيق هدفها غير المعلن من فكرة التدخل في اليمن، المتمثل بالسيطرة على ممر عبر شرق اليمن إلى المحيط الهندي.

وأكد أن السعودية باتت تبحث عن مخرج من الحرب يحفظ ماء الوجه بعد فشلها بإعادة الحكومة الشرعية إلى صنعاء، ومد خط أنابيب النفط عبر المهرة.

وأشار الباحث اليمني إلى أن انهيار الدولة اليمنية يقترب حالياً من نقطة اللاعودة.

وقال إن الولايات المتحدة تمسكت بإطار عمل القرار 2216 الذي عفا عليه الزمن، وفق تعبيره، ودعمت العقوبات التي لم تنفذ ضد أحد سوى الشعب اليمني، مراعاة للسعودية، مؤكداً أن المجتمع الدولي خذل اليمن.

ودعا الإرياني الولايات المتحدة إلى مساعدة اليمن والسعودية في التوصل إلى تسوية تنهي الأزمة وتلبي طموحات السعودية الإستراتيجية المتمثلة بممر عبر الأراضي اليمنية، وبشكل لا ينتهك وحدة اليمن وسلامة أراضيه.

وأكد بأن الكونجرس الأمريكي يستطيع أن يساعد على إنها الحرب وإنهاء معاناة اليمن عبر وقف بيع السلاح لأطراف الصراع، واستئناف المساعدات الإنسانية للشعب اليمني والضغط على الأطراف لاستئناف مفاوضات السلام.

وطالب الباحث اليمني الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بدعم النهج الدبلوماسي لحل الأزمة في اليمن.

وشدد الإرياني على ضرورة أن يضمن الحل توحيد البلاد ومؤسساته المركزية، وأن يعترف بأصوات اليمن المتعددة، مقترحاً حكومة وحدة وطنية ذا طابع شديد اللامركزية.

واتهم التحالف العربي -الذي تقوده السعودية وتدعمه الولايات المتحدة- بقصف المدنيين والبنى التحتية بشكل أخرق، وعرقلة واردات اليمن.

وأوضح الإرياني أن جماعة الحوثي تعاني اقتصادياً، لكنه يشير إلى أن الجماعة لا تزال متمكنة عسكرياً وتعلم أن الوقت الأفضل لها لإنهاء الحرب هو الآن.

وأشار إلى أن الجماعة تدير وبشكل متزايد دولة بوليسية وحشية وثيوقراطية، وفق تعبيره.

ويشهد اليمن حرباً عنيفة بين القوات الحكومة المدعومة من قبل التحالف العربي وجماعة الحوثي المدعومة من إيران، منذ خمس سنوات، خلفت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفق تقارير الأمم المتحدة.