كيف وصل بن سلمان إلى طريق مسدود في واشنطن؟
- الجزيرة نت الثلاثاء, 05 مايو, 2020 - 02:59 مساءً
كيف وصل بن سلمان إلى طريق مسدود في واشنطن؟

[ الكاتب: أي أمل في أن يكون 2020 عاما من الانتصار الشخصي لمحمد بن سلمان، قد تلاشى (الجزيرة) ]

يرى مقال بشبكة بلومبيرغ الإخبارية بعنوان "كيف وصل محمد بن سلمان إلى طريق مسدود في واشنطن"، أن اعتماد ولي العهد السعودي على البيت الأبيض قد جعله عرضة بشدة لأساليب "لَيّ الذراع" الرئاسية.

 

ويشير كاتب المقال بوبي غوش إلى واقعة حدثت خلال مكالمة هاتفية في الثاني من الشهر الماضي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومحمد بن سلمان، عندما طلب ولي العهد السعودي -الذي على ما يبدو ذُهل مما قاله الرئيس الأميركي وقتئذ- من مساعديه مغادرة الغرفة. ويضيف الكاتب: لم يكن أحد من الحاشية حاضرا عندما أُجبِر سيدهم -الذي هو نفسه لا يتوانى عن الترهيب- كما يبدو على الرضوخ.

 

ويقول الكاتب إن ترامب هدد بالانسحاب الكامل للقوات الأميركية من المملكة إذا لم يخفض السعوديون إنتاج النفط، وفي هذه النقطة فإن ولي العهد لن تغيب عنه الآثار الوخيمة التي يمكن أن تترتب على مثل ذلك الانسحاب. ويضيف الكاتب: وكما قالها ترامب بفجاجة من قبل فإن حكام المملكة "قد لا يمكثوا هناك أسبوعين" دون دعم عسكري أميركي.

 

وأشار الكاتب إلى أنه وبعد عشرة أيام من تلك المحادثة، أعلنت السعودية وروسيا نهاية حربهما النفطية وبدء خفض الإنتاج.

 

وعلق بأنه يجب على ولي العهد السعودي أن يدرك الآن حدود إستراتيجيته المتهورة في بناء العلاقات مع الولايات المتحدة حصريا على رعاية ساكني البيت الأبيض. فقد كان بإمكان الحكام السعوديين السابقين الاعتماد على الأصدقاء في الكونغرس للتوسل إلى البيت الأبيض من أجل التساهل، لكن محمد بن سلمان لديه عدد قليل من الأصدقاء في واشنطن، كما أن جيش جماعات الضغط الذي يسانده هناك لم يسمع له صوت في أوقات الأزمات.

 

أقرب إلى منبوذ

 

ويرى الكاتب أن بن سلمان في الوقت الراهن يبدو في التحالف الأميركي السعودي المستمر منذ 75 عاما، أقرب إلى منبوذ وليس شخصية مميزة في العائلة الحاكمة السعودية. فهو يتعرض لهجوم شبه مستمر من جميع الجهات في واشنطن بسبب مجموعة كبيرة من القضايا: كالحرب في اليمن وسجن الحقوقيات السعوديات وقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية بإسطنبول.

 

وبحسب الكاتب، فإن السياسيين الجمهوريين البارزين -مثل ليندسي غراهام- يعتبرون بن سلمان "ضعيفا وغير موثوق به"، وهناك دعم واسع من الحزبين في واشنطن لإجراءات عقابية ضد الرياض تتراوح بين تقييد مبيعات الأسلحة والمطالبة بالعدالة لخاشقجي.

 

ويضيف الكاتب: "لقد أكسبت حرب النفط محمد بن سلمان المزيد من الخزي، وهذه المرة من المنتجين الأميركيين الذين تضرروا من انخفاض الأسعار".

 

ووصف الأمير بأنه الآن في مأزق وبحاجة ماسة إلى إعادة بناء الجسور مع الكونغرس، ولكن هذا سيكون أصعب الآن بعد أن جرح مصالح النفط الأميركية.

 

وختم الكاتب مقاله في بلومبيرغ بأن أي أمل في أن يكون 2020 إجمالا عاما من الانتصار الشخصي لمحمد بن سلمان، قد تلاشى. وفي الوقت الراهن فإن الأمير عالق في المكان الذي يريده ترامب بالضبط، وينبغي أن تتوقع الحاشية الملكية السعودية استبعادها بشكل روتيني من المزيد من المكالمات الهاتفية القادمة لولي العهد من البيت الأبيض.


التعليقات