نفت جماعة الحوثي المدعومة من إيران، اليوم الثلاثاء، إبرام اتفاق مع السعودية لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود الشمالية لليمن مع الحدود الجنوبية للمملكة.

وكانت وكالة رويترز نقلت عن ثلاثة مصادر مطلعة قولها إن الحوثيين والسعودية عقدا مباحثات افتراضية رفيعة المستوى، وافقت الأخيرة فيها، على تشكيل حكومة انتقالية تدعمها الأمم المتحدة، شريطة إقامة منطقة عازلة على طول حدود المملكة مع شمال اليمن.

وقال عضو ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي على تويتر إن "‏صمود اليمن عرّى حرب العدوان الإعلامية بإشاعاتها أو بِسُكوتها عن معاناة اليمن من الحصار والعدوان أو بتقديم أخبار تعزوها إلى مصادر مجهولة كما فعلت رويترز هُنا (مشيراً الى رابط خبر الوكالة)".

وأضاف الحوثي في تغريدة أخرى معلقاً على ما نشرته الوكالة الدولية أن "تسريب رويترز بشان مناطق فاصلة بين الجمهورية اليمنية والمملكة اعتمد على مكتبها في الامارات ومكتبها بث أخبارا غير صحيحة".

وأعاد الحوثي بث تلك الأخبار (توافق الجماعة والسعودية على إقامة منطقة عازلة في الحدود) إلى كونها "خدمة لفصائل تتبع الإمارات (في إشارة إلى الانتقالي وطارق عفاش) للضغط النفسي على آخرين من فصائل الارتزاق (يشير للإصلاح والأحزاب المنضوية في الحكومة)، مع احتدام المعركة".

وطالب الحوثي وكالة رويترز "أن تحافظ على مصداقيتها فهذه الأخبار لا تمت إلى المهنية".

وفي وقت سابق، قالت رويترز نقلاً عن ثلاثة مصادر إن السعودية أبلغت جماعة الحوثي في اليمن بأنها ستوقع على اقتراح للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد إذا وافقت الجماعة المتحالفة مع إيران على إقامة منطقة عازلة على طول حدود المملكة.

ونقلت عن مصدرين قولهما إن الطرفين، اللذين عقدا مباحثات افتراضية، رفعا في الآونة الأخيرة مستوى التمثيل في المحادثات ليشارك فيها محمد عبد السلام كبير مفاوضي الحوثيين ومسؤول سعودي أكبر.

واضافت أن الرياض طلبت مزيدا من الضمانات الأمنية من الحوثيين، ومنها منطقة عازلة على طول الحدود مع شمال اليمن، إلى أن يتم تشكيل حكومة انتقالية تدعمها الأمم المتحدة.

لكن المصادر قالت للوكالة إن الحوثيين، الذين يسيطرون على شمال اليمن وأكبر مناطقه المأهولة بالسكان، قد يكونون أقل استعدادا للتعاون مع السعودية إذا نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدات بتصنيفهم منظمة إرهابية أجنبية قبل تركه المنصب.

وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، قالت يوم الاثنين إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تستعد لتصنيف المتمردين الحوثيين في اليمن كمنظمة إرهابية قبل مغادرة منصبه في يناير المقبل، وذلك في إطار حملة الضغط التي تشنها إدارة ترامب على إيران.

وذكرت المجلة أن القرار الوشيك سيمنح على ما يبدو وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو انتصارًا آخر في إستراتيجيته المناهضة لإيران أثناء زيارته لإسرائيل والسعودية والإمارات، هذا الأسبوع.

ونقلت عن مصدر دبلوماسي قوله "لقد كانوا يفكرون (إدارة ترامب) في ذلك منذ فترة، لكن بومبيو يريد ان يسلك هذا المسار بشكل سريع". "إنه جزء من سياسة الأرض المحروقة التي يتخذها الطرف الخاسر في البيت الأبيض".

وتحدثت المجلة عن مخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تعطيل جهود المساعدات الدولية وتقويض جهود السلام التي تتوسط فيها الأمم المتحدة. مشيرة الى أن الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية حاولت ثني إدارة ترامب عن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية.