[ أفراد من المهاجرين الأفارقة بعدن - الموقع بوست ]
تتعدد أوجه معاناة المهاجرين الأفارقة في العاصمة المؤقتة عدن، وسط غياب الحلول التي تخفف معاناتهم، وزاد الوضع سوءا حالة الشلل التي أصيبت بها المدينة بسبب سيطرة ما يسمى المجلس الانتقالي عليها وطرد الحكومة الشرعية منها بدعم إماراتي، ودخول المدينة حالة من الفوضى ألقت بظلالها على وضع المهاجرين الأفارقة والنازحين من داخل البلاد والسكان الأصليين بشكل عام.
ويعد المهاجر الإثيوبي "فيصل" (30 عاما) نموذجا لعدد كبير من المهاجرين الذين يعانون الأمرين في مدينة عدن، فهو متزوج من مهاجرة إثيوبية وله ابنان اثنان، ويعمل في مهنة "غسيل السيارات" في الشوارع الرئيسية بمدينة الشيخ عثمان.
يقول فيصل لـ"الموقع بوست" إن الظروف المعيشية الصعبة أجبرته على الالتحاق بمشروع الإصحاح البيئي الذي ترعاه منظمة الهجرة الدولية في المدينة التي يسكن فيها، موضحا أن كل ما يحصل عليه أسبوعيا ينفقه في شراء الملابس والأغذية له ولأسرته.
وأضاف: "يواجه المهاجرون الأفارقة بعض الصعوبات في دخول سوق العمل بعدن وفي الحصول على أجر عادل ومناسب لطبيعة العمل، وعادة ما يتم تهميشهم والنظر إليهم من بعض اليمنيين نظرة دونية، وكثيراُ ما تمارس ضدهم العنصرية".
وللتخفيف من معاناة المهاجرين الأفارقة وإدماجهم في سوق العمل وإشراكهم في المجتمع المحلي بعدن، تواصل المنظمة الدولية للهجرة، بالتعاون مع صندوق نظافة وتحسين مدينة عدن، حملة النظافة والإصحاح البيئي للأسبوع الثالث بمشاركة العشرات من المهاجرين الأفارقة.
وقال منسق المنظمة الدولية للهجرة عصام المخزومي، مدير المشروع لـ"الموقع بوست" إن "المشروع يستهدف المديريات كافة في عدن، وكمرحلة أولى نعمل في ثلاث مديريات هي دار سعد والشيخ عثمان والمنصورة، وفي مكانين بمنطقة عبد العزيز ومنطقة القاهرة"، مبيناً أن "المشروع يهدف للمساعدة في تحسين نظافة مدينة عدن ولنريَ العالم والمجتمع المحلي مدى التجانس والتعايش بين المهاجرين".
وتابع المخزومي أنه تم استهداف 1200 مهاجر عالق في عدن من أجل المشاركة في حملة النظافة التي تستهدف محافظة عدن كاملة، موضحاً أن المشروع يعمل في ثلاث مديريات، وقد تم تقسيم المستهدفين على 150 مهاجرا، وفي كل منطقة يعمل في الأسبوع الأول 600 مهاجر، وفي الأسبوع الثاني يتم استبدالهم بـ600 آخرين، وهكذا لمدة ثلاثة أشهر، وبإشراك المجتمع المحلي مع المهاجرين سيكون هناك أيضا مواطنون يعملون في حملة النظافة بجانب المهاجرين.
وأوضح منسق المشروع أن "معظم المهاجرين الأفارقة يطلبون العودة إلى بلدانهم، والآن نحن نعمل مع السلطات الإثيوبية لمساعدة العدد الكبير الموجود في عدن الذي يقدر بـ15000 مهاجر، وأيضا العدد الإجمالي الذي نتوقع وجوده -حسب الأرقام التي لدينا- يصل 14500 مهاجر في كافة اليمن، خمسة آلاف منهم موجودون في عدن".
وأضاف: "المهاجرون تقدموا بطلبات العودة الطوعية ويسجلون أيضا، وقد قمنا بتسجيل 1200 مهاجر، هم الذين سيستوعبهم مشروع النظافة الذي يسهم في مساعدة صندوق النظافة والتحسين في عدن وكافة المديريات في رفع القمامة، وأيضا مساعدة الصندوق لتكملة ما يقوم به من جهود عظيمة".
ولفت المخزومي إلى أن "المهاجرين يتلقون نظير عملهم عملهم معنا في اليوم قرابة ثلاثة آلاف ريال يمني لكل عامل، ويعمل معنا لمدة أسبوع، وإذا عمل معنا خمسة أيام يستلم 15 ألف ريال يمني، وأيضا هناك مشرفون يعملون معنا من صندوق النظافة والتحسين في جميع المديريات".
وأشار منسق المشروع إلى أن المنظمة -وبجانب المبالغ التي تعطى للمهاجرين- توفر أيضا لهم المياه والوجبات الخفيفة صباحا كوجبة الإفطار وأيضا تقوم بتوزيع قسائم غذائية لمطاعم متعاقدة مع المنظمة لتوفير وجبات الغداء والعشاء للمهاجرين، لكل مهاجر كوبون بسبعة أيام يستلم مقابله وجبات غداء وأيضا عشاء.
وأردف قائلا إن المهاجرين في اليمن يفتقرون لأبسط وسائل العيش، وليس لديهم إمكانية للحصول على الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الصحة. وتابع: "مثلما تعلمون فاليمن بشكل عام لديه نقص في وصول الخدمات الأساسية للمواطنين فكيف بالمهاجرين".
وعن حياة ومعيشة المهاجرين، قال المخزومي إن معظم المهاجرين يعيشون في العراء وفي أماكن البناء غير المكتمل وهذا يهدد سلامتهم، موضحا أن المنظمة الدولية للهجرة تقوم بتوفير الاحتياجات الأساسية من خلال مراكزها المتوزعة في المحافظات اليمنية وتقوم بتوفير الخدمات الصحية أيضا وخدمات توفير الملابس وأيضا الوجبات الخفيفة.
من جانبه، قال مشرف صندوق نظافة وتحسين المدينة في المشروع، فؤاد عبده محمد لـ"الموقع بوست" إن الصندوق قام بتقسيم المهاجرين الأفارقة إلى مجموعات في مديرية دار سعد (إحدى المديريات المستهدفة) إلى ست مجموعات وفي كل مجموعة 25 عاملا، من خلالهم تم نقل ما يعادل 144 طنا من مخلفات القمامة والأتربة.