محلل سياسي روسي يتساءل: هل ستخرج السعودية من اليمن عام 2021؟
- متابعة خاصة الثلاثاء, 29 ديسمبر, 2020 - 10:42 صباحاً
محلل سياسي روسي يتساءل: هل ستخرج السعودية من اليمن عام 2021؟

[ قوات سعودية في مطار عدن ]

قال محلل سياسي روسي إن مجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية يواجها تحديا كبيرا جراء الحرب في اليمن، وتمرد قطر علنا في الوقت الذي تلعب فيه الإمارات دورا مستقلا على نحو متزايد، بما في ذلك في اليمن.

 

ولفت ألكسندر نازاروف -في مقاله المعنون السؤال: هل تخرج السعودية من اليمن عام 2021؟ ونشره موقع "روسيا اليوم"- أن النظام العالمي يتفكك، ويحدث هذا على شكل سلسلة من الأزمات، لكل منها طبيعته الخاصة. ومن بين الأزمات التي تدخل فيها أكبر دول العالم، أزمة الحلفاء والتحالفات.

 

وذكر أن المشكلات الاقتصادية المتزايدة تجبر الدول الكبرى على إعادة توجيه بوصلتها نحو حل المشكلات الداخلية، وإعادة النظر في العلاقات مع الحلفاء، والمبادئ التي كانت تستند إليها التحالفات في السابق.

 

وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول امتصاص آخر قطرة من رحيق الحلفاء، ويمكننا بهذا الصدد العودة إلى عقود الأسلحة مع السعودية.

 

وتابع أنه "مع ذلك، فليس ذلك سوى جانب واحد من المشكلة، الجانب الثاني والأساسي، وهو ما توصلت إليه الولايات المتحدة الأمريكية من قبل، مراجعة الرياض هي الأخرى لموقفها تجاه الحلفاء والمنظمات".

 

وأردف "عادة ما يكون الدافع وراء أمر كهذا هو الصعوبات المالية، التي يمر بها أيضا المتبرع، ما يحد من إمكانية التبرع، والسلطة التي يتمتع بها لدى الحلفاء، ولدى الآخرين، وهو ما يتوازى مع ازدياد شهية الشركاء الأصغر".

 

وأكد أن تدهور الوضع المالي في الخليج يستمر سواء بسبب انخفاض أسعار النفط، أو بسبب الجائحة المستمرة، وفي إطار الأزمة الاقتصادية العالمية المشتركة.

 

وقال المحلل السياسي الروسي "في الوقت نفسه، يعاني المتلقون الرئيسيون للمساعدات المالية السعودية، بما في ذلك البحرين ومصر والأردن، من عجز كبير في الحساب الجاري أو الموازنات أو كليهما. وللسبب نفسه، قد تواجه عمان أيضا مشكلات، وقد تحتاج إلى المساعدة".

 

وأضاف "أما المملكة العربية السعودية نفسها، فتعاني من عجز كبير في الموازنة، وتحتاج إلى المال، لهذا كان على الكويت والإمارات تقديم المساعدة للرياض من خلال شراء جزء من أسهم أرامكو السعودية كجزء من الاكتتاب العام للشركة. أي أن الشكوك تحوم حول آفاق نمو الإيرادات في الرياض".

 

وتوقع انخفاضا كبيرا في الإنفاق السعودي على المشروعات الخارجية، بالتوازي مع تراجع نفوذ السعودية على حلفائها وفي الخارج بشكل عام.

 

واستطرد ألكسندر نازاروف أنه في ظل هذه الظروف كان من المفترض أن تكون قد نضجت لدى الرياض رغبة قوية في إنهاء الحرب في اليمن، بينما أثبت الحوثيون أن التحالف الذي تقوده السعودية ليس لديه أي أمل في النصر، على الرغم من الإنفاق الهائل الذي أصبحت السعودية أقل قدرة على تحمّله، حيث قدّر مركز "ويلسون" الأمريكي، في عام 2015، إنفاق التحالف على الحرب في اليمن بمبلغ 200 مليون دولار يوميا، مع تغطية السعودية لمعظم هذه التكاليف.

 

واستدرك قائلا "لكن في قضية خروج السعودية من اليمن، تواجه الرياض صعوبات، لغياب صيغة واضحة لتحقيق الاستقرار في اليمن بشروط مقبولة إلى حد ما بالنسبة للرياض. بالإضافة إلى ذلك، تزداد التناقضات، ويتعقد التنافس مع الإمارات في حال خروج السعودية من اليمن، وستفقد السعودية قيادتها في شبه الجزيرة".

 

وتابع "مهما كان الأمر، فقد أصبح وضع اليمن بالنسبة للسعودية بنفس كارثية الوضع الذي أصبحت به أفغانستان بالنسبة للولايات المتحدة، حيث لا يمكن المغادرة، ويستحيل البقاء".

 

وختم المحلل السياسي الروسي مقاله بالقول إن "إضعاف موقف الرياض في اليمن يقوّض مكانة السعودية في مجلس التعاون الخليجي، وآفاق هذه المنظمة برمتها، حيث من المحتمل أن تنهي الحرب اليمنية ما بدأته قطر بتدمير المجلس، وإن لم يكن رسميا، فعلى مستوى جوهر التنظيم. حتى الآن تسير الأمور في هذا الاتجاه".


التعليقات