من يحرر صنعاء .. الحل السياسي ام الحسم العسكري؟ (تقرير خاص)
- راكان الجبيحي الخميس, 10 مارس, 2016 - 09:21 مساءً
من يحرر صنعاء .. الحل السياسي ام الحسم العسكري؟ (تقرير خاص)

[ قوات من الجيش الوطني في نقطة على الطريق الواصل بين صنعاء ومأرب ]

مع اقتراب تحرير صنعاء ظهرت مؤخراً تصريحات عكسية اقل منها رسائل توجيهية من قبل المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، والتي تحمل في طياتها شتى انواع التلميحات في انعقاد الحوار السياسي، وهو ما يشير في ذلك الى قبولهم بالهزيمة وعدم قدرتهم في استمرار الحرب باستشعارهم الى انهاك واضعاف قوتهم وافرادهم في مختلف الجبهات، وعدم القمار في هذا المضمار، وخصوصاً بعد الخسائر المتوالية التي يتلقوها منذ بداية الحرب، لا سيما الحديث عن اقتراب قوات الجيش الوطني والمقاومة من محافظة صعدة معقل الحوثيين، واستمرار التقدم في شرق صنعاء لاستعادتها.
 
الأمر الذي جعل من المسؤولين في جماعة الحوثي ومناصريهم الى التخاطب بنبرة الحوار السياسي في ظل المساعي التي يبذلها المبعوث الاممي من اجل عقد جولة ثالثة من المفاوضات وفق القرار الاممي 2216 بعد فشلها في الجولات السابقة.
 
تلك التصريحات تأتي في وقت تسعى فيها ايران ليس برفع يدها انما النجاة من حرب اليمن، وترميم موقفها من الوضع القائم في البلاد، او هكذا يبدو بطبيعة النبرات الخطابية والتصريحات التي بات المسؤولون الايرانيون يتحدثون بها مؤخراً عن دعوتهم الى وقف الحرب، ودعمهم للحوار الوطني، بكونها أي ايران تحاول التقليل من الضغط المتصاعد عليها، والهجمات الحادة التي تتلقاها عبر تضييق الخناق على اجندتها وجذورها المليشاوية في المنطقة كالنظام السوري وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وحصرهما في دائرة الانكماش .
 
سباق مفتوح يسير على حلبة الوضع الراهن في البلاد بين الحل السياسي الذي يبدو غامضاً والحسم العسكري الذي يتقارب من حين الى آخر.. وكما يقول مراقبون فإن الحل العسكري اقرب كخيار رئيسي لدى التحالف بجانب الحل السياسي كأداة مساعدة.
 
ومما لا شك وبحسب مراقبين لـ(الموقع) فان دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تسعى جاهدة الى حسم المعركة في البلاد. حاملة معها مساران.. سياسي وآخر عسكري وهو الأقرب بعد التقدم الحاصل في شرق صنعاء، وإخراج ورقة علي محسن الاحمر كنائب اعلى للقوات المسلحة وتكليفه الدور العسكري وحسم معركة صنعاء بأي شكل وبأي وسيلة.
 
الحوثيين والبحث عن طرق نجاه
 
الكاتب والصحفي عبدالرقيب الهدياني يتحدث لـ(الموقع) بأن الانقلابيين يعلمون في صنعاء ان سير المعارك العسكرية تقترب من هزيمة قواتهم في صنعاء، حيث يطبق الجيش الوطني والمقاومة على تخوم العاصمة، وتتخلى عنهم القبائل في الطوف والحزام الامني هناك، وبالتالي تأتي هذه التصريحات من قيادتهم للبحث عن طرق نجاه عبر المسار السياسي.
 
ويعتقد الهدياني ان الوقت قد فات ولم تعد هناك حلول سياسية ومفاوضات، فالتحالف والشرعية يدفعان بالحسم العسكري ويقربانه اكثر من الورقة السياسية. وجاء تعيين الرئيس هادي للفريق علي محسن الاحمر نائباً للقائد العام للقوات المسلحة في سياق الحسم العسكري والتركيز على صنعاء باعتبارها مركز الانقلاب وهزيمته.
 
ويضيف ان كل المساعي الدولية فشلت من اجل تسوية سياسية، بكون الانقلابيون هم الطرف المتعنت والمعيق، وبالتالي فإن الانقلابيين اليوم في حالة ضعف، فقد كسرت قوتهم وانهزموا في معظم الاراضي اليمنية وميزان القوة لصالح الشرعية بحسب الهدياني.
 
الحل العسكري كخيار رئيسي
 
من جهته يقول الباحث العسكري علي الذهب بانه يبدوا ان هناك انسجام جذري، وهنا فإن صف التحالف ما يزال قوياً متماسكاً حتى اللحظة.. وقد لوحظ وجود تحركات وترتيبات من شأنها تبديد تلك المخاوف. والمضي قدماً عن طريق الحل العسكري كخيار رئيسي. يرافقه الخيار السياسي كأداة مساعدة لا بديلة.
 
واضاف الباحث الذهب في تعليق لـ(الموقع) ان الحسم العسكري هو الخيار الأول للتحالف. وما الحديث عن الحل السياسي او السلمي إلا إغراء خادع عززه مراوغة وغموض موقف الحوثيين وصالح. وهي ذات السياسة التي اتبعها الحوثيين قبيل واثناء الاستيلاء على العاصمة صنعاء والمدن الاخرى والتي كانت على طريق ذلك في 2014 . إلا ان موقفهم اليوم لا يماثل موقف سلطة الرئيس هادي حينذاك. حيث رضخ للكثير من الضغوط التي باركها المبعوث الاممي لليمن في وقتها.
 
مراوغة مع قرب حسم صنعاء
 
يعتقد الباحث والمحلل السياسي ياسين التميمي في حديث لـ(الموقع) ان تلك التصريحات تأتي في سياق تكتيك جديد. يأخذ بعين الاعتبار الضغط العسكري الهائل الذي يمارس على الانقلابيين عبر جبهة صنعاء، ولهذا هم يرون التذرع بالحوار غير واضح الملامح واحدة من وسائل تخفيف هذا الضغط وتحويل الى ضغوط سياسية ودبلوماسية.
 
ويقول التميمي انه لا يوجد نية حقيقية لدى الانقلابيين للتعاطي مع الحل السياسي. بكونه يتأسس على القرار الاممي ويفضي في نهاية المطاف الى انهاء النفوذ السياسي للانقلابيين على الدولة . وهو الهدف الذي تسعى الحكومة الى تحقيقه عبر الوسائل العسكرية.
 
ويضيف التميمي هناك تحول بالفعل في الموقف بكون في السابق كان الانقلابيون يطالبون بحوار مع السعودية واليوم يطالبون بحوار يمني- يمني علماً بأن حوارات جنيف كانت بين الحكومة والمتمردين. ولم تكن مع أي طرف آخر خارج اليمن، فالأمر لا يعدو كونها تكتيكاً مرحلياً لا يعبر عن أية نية حقيقية للوصول الى حل سريع وحقيقي للازمة اليمنية الراهنة.
 
 


التعليقات