[ معتقلون في غانتنامو - أرشيفية ]
قالت منظمة سام للحقوق والحريات، الخميس، إن معتقلين يمنيين في الإمارات يواجهون ظروفا بالغة التعقيد ومعاناة مستمرة وسط إهمال متعمد.
وأضافت المنظمة -في بيان لها- أن الأوضاع القانونية المتعلقة بسجناء غوانتنامو من اليمنيين والذين تم ترحيلهم إلى دولة الإمارات، والبالغ عددهم 18 يمنيا، كانوا استثناءً مؤلمًا، مقارنة بآخرين عادوا إلى بلدانهم أو استضافتهم دول أخرى وفرت لهم بيئة إنسانية لدمجهم في مجتمعات تراعي حقوقهم وتوفر لهم الدعم المطلوب.
ولفتت إلى أن معاناة أسر المعتقلين اليمنيين في السجون الإماراتية في غاية التعقيد، وخليط من الأمل والترقب والخوف على حياتهم بعد توارد أنباء عن أوضاعهم هناك عبر الاتصالات المحدودة جدًا من ذويهم هناك.
وبحسب البيان فإن المنظمة تمكنت من الحصول على بعض الإفادات من ذوي المعتقلين اليمنيين الذين كانوا متواجدين في معتقل غوانتنامو قبل ترحيلهم، مؤكدين أن هذه الاتصالات انقطعت منذ شهرين, ولم يعودوا قادرين على التواصل مع ذويهم, أو الاطمئنان على صحتهم.
وأفادت بأن ملف المعتقلين اليمنيين المرحلين من معتقل "غوانتانامو" إلى السجون الإماراتية لا زال يراوح مكانه بعد أكثر من 5 سنوات على قرار السلطات الأمريكية إغلاق المعتقل سيئ السمعة، وإطلاق سراح المعتقلين فيه بعد وعود -لم تتحقق- بإرسالهم إلى دول إسلامية لإعادة تأهيلهم ومساعدتهم في الاندماج داخل المجتمعات، وفتح الطريق أمامهم للحصول على الوظائف والمال والزواج.
وذكرت أن اتفاق التعاون لإعادة توطين معتقلي غوانتنامو وتحسين أوضاعهم بين الولايات المتحدة والإمارات هو نفسه الاتفاق مع دول أخرى، والذي بموجبه تحسنت أوضاع اليمنيين الذين تم إطلاقهم لدول أخرى وأطلقت حريتهم وتم توطينهم في تلك الدول.
ووفقا لأسر المعتقلين فإن السلطات الإماراتية تراجعت عن تنفيذ ما جاء في الاتفاقيات المبرمة متجاهلة الأعراف الدولية والأخلاقية والإنسانية، وذكر بيان تلك الأسر الذي نشر في وقت سابق أن الإمارات قامت بسجن جميع الأفراد المفرج عنهم من معتقل غوانتنامو إليها وتقييد حرياتهم والتضييق عليهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية في الحصول على حياة طبيعية وآمنة.
وأشارت المنظمة إلى أن الـ18 يمنيا تم اعتقالهم من أفغانستان وباكستان بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول حيث يقبعون في الحجز داخل الإمارات لمدة جاوزت الخمس سنوات، وفقًا لما قالته أسرهم ومحاموهم في تصريحات سابقة لوكالة أسوشيتيد برس.
وتحدث المعتقلون في اتصالات هاتفية متفرقة من عدة أماكن غير معلنة في الإمارات بما في ذلك سجن سيئ السمعة مليء بالتعذيب، حيث قالوا لعائلاتهم إنه على الرغم من سوء الحياة في غوانتانامو، فإنهم يتمنون العودة إلى هناك.
وقالت المنظمة إن هناك خطرا حقيقيا يضاف إلى مجموعة الانتهاكات التي يتعرض لها اليمنيون هناك وهو خطر إعادتهم قسريًا إلى اليمن، حيث تخشى عائلاتهم أن يواجهوا معاملة أسوأ في ظل الحرب المستمرة على اليمن والأوضاع الأمنية والاقتصادية المعقدة.