صنعاء تشيع العلامة العمراني وسط نعي شعبي واسع على منصات التواصل
- خاص الإثنين, 12 يوليو, 2021 - 09:49 مساءً
صنعاء تشيع العلامة العمراني وسط نعي شعبي واسع على منصات التواصل

[ العمراني وافته المنية صباح اليوم عن عمر ناهز 99 عاما ]

شيع جمع غفير من المواطنين اليمنيين، اليوم الاثنين، جثمان العلامة البارز محمد إسماعيل العمراني، والذي وافاه الأجل صباح اليوم عن عمر ناهز 99 عاما.

 

ويعد العمراني من أبرز العلماء اليمنيين الذين تركوا بصمة واضحة في حياة الناس وترك رحيلهم أثرا واسعا في نقاشات الشارع وعلى صفحات التواصل الاجتماعي.

 

وتداول قطاع واسع من رواد التواصل الاجتماعي منشورات نعي وتبجيل بحق العلامة العمراني، رصد "الموقع بوست" بعضا منها.

 

كان قريبا من الناس

 

الصحفي والكاتب مصطفى راجح كتب عن وفاة العلامة العمراني قائلا إنه وعلى الرغم من أن "لا سلطة كانت لدى العلامة العمراني ولا فضائيات أو صحف تمجده أو أحزاب تقف إلى جانبه وتروج له، إلا أنه بقي متجاوزا للانتماءات العصبوية حتى وهو في موقع مفتي الجمهورية".

 

وأضاف راجح في منشور له فيسبوك أن العمراني "كان بسيطا غير المتكلف ولا المتابع الحريص على حراسة صورته ومكانته أمام الرأي العام".

 

وأوضح أنه "جلس في بيته هادئا إلا أنه وصل إلى كل بيت نظر إلى قلبه فقط فكان نافذته إلى كل قلب في جهات اليمن الأربع".

 

من جهتها، كتبت الناشطة والفائزة بجائزة نوبل، توكل كرمان، تعزية للشعب اليمني بوفاة العمراني، واصفة إياه بأنه "عاش وفيا لرسالة الإسلام والعلم دون منة أو خيلاء".

 

وقالت كرمان، إن العمراني كان "قريبا من الناس ومشكلاتهم، فهو بحق يستحق أن يكون فقيه الشعب".

 

تجسيد أمثل للتدين الوسطي

 

أما الصحفي والكاتب محمد دبوان المياحي فرأى في العلامة العمراني أنه تجسيد "أمثل لكلمة الدين الجامعة، وأعظم فقيه يمثل رمزًا للإجماع في بلد هويته الدينية متجانسة كثيرًا".

 

وأضاف المياحي أنه وخلال العقد الأخير "تشظت البلاد وتعرضت الهوية الدينية في المجتمع للاهتزاز، وظل العمراني مصدر الثبات الوحيد للناس في عالم يموج بالفوضى الروحية".

 

وأوضح أنه بقي "عالم الدين الوحيد الذي تفتحت له قلوب الناس جميعًا، حتى البشر غير المتدينين لا يحملون له ضغينة ومستعدون لسماع ما يقول".

 

وبحسب رأيه فإن العمراني "استطاع أن يقدم الدين بطريقة متناغمة مع الحياة، بمعناه البسيط، كموعظة، كحكمة، كميراث روحي وكتشريع سلس ولا يتصادم مع مصالح البشر".

 

ورأى فيه أنه لم يكن "فقيهًا يمنيًا فحسب، بل أظنه واحدًا من أهم فقهاء الإسلام بشكل عام، حيث ظل محصورًا في النطاق الداخلي بسبب غلبة الطابع المحلي على لهجته، لكنه بمعيار المعرفة متجاوزا لكثير من فقهاء عصره في كامل بلاد العرب والمسلمين.. ذاكرة فقهية هائلة، ومجمع شامل لميراث الأمة".

 

في ذات الإطار، رأى الدكتور قائد غيلان أن العمراني "لم يتقلد منصبا مطلقا، حيث لا يليق بشخصية علمية بحجم فضيلته أن تقبل منصبا مفرغا من قيمته مجردا من صلاحياته".

 

وأضاف في منشور له على فيسبوك، أن العمراني كان أكبر من أن "يقبل منصباً شكليا ينحصر في إثبات رؤية الهلال وكتابة التهاني بالأعياد الدينية، ومع ذلك فإن الناس جميعهم لا يتحدثون عن الشيخ العمراني إلا مقرونا بصفة "مفتي الديار اليمنية" حتى أبناؤه وكأن أبناءه يجهلون مكانة أبيهم فلا يرون له قيمة إلا بوهم ذلك المنصب".

 

وأوضح أن الشيخ العمراني "كان يعرف مكانته جيدا، ويقدّر للآخرين مكانتهم، لذلك لم يقدّم للمكتبة الفقهية أي مؤلَّف فقهي، فهو لا يرى في إعادة كتابة آراء الآخرين أي قيمة علمية".

 

ورأى فيه أنه لم "يكن فحسب عالما مجتهدا صاحب آراء مختلفة يجب أن يوثّقها في كتب، بل هو فقيه موسوعي درس الكتب الفقهية القديمة ويعيد تقديمها للناس كما هي دون تجديد ودون إضافة".

 

صاحب مذهب مغاير

 

من جهته، قال الشاعر والكاتب عامر السعيدي إن العلامة العمراني "رحل لكن علمه ومذهبه باق للأبد"، مطالبا بجعل "فكره بديلا عن الزيدية والشافعية، وأن نتدين كشعب على طريقة العمراني".

 

أما الصحفي عبد الله بوسعد، فتناول زاوية خلاف العمراني مع جماعة الحوثي ومحاولاتهم التأثير عليه، قائلا إنه رحل "بعلمه وورعه وزهده وتقواه وتواضعه ومبادئه واليمن كل اليمن تنعيه وتبكي لرحيله".

 

وأضاف بوسعد أنه "في الوقت الذي ينعي فيه الشعب رحيل العمراني، فقد هلك من جماعة الحوثيين من هلك وقتل منهم من قتل دون أن يعيرهم أحد أي انتباه".

 

ومن ذات المنطلق، كتب الصحفي فتحي أبو النصر أن "لحظة لم تستفزة كتلك التي حاولوا فيها استعراض الإثم الترهيبي ضد العمراني".

 

وأضاف، مرفقا صورة لقيادات حوثية إلى جانب العمراني، أنها كانت "محاولة بائسة لقهر قاضي الشعب وتلجيمه وهم في عز القوة الواهية.. بل والواهمة".

 

قد تكون صورة لـ ‏‏‏‏5‏ أشخاص‏، ‏أشخاص يجلسون‏‏ و‏أشخاص يقفون‏‏

 

وكان العلامة العمراني قد وافاه الأجل اليوم الاثنين، بعد صراع طويل مع المرض وعن عمر ناهز 99 عاما قضى معظمه مفتيا للديار اليمنية.


التعليقات