صبر اليمنيين لن يطول.. محافظ شبوة يُحّذر الإمارات ويدعوها للتوقف عن تحويل موارد اليمن إلى بؤر للتمرد
- متابعة خاصة الثلاثاء, 24 أغسطس, 2021 - 06:39 مساءً
صبر اليمنيين لن يطول.. محافظ شبوة يُحّذر الإمارات ويدعوها للتوقف عن تحويل موارد اليمن إلى بؤر للتمرد

جدد محافظ شبوة محمد بن عديو، الثلاثاء، دعوته لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى وقف العبث بموارد اليمن وإخلاء منشأة بلحاف للغاز.

 

وحذر بن عديو -في مقال له نشره مكتب إعلام المحافظة على فيسبوك بمناسبة ذكرى أغسطس 2019- من أن صبر اليمنيين لن يطول، وقال "ارفعوا يدكم التي تضغط على جراح الناس المؤلمة".

 

وأضاف "أما دولة الإمارات فنقولها بلغة واضحة إن الشعب اليمني شعب عظيم شيد حضارات ودولا ونقل الحضارة للشرق والغرب وفي تاريخه كله لم يكن له في دولتكم إلا كل بصمات الخير فلم كل هذا العداء لليمن وصنع مآسيه ودعم التمرد على قيادته والتحكم بموارده والإصرار على إيذائه".

 

وتابع "توقفوا عن تحويل موارد اليمن من مصادر للحياة إلى بؤر للتمرد، منشأة تصدير الغاز في بالحاف يجب أن تكون شريان حياة للشعب في هذا الوقت العصيب بينما  تحولونها من مصدر لتجميع الغاز وتصديره وإنقاذ العملة واقتصاد البلد إلى تجميع المليشيات وتصدير التمرد، وصبر الناس لا يمكن أن يطول".

 

وتابع "في مثل هذه اﻷيام من شهر أغسطس 2019 عشنا أياما عصيبة في شبوة حين وجدنا أن من وثقنا فيه كطرف في التحالف العربي لنجدة وطننا واستعادة شرعيته المنقلب عليها وجدناه يدعم ويمول انقلابا على مؤسسات الدولة وعلى الشرعية، والمؤلم أن أدوات تنفيذ هذا التمرد هم بعض أبنائنا والأغلبية الساحقة منهم تحت الإكراه بعد أن استغلت حاجتهم وظروفهم المعيشية الصعبة".

 

وأردف محافظ شبوة بالقول "كنا قد استنفذنا وقتها ما في وسعنا من تنازلات ووجدنا أنفسنا أمام حائط من الطيش يسوق الوعيد، فانعدمت كل الخيارات وبقي خيار الصمود والدفاع عن مؤسسات الدولة، هذا القرار الذي اتخذه أبناء المؤسسة العسكرية واﻷمنية ورغم عدم التكافؤ في الدعم والقوة والتسليح إلا أن هناك أمرا ربما جهله الكثيرون فقد كانت القلة التي قررت الصمود والدفاع عن الدولة والتي ﻻ تصل نسبة عددها وعدتها عُشر الطرف اﻵخر، إلا أن الفرق شاسع بين من يدافع عن قضية وبين من هو مكره على قتال أخيه".

 

واستطرد "هذه المعادلة كنا ندرك أهميتها في الصراع، كانت التوجيهات حاسمة لقوات الجيش واﻷمن: أنتم تواجهون إخوانكم من أرسلهم يقبع في معسكرات محصنة بها كل أنواع الرفاهية بينما هؤلاء الذين يساقون للقتال خلفهم أباء وأمهات ينتظرون عودتهم ويجب أن تنتصروا بأخلاقكم فحافظوا على سلامتهم كما تحافظون على أنفسكم وثقوا أن النصر حليفكم".

 

واستدرك بن عديو "عربات (الكايمن) المخصصة لمحاربة الإهاب تقصف مؤسسات الدولة، وأرتال من التعزيزات يتم الدفع بها لإسقاط عاصمة المحافظة المحاصرة بينما أبطال الجيش واﻷمن يخوضون معركة الدفاع عنها وفي نفس الوقت يلتزمون بالتوجيهات بمراعاة أقصى درجات اﻻنضباط في حفظ أرواح المقاتلين من الطرف اﻵخر في مشهد بطولي نادر".

 

وأشار إلى أن "الساعات الأولى للمعركة كشفت أن توقعاتنا كانت في محلها، فالمعركة ليست سلاح وعتاد وعربات بل هي غاية وهدف وقضية، ولما كان الطرف اﻵخر يقاتل بلا قضية كان السقوط سريعا وبأقل الخسائر".

 

وقال إن "أفواج المقاتلين من مليشيا النخبة والانتقالي بدأت تنهار وكان التوجيه الواضح من ألقى سلاحه وتوقف عن القتال فليعاد إليه سلاحه ويعود إلى بيته وأسرته معززا مكرما، بتوجيهات رئاسية".

 

يضيف بن عديو "مضى عامان على هذه اﻷحداث بسطت فيها الدولة نفوذها في جميع مديريات ومناطق شبوة برها وبحرها وسهولها وجبالها ورمالها، كانت التحديات كبيرة لكن الفضل لله أوﻻ وآخرا في تجاوزها واليوم وبعد العامين نرى أن هناك قضايا الحديث عنها ضرورة".

 

وأتبع "واجهنا نحن في المحافظة مع قيادة الدولة رئاسة وحكومة هذه التحديات فانتصرنا لكن النصر الحقيقي اليوم لنا جميعا هو بالتوجه الجاد في إيجاد معالجات للوضع الصعب الذي يعانيه المواطن فنحن في وضع اقتصادي يفتك بالناس والوقوف أمام هذا التدهور ضرورة وندرك أن أي معالجات مع بقاء المؤسسات اإيرادية -وخصوصاً منشأة بلحاف- معطلة لن يغير من المعاناة الكثير، فالمطلوب اليوم هو موقف وطني صلب ينقذ أبناء شعبنا من هذا الحال".

 

وقال "نحن والأشقاء في المملكة العربية السعودية في خندق واحد أمام مشروع فارسي يرى في اليمن طريق عبور للوصول إلى أهدافه الكبرى، وكما أن الشعب اليمني مدين لقيادة المملكة بالوقوف معه في مواجهة هذا المشروع فنحن على ثقة تامة بالوقوف معه في أزمته اﻻقتصادية التي تشتد كل يوم فالمملكة هي عمق اليمن وسنده".

 

وخاطب محافظ شبوة أبناء المحافظة المنخرطين مع مليشيا الانتقالي بالقول "أبناء شبوة في المجلس اﻻنتقالي: تعلمون أنه من اللحظة اأولى لتوقف الرصاص في أحداث أغسطس وبرغم عمق الجرح إلا أننا دعوناكم للتصالح والعودة إلى الرشد استجاب البعض للدعوة وأعرض البعض وأصر على مواصلة التمرد، وبرغم كل شيء فلا زالت أيدينا ممدوة ونكرر الدعوة من جديد توقفوا عن الإساءة لأهلكم ومجتمعكم فحجم التحريض على العنف وممارسته وتزييف الحقائق والتضليل الذي يمارس من قبلكم يسيء لكم أنتم بالدرجة اﻷولى، وخذوا العبرة من اﻷحداث واستوعبوا الدروس جيدا ولا تعيدوا إنتاج نفس اﻷخطاء".

 

ولفت إلى أن أبناء شبوة واجهوا مليشيا الحوثي منذ بداية انقلابها وحربها وضحوا بالمئات من أبنائهم في معركة الدفاع عن شبوة من غزوها وصنعوا ملحمة النصر والتحرير وشبوة أرضها وأهلها ترفض هذا المشروع السلالي ولن يجدوا من شبوة ورجالها إﻻ ما وجدوه سابقا من البطولة والمقاومة".

 

وقال "بعد عامين نستطيع القول إن شبوة خطت خطوات مهمة لتكون في المقدمة وما كان هذا ليحدث لوﻻ أن شبوة اليوم أصبحت موحدة سلطة وجيشا وأمنا ومجتمعا، هذا التلاحم هو الذي جعلنا جميعا نتجاوز تحديات كبيرة جعلت من شبوة نموذجا برغم تعقيدات الوضع في المشهد الوطني عموما وعلى جدار هذا التلاحم ستفشل كل المكائد وتنتهي".

 

وأكد محافظ شبوة أنه "لم يعد خافياً على أحد وجود تنسيق وتخادم سياسي وميداني وإعلامي بين المشاريع المتمردة على الدولة شمالاً وجنوباً ضد الدولة ومؤسسات الشرعية واإساءة للمملكة العربية السعودية".

 

وقال إن "هذا التنسيق واضح للعيان في عموم المشهد الوطني لكننا نلمسه ونرصده بشكل أوضح في تحركات ميدانية في أطراف محافظة شبوة شرقاً وغرباً لتكشف أن التمرد مَلّة واحدة وقدرنا الذي نعتبره شرف لنا أن نواجه هذا التمرد ونقاومه".


التعليقات