اليمن.. قيادات حوثية ضمن لائحة العقوبات الأممية
- الأناضول الخميس, 18 نوفمبر, 2021 - 10:03 صباحاً
اليمن.. قيادات حوثية ضمن لائحة العقوبات الأممية

في خطوة تهدف لمضاعفة الضغط على الحوثيين، أدرج مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، ثلاثة قادة عسكريين بارزين بجماعة الحوثي على لائحة العقوبات الأممية.

 

هؤلاء القادة هم صالح مسفر الشاعر، ومحمد عبد الكريم الغماري، ويوسف المداني.

 

واتهمت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن في بيان القادة الثلاثة "بالمشاركة وقيادة الحملات العسكرية للحوثيين التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن".

 

ويتمتع القادة الثلاثة بنفوذ واسع داخل التشكيلات العسكرية لجماعة الحوثي، وذاع صيتهم كثيرا في المعركة التي تخوضها الجماعة ضد القوات الحكومية في جبهات عدة بالبلاد.

 

فمن هؤلاء القادة؟ وما هي أدوراهم في الحرب الأهلية التي تشهدها اليمن منذ نحو سبع سنوات؟

 

*صالح مسفر الشاعر

 

ينتمي الشاعر إلى مديرية رازح التابعة لمحافظة صعدة (شمال) معقل زعيم الحوثيين عبد الملك بدر الدين الحوثي.

 

وحسب مصادر صحفية ارتبط الشاعر بعلاقات وثيقة مع جماعة الحوثي إبان المعارك التي خاضتها الجماعة مع قوات الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح بين 2004، و 2008، حيث كان أحد تجار الأسلحة الذين زودوها بالعتاد والذخيرة.

 

وعقب سيطرتها على العاصمة صنعاء أواخر سبتمبر/ أيلول 2014 عينت جماعة الحوثي الشاعر مديرا لإدارة المشتريات بوزارة الدفاع الخاضعة لسيطرتها.

 

ثم عادت الجماعة وعينت الشاعر رئيسا لهيئة الدعم اللوجيستي بالوزارة ذاتها في سبتمبر/ أيلول 2018.

 

كما أسندت إليه منصب "الحارس القضائي" على أموال وممتلكات المناهضين للجماعة.

 

وفي فبراير/ شباط 2020 اتهم فريق الخبراء التابعين للأمم المتحدة باليمن، في تقرير الشاعر بقيادة شبكة ضالعة بمصادرة أموال وممتلكات شخصيات معارضة لجماعة الحوثي.

 

ومن هذه الممتلكات مؤسسات وشركات خاصة مملوكة لقيادات في حزبي المؤتمر الشعبي العام (ليبرالي)، والتجمع اليمني للإصلاح (إسلامي).

 

* محمد عبد الكريم الغماري

 

ينحدر الغماري (49 عاما) من عزلة "ضاعن" بمحافظة حجة (غرب)، ويعد أحد أبرز "الوجوه الشابة" داخل جماعة الحوثي.

 

وشارك الغماري، وفق مصادر صحفية، بالقتال إلى جانب الجماعة خلال الحروب التي خاضتها ضد "نظام صالح"، وساهم في تشكيل كتائب مسلحة بمحافظة صعدة معقل الجماعة.

 

ومنتصف سبتمبر 2016 عُين الغماري رئيسا لهيئة الأركان في وزارة الدفاع الخاضعة لسيطرة الحوثيين بالعاصمة صنعاء.

 

وفي مايو/ أيار الماضي فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الغماري بتهم أبرزها الإشراف على العمليات الهجومية للجماعة في مناطق عدة.

 

وقال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية في بيانـ حينها، إن الغماري مسؤول بشكل مباشر عن الهجمات على البنية التحتية التي أضرت بالمدنيين ويشرف على هجوم في مأرب (وسط) يضاعف المعاناة الإنسانية".

 

كما اتهمه "بشراء ونشر أسلحة مختلفة بما فيها العبوات الناسفة والذخيرة والطائرات دون طيار، والإشراف على الهجمات الصاروخية ضد أهداف سعودية".

 

وفي 5 نوفمبر/ تشرين 2017، رصدت السعودية التي تقود تحالفا عسكريا لدعم الحكومة ”10 ملايين دولار“ لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال رئيس الأركان الحوثي محمد الغماري.

 

*يوسف المداني

 

يعد المداني، أحد أشهر الأسماء المرتبطة بالصراع العسكري بين جماعة الحوثي، وحكومات اليمن المتعاقبة منذ نحو عقدين.

 

ولد المداني عام 1977م بمديرية "مستبأ" في محافظة حجة، وانتقل أواخر تسعينات القرن الماضي إلى محافظة صعدة لتلقي العلوم الشرعية في إحدى المدارس التابعة للمذهب الزيدي المنتشر بالمحافظة.

 

وانخرط المداني بشكل مبكر في القتال بجانب مؤسس جماعة الحوثيين (حسين الحوثي/ شقيق عبد الملك) عقب اندلاع أول نزاع مع القوات الحكومية في 2004.

 

وفي يوليو/ تموز 2014 ساهم المداني بشكل فاعل في إسقاط محافظة عمران البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، والاستيلاء على مقر اللواء 310 مدرع، وقتل قائده "حميد القشيبي"، وفق وسائل إعلام موالية للحكومة.

 

وفي أواخر أبريل/ نيسان 2017 عُين المداني قائدا للمنطقة العسكرية الخامسة للحوثيين (تضم محافظات حجة والحديدة والمحويت وريمة).

 

وفي 20 مايو الماضي أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية المداني على قائمتها السوداء "للأشخاص الذين يشكلون خطرا بارتكاب أعمالا إرهابية تهدد أمن مواطني الولايات المتحدة وأمنها القومي"، وفق بيان نشره الموقع الإلكتروني للوزارة.

 

كما يعد الميداني أحد أبرز المطلوبين للتحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية، إذ رصد في 5 نوفمبر 2017 (20 مليون دولار) ، لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.

 

*شن هجمات والاستيلاء على أموال الخصوم

 

والخميس أوضح وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "جيمس كليفرلي"، في بيان "إن العقوبات على محمد الغماري ويوسف المداني جاءت لقيادتهما هجمات الحوثيين في جميع أنحاء اليمن، خاصة مأرب، ولتدبيرهما هجمات عبر الحدود ضد السعودية".

 

وعن صالح الشاعر، قال كليفرلي "إنه استغل منصبه للاستيلاء على أصول المعارضين والالتفاف على حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة".

 

والخميس رحبت الحكومة اليمنية، بقرار مجلس الأمن فرض عقوبات على 3 من القيادات العسكرية بجماعة الحوثي.

 

وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان" إن القرار يكشف غيض من فيض جرائم المليشيات الإرهابية المسلحة التي ترفض نداءات السلام وتنتهك كافة القوانين والأعراف في سبيل وهم السيطرة على اليمن بالعنف والإرهاب".

 

كما رحبت وزارة الخارجية السعودية في بيان، الجمعة، بالقرار، وعبرت عن تطلعها في "أن يسهم ذلك الإدراج بوضع حد لأعمال مليشيا الحوثي وداعميها (تقصد إيران).

 

فيما رفضت وزارة حقوق الإنسان بحكومة الحوثيين (غير معترف بها) الخميس، قرار مجلس الأمن متهمة إياه "بالاستمرار في غيّه القديم بإدانة الشعب اليمني وقيادته الذين يدافعون عن شعبهم وسيادة أراضيهم".

 

ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، حيث ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.

 

وللنزاع امتدادات إقليمية، منذ مارس/آذار 2015؛ إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.


التعليقات