دفن مهاجر يمني في بولندا توفي على الحدود مع بيلاروسيا
- فرانس برس الأحد, 21 نوفمبر, 2021 - 09:34 مساءً
دفن مهاجر يمني في بولندا توفي على الحدود مع بيلاروسيا

تحت سماء ملبّدة بالغيوم، وسط الحقول وأحراج شجر البتولا، دفن رجال من الأقلية المسلمة في بلدة بوهونيكي البولندية الأحد مهاجرًا يمنيًا يبلغ 37 عامًا توفي جراء البرد والإرهاق أثناء محاولته الدخول إلى الاتحاد الأوروبي من بيلاروس.

 

بعد صلاة جنازة في مسجد قديم مبنيّ من الخشب في هذه البلدة الواقعة على بعد حوالى عشرة كيلومترات من الحدود البولندية البيلاروسية، حمل الرجال النعش حتى المقبرة الواقعة على منحدر تكسوه أشجار الصنوبر.

 

دُفن مصطفى مرشد الريمي بحضور شقيقه والسفير اليمني لدى بولندا. وحُفر قبره إلى جانب قبور ضحايا آخرين لأزمة الهجرة الأخيرة.

 

يؤكد ريشارد موزدابايف، المتحدّر من شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي فرّ منها قبل ثماني سنوات، لوكالة فرانس برس أن الجنازة هي "تعبير عن احترامنا وتضامننا مع هذا الرجل الذي توفي في ظروف فظيعة".

 

يرافق موزدابايف الذي يقطن مدينة بياليستوك الكبيرة على مسافة حوالى خمسين كلم من بوهونيكي، أصدقاءٌ له متحدرون من القرم والشيشان كانوا أيضًا مهاجرين.

 

ويبلغ عدد المسلمين في تلك المنطقة الحدودية البولندية ما يقارب ثلاثمئة أو أكثر بقليل، معظمهم من التتار الذين استوطنوا هناك في القرن الرابع عشر. وتعهّدت المجموعة المسلمة الصغيرة تنظيم "مراسم جنازات كريمة" لمن يقضون أثناء محاولتهم الدخول إلى الاتحاد الأوروبي.

 

ويقول زعيم هذه الأقلية المسلمة في بوهونيكي ماتشي شتيسنوفتش، "أخشى أن تُجرى قريبًا مراسم دفن أخرى".

 

ومنذ بدء أزمة المهاجرين، عملت الجماعة المسلمة الصغيرة في بوهونيكي على مساعدة عدد من العالقين في الغابات الحدودية، وقدّمت لهم ما قد يسدّ حاجتهم من طعام وشراب ولباس.

 

وتطوّع أفراد هذه الأقليّة الصغيرة لمساعدة القوات التي أرسلتها بولندا لضبط الحدود، لا سيما عبر تقديم الطعام الساخن لهم يومياً.

 

وبحسب وسائل إعلام بولندية، قضى 11 مهاجراً على الأقلّ منذ بدء أزمة المهاجرين هذا الصيف. وهذا الأسبوع بدأت بيلاروس إخلاء مخيّم يقطنه آلاف الرجال والنساء والأطفال معظمهم من الشرق الأوسط.

 

إلا أن جهاز حرس الحدود البولندي لا يزال يبلّغ عن محاولات جديدة للعبور.

 

ويتّهم الغرب بيلاروس بافتعال الأزمة عبر استقدام مهاجرين إلى حدود الاتحاد الأوروبي، انتقاماً من العقوبات الغربية التي فُرضت على النظام البيلاروسي بعد قمعه حركة معارضة.

 

وما إن يصل المهاجرون إلى الحدود حتى يجدوا أنفسهم عالقين بين بولندا التي ترفض إدخالهم وقوات الأمن البيلاروسية التي تمنعهم من العودة أدراجهم.

 

وأمس السبت، أكدت الخارجية اليمنية خروج ثمانية من مواطنيها المهاجرين بينهم امرأتان وطفل من الحدود البولندية البيلاروسية، بعد احتجازهم لعدة أشهر على خلفية رفص الدولة الأوروبية عبورهم إلى أراضيها نتيجة ترحيل السلطات البيلاروسية لهم.

 

وعاش العالقون اليمنيون وجاليات آخري في هذه المنطقة أوضاع قاسية، حيث افتقروا للغذاء والاغطية والملابس الشتوية مع انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، فيما بدأت معاناتهم على خلفية ترحيلهم من بيلاروسية، قبل رفض بولندا من عبورهم، حيث بقوا عالقين منذ أشهر في المنطقة المحفوفة بالمخاطر.


التعليقات