راجح بادي: أطراف تعرقل تنفيذ اتفاق الرياض ومفاوضات مسقط فشلت
- متابعة خاصة الإثنين, 07 مارس, 2022 - 07:36 مساءً
راجح بادي: أطراف تعرقل تنفيذ اتفاق الرياض ومفاوضات مسقط فشلت

[ راجح بادي سفير اليمن لدى الدوحة ]

قال السفير اليمني لدى الدوحة راجح بادي إن حكومة بلاده  لا تدار من العاصمة السعودية الرياض وليس هناك خطوط حمراء بالنسبة لتحرير العاصمة صنعاء.

 

وأضاف بادي في حوار أجراه مع "الجزيرة نت" أن الحرب فرضتها جماعة الحوثي التي انقلبت على سلطة شرعية منتخبة، وانقلبت على مخرجات الحوار الوطني الذي شاركت فيه، وانقلبت على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي تمت برعاية أممية، فهم السبب الرئيسي لهذه الحرب، مشيرا إلى أنه وبعد 7 سنوات من الحرب، اتضح أن الحوثي أداة لبعض الدول في المنطقة.

 

وتحدث بادي عن أفق الحرب اليمنية وأسباب استمرارها لأكثر من 7 سنوات، وعن مصير المفاوضات مع الحوثيين، وحقيقة إدارة الحكومة للبلاد من العاصمة السعودية الرياض وما يطلق عليها من قبل مراقبين "حكومة الفنادق" وأمور أخرى.

 

وقال "قبل 7 سنوات، كان الحوثي موجودا في قصر المعاشيق بالعاصمة المؤقتة عدن، أما الآن فهناك مساحات شاسعة من المحافظات اليمنية محررة، ونحن نقول إن هذه الحرب دفع اليمنيون فيها فاتورة باهظة؛ وللأسف، السبب في ذلك هو التسلط الحوثي، فجهود 3 مبعوثين أممين باءت بالفشل، والكل يتابع ما يقوله هؤلاء المبعوثون عندما تنتهي مهامهم ومن هو الطرف الذي يتسبب في استمرار الحرب".

 

وبشأن  الاستراتيجية التي تخوض بها الحكومة ومن ورائها التحالف هذه الحرب، في ظل خطوط حمراء على تحرير صنعاء وبعض المناطق مثل تعز وغيرها يقول بادي "لا خطوط حمراء بالنسبة للحكومة الشرعية، فنحن نخوض معركة تحرر وطني ضد مشروع استعبادي بغلاف ديني، فاليمنيون ما زالت ذاكرتهم حية تجاه المشروع الإمامي الذي قامت ثورة سبتمبر/أيلول 1962 ضده، والتي كانت بدعم من أشقائنا العرب، خاصة جمهورية مصر.

 

وتابع "هذا المشروع الذي حاربه اليمنيون وجد الآن دعما إقليميا جعله يتقوى ويتغول ويطيل أمد الحرب، ونحن بوصفنا حكومة شرعية لا نريد لبلدنا أن يصبح ساحة صراع، لكن الحوثيين لم يغلّبوا المصلحة الوطنية وصوت العقل ولا صوت الحوار.

 

وفي سياق رده على التساؤل أن الحرب أصبحت عبثية في نظر كثير من المراقبين؛  قال بادي " أنا لا أقول إن سير المعارك أصبح طبيعيا، لكن هناك تدخلات إقليمية أدت إلى إطالة أمد الحرب، هناك حسابات ومصالح لبعض القوى والدول التي أرادت تصفية حساباتها في اليمن. لكني أؤكد لك أن اليمنيين جميعهم مقتنعون أن هذه حرب تحرر وطني، ومثل هذه الحروب لا تنتهي سريعا".

 

وأردف سفير اليمن لدى الدوحة "نحن ندافع عن ثوابتنا الوطنية، ندافع عن الجمهورية وعن الحرية والديمقراطية، وفي الوقت نفسه نقدم التنازلات تلو الأخرى في المسار السياسي، وقد خضنا أكثر من جولة مفاوضات في الكويت وجنيف وبيل. وقدمنا كل التنازلات، لكن الطرف الآخر هو الذي لا يمتلك قراره بيده، ويبدو أن الداعم لهذا الطرف لم يقتنع بعد بإنهاء الحرب والتوصل لتوافق سياسي.

 

وعن المفاوضات، والتحركات دبلوماسية الأخيرة في العاصمة العمانية مسقط، افاد بادي أن كل التحركات كانت نتيجتها صفر، بسبب تعنت الحوثيين، وقد ذهبت وفود إلى صنعاء واصطدمت بتعنتهم أيضا.

 

واستدرك بادي قائلا: "الحوثي يقدم نفسه على أنه الطرف الذي يحق له الحكم لأنه يمتلك القوة والسلاح، هو لا يريد أن يخضع للعملية الديمقراطية التي بدأت منذ أن تأسست الوحدة اليمنية عام 1990 واستمرت وإن بشكل نسبي، وكان الشعب اليمني هو من ينتخب سلطته، لكن الحوثي يريد للبندقية أن تختار السلطة".

 

وأشار إلى أنه بسبب التدخلات الإقليمية، أصبح الملف اليمني يطرح على طاولة المفاوضات في عدد من القضايا سواء قضية النووي الإيراني أو الملف السوري أو غيرهما، أما نحن -الحكومة والسلطة الشرعية- نؤكد أن الحرب فُرضت علينا، وإذا زالت الأسباب التي أدت إلى قيام هذه الحرب، فنحن مستعدون أن نوقفها مباشرة.

 

وأكد بادي أنه لا يمكن لأي دولة في العالم أن تعترف بشريعة مليشيا مسلحة، الآن وبعد 7 سنوات من سيطرتها على العاصمة التاريخية والسياسية صنعاء لم يعترف بها أحد، لأن الاعتراف بسلطة أي مليشيا سيفتح باب الفوضى في العالم.

 

وبشأن إزالة واشنطن للحوثيين من قائمة الإرهاب يتابع بادي "واشنطن داعم رئيسي للشرعية، كانت هناك حسابات للإدارة الأميركية الجديدة، ربما تريد أن ترسل رسالة تشجيع للحوثيين حتى يتجهوا إلى الحوار، خاصة أن الرئيس جو بايدن أول رئيس أميركي يكلف مندوب خاص للملف اليمني، لكن حتى الآن وبعد أكثر من سنة يرفض الحوثيون الالتقاء بهذا المبعوث الأميركي".

 

وذكر أن الحوثيين فهموا هذه الرسالة بشكل خاطئ وصعدوا من عدوانهم في مأرب وشبوة والحديدة، لذا سمعنا أن الإدارة الأميركية تسعى لمراجعة قرارها وتعمل على إعادة تصنيفهم جماعة إرهابية.

 

وأضاف "إذا توصلت الدول الكبرى لاتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي، قد يتم التعامل معهم بشكل آخر أو في مسار آخر، لكن لن يتم الاعتراف بسلطة جماعة مسلحة".

 

وعن دور الدوحة في تقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية يقول بادي "قطر دولة محورية ومهمة في المنطقة، ولديها سياسة خارجية ناجحة، وقد نجحت في أكثر من ملف، والعلاقات اليمنية القطرية علاقات تاريخية، ومنذ قيام الوحدة اليمنية عام 1990، وهي تقف إلى جانب وحدة الأراضي اليمنية واستقرار البلاد، كما أنها تحظى باحترام واسع من قبل أبناء الشعب اليمني والقيادة اليمنية أيضا.

 

وقال "لا صحة لما يطلق عليها "حكومة الفنادق" في الرياض، فالحكومة موجودة في عدن رغم أن ذلك قد لا يرضي أو يشكل تهديدا لمصالح أطراف محلية وغير محلية، وقرار الوجود في عدن قرار لا رجعة عنه بالنسبة للشرعية".

 

ويرى أن عودة الرئيس ونائبه إلى داخل اليمن في الوقت الحالي تحفهما مخاطر أمنية.

 

وحول استعادة الحكومة نفوذها في ظل الانقسامات أجزاء بيد الحوثيين وأجزاء أخرى بيد قوات لا تدين لها بالولاء، كما في مناطق الساحل -التي تتحكم فيها قوات العمالقة- ومناطق في الجنوب -يديرها المجلس الانتقالي الجنوبي-  يضيف بادي "الحكومة تدير كل هذه التناقضات، بقاء الحكومة في عدن هو لإيجاد حلول لكل هذه التناقضات وتوحيد هذه الفسيفساء. واتفاق الرياض هو لإيجاد حلول لكل هذه القضايا التي طرحتها، وأنا أقول إن اتفاق الرياض لا بد أن ينفذ بشكل كامل وكمنظومة متكاملة عسكريا وسياسيا".

 

وعن الطرف المعرقل لاتفاق الرياض يشير بادي إلى أن هناك حسابات لدى بعض الأطراف المحلية والإقليمية، فعندما توجد دولة حقيقية في المناطق المحررة من اليمن وتفعّل أجهزة الدولة وأجهزة الرقابة والشرطة والمحاكم، فإن كل ذلك لا يصب في مصلحة بعض الأطراف التي تستشعر أن ذلك يهدد مشاريعها المحلية الصغيرة أو مشاريعها الكبيرة على مستوى المنطقة.

 

وأكد أن "هناك أطراف"، وليس طرف، لا تسعى لتنفيذ اتفاق الرياض، لكن اليمنيين لديهم من الفطنة والذكاء ما يجعلهم يعرفون من هي تلك الأطراف.

 

 


التعليقات