«لواء العمالقة» مكلف بتأمين صنعاء و جهود خليجية أممية لاستئناف مشاورات الكويت
- البيان الإماراتية الاربعاء, 04 مايو, 2016 - 12:22 مساءً
«لواء العمالقة» مكلف بتأمين صنعاء و جهود خليجية أممية لاستئناف مشاورات الكويت

تمسك وفد الشرعية اليمنية بشروطه الأربعة مقابل العودة إلى مشاورات الكويت مع الانقلابيين برعاية الأمم المتحدة، في وقت تكشفت فصول من أسباب استهداف المتمردين لواء العمالقة، حيث تبين أن هناك اتفاقاً غير معلن برعاية الأمم المتحدة بأن يتولى اللواء تأمين العاصمة صنعاء بعد عودة الشرعية إليها، وكذلك تسلم أسلحة الانقلابيين.
 
ومع تصاعد الأزمة استنجد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ بالأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني لإنقاذ المحادثات، في وقت ينهمك ولد الشيخ في بلورة إطار استراتيجي يبني على القواسم المشتركة بين الطرفين.
 
وأكدت مصادر بالوفد الحكومي لمشاورات الكويت تمسك الوفد بشروطه لإنهاء تعليقه للمشاورات والمتمثلة في عودة الوضع في لواء العمالقة لما كان عليه قبل اقتحامه وبإشراف أممي، وإعلان الوفد الانقلابي لموقفه من تصريحات الرئيس المخلوع على صالح، وتوفير ضمانات دولية لوقف كافة الخروقات في مختلف الجبهات وإطلاق سراح المختطفين لدى الميليشيات.
 
وأشارت المصادر أن الوفد الحكومي طلب من مبعوث الأمم المتحدة وسفراء دول الـ18 إيفاد مراقبين دوليين لمعسكر »اللواء 29 ميكا« (العمالقة) ومحافظة تعز.
 
مساعي الزياني
 
في الأثناء، بدأ الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مهمة مساع حميدة لإنقاذ محادثات السلام اليمنية الجارية في الكويت من الانهيار بعد تعليق وفد الحكومة المشاركة بسبب الخروقات التي ارتكبها الانقلابيون.
 
وقال مصادر في وفد الحكومة الشرعية لـ»البيان« ان اللقاءات الانفرادية مع المبعوث الأممي استمرت ولكنها في المجمل ركزت على الخروقات الكبيرة التي ارتكبها الانقلابيون في معسكر قوات العمالقة في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، حيث جدد الوفد التمسك بموقفه الرافض لاستئناف المحادثات مالك يتم إعادة الوضع في المعسكر إلى ما كان عليه.
 
وقال ولد الشيخ إنه التقى بأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني في الكويت وتناقش معه حول المستجدات المتعلقة بالمشاورات. وأشار في تغريدة له على »تويتر« أنه يعول على دعم الزياني لجهود الأمم المتحدة في سبيل إنجاح المشاورات وعودة طرفي الشرعية والانقلاب إلى طاولة المشاورات مجدداً.
 
وأكد ولد الشيخ في تغريداته بأن اللقاء الذي جمعه بالزياني ناقش اقتراحات لم يكشف عنها لتقريب وجهات النظر والمساهمة في إيجاد حل سريع لقضية لواء العمالقة. وأضاف بأنه اجتمع أيضا مع وفد الحكومة اليمنية ووفد الانقلابيين وشخصيات دبلوماسية وسياسية حول بلورة إطار استراتيجي يجمع طروحات الوفدين.
 
وفي تقريره اليومي حول سير المفاوضات قال ولد الشيخ إن الإطار العام الذي وضعته الأمم المتحدة يبني على القواسم المشتركة ويحضر لمسار سياسي استراتيجي شامل يؤمن للمواطنين استقرارا أمنيا وسياسيا.
 
وأضاف: »نحن نعمل حاليا على مناقشته من خلال اجتماعات ثنائية مع الأطراف حتى نحدد أولوياتهم ونبني على القواسم المشتركة«.
 
قضية لواء العمالقة
 
وحسب هذه المصادر التي طلب عدم نشر اسمها بسبب القواعد التي وضعتها الأمم المتحدة للمفاوضين فإن الدول الراعية للتسوية والحكومة الشرعية كانا متفقين على ان تتولى قوات العمالقة التي ظلت بعيدا عن المواجهات مهمة استلام الأسلحة الثقيلة التي نهبها الانقلابيون من معسكرات الجيش، كما كان يخطط لهذه القوات ان تتولى تأمين العاصمة في حال نجحت المفاوضات وعادة الحكومة لممارسة مهامها من هناك.
 
ورأت المصادر أن اقتحام اللواء من قبل الانقلابيين مستغلين الهدنة ونهب أسلحته وقتل وطرد منتسبيه مؤشر واضح على نية هؤلاء للتلاعب بموضوع تسليم الأسلحة والمعسكرات وتأمين العاصمة إذ إنهم كانوا يرفضون تسليم تلك للحكومة الشرعية بحجة أنهم في حالة حزب معها وإن استهداف لواء العمالقة من شأنه أن ينهي وجود »قوات محايدة« تتولى المهام العسكرية التي نص عليه جدول أعمال المحادثات.
 
النقاط الخمس
 
يضم جدول أعمال المشاورات خمس نقاط تستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2216، وتنص بالترتيب على: انسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن التي سيطرت عليها منذ الربع الأخير من العام 2014 وبينها العاصمة صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، واستعادة مؤسسات الدولة، ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى، والبحث في خطوات استئناف العملية السياسية.
 
السكوت عن الخروقات يوفر مظلة آمنة للتمرد
 
مع بداية محادثات الكويت كان وفد الشرعية يدرك أهداف الانقلابين من المطالبة بوقف تحليق طائرات التحالف في الأجواء اليمنية، لأن ذلك يحول دون قيام هؤلاء بنقل أو تحريك أسلحة أو أي نشاط عسكري، ومع هذا قبل المضي في المحادثات مع وقف كامل للغارات الجوية، استناداً إلى الوعود التي قطعها الانقلابيون لأمير دولة الكويت قبل أن يتضح غدرهم.
 
طوال الأيام الماضية واصل الطرف الانقلابي حشد مقاتليه نحو مدينة تعز، واستمر بقصف الأحياء السكنية، وإغلاق المنافذ المؤدية إلى المدينة، واستهدف مواقع الجيش والمقاومة وعجزت لجنة التهدئة العسكرية عن إيقاف تلك الخروقات، التي امتدت إلى محافظتي الجوف وصنعاء، وتسببت في مقتل العشرات من أفراد الجيش والمقاومة قبل أن تتوج باقتحام معسكر العمالقة.
 
مغامرات جديدة
 
واستناداً لرؤية الفريق الحكومي فإن المضي في المحادثات مع استمرار خروقات الانقلابين يوفر مظلة آمنة لهؤلاء في تحقيق مكاسب على الأرض، ويهدد المناطق المحررة ويفتح الباب أمام مغامرات جديدة سواء بنقل صواريخ يعتقد أنها ما زالت مخبأة أو دبابات وعربات مدرعة لمهاجمة المناطق، التي طردوا منها على يد قوات الجيش الوطني والمقاومة.
 
وفي انتظار نتائج اللقاءات المكثفة التي سيجريها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، وسفراء مجموعة الـ 18 الراعية للتسوية في اليمن من أجل وضع حد لتلك الخروقات ومعالجة عملية السيطرة على معسكر العمالقة. تمر محادثات السلام اليمنية بأصعب مراحلها، مستندة إلى تجارب عديدة من عدم التزام الانقلابيين بأي اتفاقات أبرمت معهم، وتاريخ من الغدر يجعل مهمة المبعوث الدولي معقدة ومتشعبة.
 


التعليقات