اليمن: الانعكاسات المتوقعة من زيارة بايدن إلى السعودية على مستقبل الحرب والسلام
- القدس العربي - خالد الحمادي الأحد, 17 يوليو, 2022 - 11:56 صباحاً
اليمن: الانعكاسات المتوقعة من زيارة بايدن إلى السعودية على مستقبل الحرب والسلام

يتوقع الكثير من اليمنيين أن تلعب زيارة بايدن إلى السعودية دورا مهما في حلحلة الأزمة اليمنية والدفع بها خطوات عملية بعد تعثر كافة الجهود الأممية لإحلال السلام في البلاد.

 

تعز ـ «القدس العربي»: يعقد الكثير من اليمنيين آمالا عريضة على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية وعقده قمة هناك تعد الأولى من نوعها مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، والتي يتوقع أن تكون الحرب في اليمن ضمن المحاور الرئيسية في أجندة هذه الزيارة، على ضوء المؤشرات والتصريحات الأمريكية مؤخرا.

 

ويرجع العديد من السياسيين اليمنيين أسباب هذا الأمل الكبير في الشارع من هذه الزيارة الأمريكية يرجع إلى اعتقادهم بأن مفتاح حل الأزمة اليمنية ووقف الحرب يقع في يد الأمريكيين، أكثر منه في يد اللاعبين الإقليميين، وبالتالي يطمحون في ان تكون هذه الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية بادرة خير نحو وضع حد لاستمرار الحرب في اليمن وكبح جماح المأساة الإنسانية فيه التي تعد الأكبر في العالم على حد توصيف الأمم المتحدة.

 

وتزداد وتيرة هذه الآمال والتطلعات اليمنية من هذه الزيارة الأمريكية للسعودية مع انعقاد القمة الأمريكية العربية في جدة، التي ضمت كافة الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بشكل مباشر بالأزمة اليمنية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية بالإضافة إلى الفاعل الرئيس وهو الولايات المتحدة الأمريكية.

 

ويرى المحلل السياسي اليمني الدكتور عبدالقادر الجنيد ان فحوى زيارة بايدن للسعودية تهدف إلى إعادة ضبط العلاقة بين السعودية وأمريكا وأن لقاء الرئيس بايدن مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعد أهم حدث في هذه الزيارة.

 

وأوضح أن «أمريكا مصممة على أن توقف السعودية حرب اليمن بأي ثمن حتى لو ضاع اليمن بين الحوثي وإيران وهذا يقلق اليمنيين بشدة». مشيرا إلى أن السعودية تواجه توسع إيران سياسيا وعسكريا في اليمن وأمريكا تريد حلا دبلوماسيا، وهذا لا ينفع، على الرغم من تعرض السعودية لهجمات صواريخ ومسيرات إيرانية، بالإضافة إلى أن أمريكا تريد زيادة ضخ بترول سعودي والتخلص من تنسيق السعودية النفطي مع روسيا في «أوبك +».

 

وعلى الرغم من تداخل المصالح بشأن الحرب في اليمن بين القوى الإقليمية والدولية وتقاطعها مع المصالح اليمنية، يرى الكاتب والباحث البريطاني جوناثان فينتون-هارفي في تقرير له بموقع مركز «المخا للدراسات الاستراتيجية» اليمني ان زيارة بايدن للسعودية «تهدف إلى معالجة مسألة التعاون الأمني في الشرق الأوسط، مثل مواجهة التهديدات وتوسيع إيران». موضحا انه مع «استمرار إيران في دعم المتمردين الحوثيين في اليمن، وتعميق الشراكة بين طهران والحوثيين طوال الحرب، قد يسعى بايدن إلى تهدئة مخاوف الرياض الأمنية إلى حد ما، وهذا بدوره يمكن أن يعمق الشراكة الأمنية بين الرياض وواشنطن».

 

وأشار إلى انه في المقابل كانت واشنطن قد شطبت ميليشيا الحوثي في اليمن من قائمة المنظمات الإرهابية، وحرمت الرياض من الحصول على ذخيرة دقيقة لمواجهة الهجمات الصاروخية المستمرة من قبل الحوثيين، والتي اعتبرتها الولايات المتحدة «أسلحة هجومية». وقال إن «هذا يعني أن الرياض قد تظل حذرة بشأن تكرار دعم واشنطن ما قد يعني أن الخلافات حول مواجهة إيران قد تستمر بعد الاجتماع» السعودي الأمريكي في جدة.

من جانبه ذكر المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، أنه يخشى أن يكون اليمن قد أصبح خارج الحسابات الدولية، وأعرب عن أمله في أن تكون زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية فرصة لمناقشة الوضع في اليمن.

 

وقال ليندركينغ في تصريح لقناة «سي ان ان» الأمريكية «أعتقد أن السعوديين والولايات المتحدة والشركاء الإقليميين الآخرين، لعبوا دورا بارزًا في جعلنا نصل إلى هذه النقطة، لذلك أعتقد أنها لحظة عظيمة كي يبرز موضوع اليمن بين هذه المجموعة في رحلة الرئيس».

 

وأضاف «أعتقد أنها أثرت بشكل ملحوظ على الأرض، وأن اليمنيين يشعرون بذلك، عندما يكون هناك وقود أكثر في الأسواق يمكن للمستشفيات أن تعمل، ولشبكات النقل أن تشتغل، وللمطاحن أن تنتج طعامًا، لكن لا يزال الطريق طويلًا، هذا ليس سلامًا في اليمن، لم نصل إلى هنا بعد، لا تزال هناك العديد من القرارات الصعبة التي يجب اتخاذها».

 

وعلى ضوء المعطيات والتصريحات الأمريكية يتوقع الكثير من اليمنيين أن تلعب زيارة بايدن إلى السعودية دورا مهما في حلحلة الأزمة اليمنية ولو قليلا، والدفع بها نحو خطوات عملية على الأرض بعد تعثر كافة الجهود الاممية لإحلال السلام في اليمن. ويعتقدون انه إذا لم تلعب هذه الزيارة دورا مهما في وضع جهود إحلال السلام باليمن في مسارها العملي فإنه لن تكون هناك أي فرصة أخرى أفضل منها على المدى المنظور.


التعليقات