تعرضتَ للابتزاز ماذا تفعل؟ مختص في مجال الأمن الرقمي يعطيك النصائح
- عصام القفاز الإثنين, 25 يوليو, 2022 - 05:24 مساءً
تعرضتَ للابتزاز ماذا تفعل؟ مختص في مجال الأمن الرقمي يعطيك النصائح

[ القرصنة انتشرت بشكل واسع مع التطور في وسائل التكنولوجيا - الصورة من بي بي سي ]

إن التعامل مع الابتزاز الإلكتروني، أو كيفية التعامل مع المبتز من الأمور التي تهم الجميع، خاصة أولئك الذين تعرضوا بالفعل للابتزاز الإلكتروني، إما مالياً أو جنسياً، فهو بين نارين، نار الاستسلام للشخص المبتز، ونار عدم معرفة الخلاص من هذا الابتزاز، وفيما يلي نتحدث عن طريقة التعامل مع المبتز:

 

1- عدم التواصل نهائياً مع الشخص المبتز، فإذا كنت تتساءل دوماً عن كيفية التعامل مع المبتزين، فإن تلك هي الخطوة الأولى الهامة في كيفية التعامل مع الابتزاز الالكتروني، وهي قطع التواصل نهائياً، وغلق جميع الطرق التي يمكن للمبتز الدخول منها إليك، حتى لو كنت تتعرض أو تتعرضين للتهديد، فلا مجال للخوف في تلك الحالة، وعليك أن تواجه الابتزاز بشكل حازم وبحسم.

 

2- إغلاق جميع حسابات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني وجميع وسائل الاتصال على الإنترنت، كما يجب إغلاق الهاتف نهائياً حتى لا يستطيع الشخص المبتز الوصول إليك.

 

3- "لا تفزع" وقم بإخبار الأشخاص القريبين منك بما حدث لك من المبتز، سواء أكان هؤلاء الأشخاص أصدقاء قريبون أو حتى التواصل مع الأهل، وتعتبر هذه هي الخطوة الأهم ولا تخاف مهما حدث، قدر الأهل ألطف بكثير من قدر المبتز، وحاول إخبار أقرب الناس إليك (أخوك- أختك- والدك- عمك- خالك) اذهب الى أحن شخص في العائلة، وسيتصرف ويساعدك بإيصال الموضوع الى باقي أهلك دون مشاكل.

 

فلا تخجل من كونك خضعت للابتزاز، وفي حالة الفتيات فمن الأفضل إخبار الأهل أنكِ تتعرضين للابتزاز ولا تتأخرين في رد الفعل، فهذه الخطوة هامة، وتسد العديد من الأبواب في وجه المبتز، الذي في الأغلب استغل ضعف المبتَزين خاصة في حالة الفتيات والنساء.

 

4- في حالة بداية الابتزاز الإلكتروني يجب عليك عدم الخضوع للمبتَز، حتى لو كان التهديد مباشراً لك، بالفضيحة أمام عائلتك وأسرتك، فهذا أفضل على كل حال من الاجترار لعملية الابتزاز، والدخول في تفاصيل وعواقب لا حصر لها قد تحدث لمجرد الخوف والخضوع للشخص المبتز.

 

5- إن من أهم الأمور الواجبة في طرق التعامل مع المبتزين هو عدم تصديقهم على الإطلاق، فقد يكون المبتَز مضطراً لتصديق المجرم من أجل اتقاء شره، وهذا التصديق يجلب معه مزيد من صور الابتزاز المالي والجنسي وغيرها، بمعنى أنه في حال قمت بإرسال مبلغ مالي له مثلا بعد وعوده بحذف الصور أو المقاطع، لن يقوم بحذف الصور والمقاطع لأنهم دجالون، وليس لديهم قيم ولا أخلاق يمكن الوثوق بها، وسيقوم بابتزازك مرة أخرى حتى تصل إلى طريق مسدود ولا استبعد تفكيرك بالانتحار.

 

6- لو كنت تعرف أية معلومات عن الشخص المبتز فهذا أمر في غاية الأهمية، لأن كل معلومة في تلك الحالة في صالحك، خاصة في حالة اتخاذ قرارك بإبلاغ الشرطة.

 

7- حاول ألا تتبع الشخص المبتز إلا في حالة إذا كنت واعياً بالأدوات التكنولوجية أو محترفاً في أمور التتبع الإلكتروني، أما في حالة كونك شخصاً عادياً لا تعرف مثل هذه الأمور حاول ألا تقوم بالمحاولة وتطلب مساعدة الشرطة أو المتخصصين في التتبع ومواجهة المبتزين ومكافحة الابتزاز الالكتروني.

 

8- في حالة الابتزاز المالي، لا تقم بمجاراة الشخص المبتز وترسل إليه المال، لأن هذا ببساطة لن يحميك من الابتزاز، بل سيطلب الشخص المبتز المزيد من المال، لذلك أوقف هذا على الفور.

 

9- في حالة الابتزاز الجنسي خاصة للفتيات والسيدات، فإن الانجرار في التعامل مع المبتز سيجلب المزيد من الاستغلال، لذلك في حالة الوقوع في فخ الاستغلال الجنسي والابتزاز يجب الوقوف من البداية وإبلاغ جهات الاختصاص والأهل بمحاولة الابتزاز وإتباع جميع الأمور التي تحمي الفتاة أو السيدة من هذا الابتزاز.

 

10- إبلاغ الجهات المختصة أمر ضروري من أجل القضاء على هذا الابتزاز، وهناك قضايا عديدة انتهت بسبب تدخل الجهات المتخصصة في حل قضايا الابتزاز التي لديها من الإجراءات لتتبع الشخص المبتز والقبض عليه وحماية ضحايا الاستغلال والابتزاز الجنسي والمالي.

 

11- إذا كان المبتز يراسلك من رقم دولي "سعودي - قطري - إماراتي - عماني - سوري - أردني - مصري .. الخ، قم بالتواصل مع الجهات الحكومية وتبيلغ السفارة الخاصة بالدولة التي يتم ابتزازك منها، لأن لديهم قانون خاص بالجرائم الالكترونية ويتم التعامل معهم بحزم وضبطهم.

 

12- لا تقلق في حال تم نشر صورك على سبيل المثال دون علمك فهذا الأمر لا ذنب لك فيه، لكن قم بالتواصل مع المختصين وسيتم التعامل معهم وتعقبهم والوصول إليهم.. لا تقلق.

 

تدرين يا صديقتي، أي شخص يحاول يبتزك بـصورك أو بفيديو هاتك دائمًا يكون أكثر خوف وجبن ورعب منكِ، هم يحاولون في كل مرة اصطياد ضحاياهم وفق معرفتهم الشخصية بها، مجرد أنكِ قوية ومتزنة بردة فعلك الشجاع الأول، وبمجرد شعوره أو شكه المبدئي بإنك ستبلغين أحد أقاربك أو أي جهة أمنية قريبة سيفقد توازنه الفعلي في الحال ويصاب بجنون داخلي وارتباك يدفعه ليهرب أو ليخفي الأدلة أو يحاول الاعتذار منك ومراضاتك للتنازل.

 

صدقيني، قوتك في اللحظات الاولى من الابتزاز ستحدد مصيرك بعدها، ستحدد نجاتك أو وقوعك في الفخ اللعين، قوتك في ردك الأول على أي شخص يحاول يبتزك سيحدد له ماذا سيفعل معك بعدها، هذه الحقيقة وهدا ما يحدث دائمًا، فقط كوني قوية، القوة نجاة، والخوف يحولك الى ضحية بائسة، الى قصة تعيسة تدمر نفسها بنفسها.

 

*عصام القفاز – مدون ومختص يمني في حماية وأمن معلومات.


التعليقات