أطفال اليمن وسوريا وليبيا.. سوء تغذية وألغام وضحايا تهريب
- DW عربية الاربعاء, 21 سبتمبر, 2022 - 12:10 مساءً
أطفال اليمن وسوريا وليبيا.. سوء تغذية وألغام وضحايا تهريب

[ طفل يعاني من سوء التغذية في اليمن - أرشيف ]

أوضاع الأطفال في المنطقة العربية ليست متساوية بين دول تتوفر على مقومات حياة ذات جودة، وأخرى تعاني من الحروب. الوضع يظهر كارثيا في سوريا واليمن وبدرجة أقل ليبيا. وبمناسبة اليوم العالمي للطفل أعددنا هذا التقرير.

 

تحتفل ألمانيا اليوم 20 سبتمبر/أيلول باليوم العالمي للطفل. يعد هذا اليوم مناسبة للتذكير بوضع الأطفال عبر العالم، ومنهم الأطفال في مناطق الحروب كسوريا واليمن وليبيا، حيث يعاني عدد من الأطفال- بشكل متفاوت- من ظواهر خطيرة تهدد حياتهم.

 

وليست في هذه المناطق وحدها حيث يعاني الأطفال، ففي غزة مثلاً، دمرت أو تعرّضت العديد من المدارس لأضرار بالغة في النزاع المتقطع، ما كان له "آثار مدمرة" وفق تأكيدات اليونسيف، وفي العراق، ورغم انتهاء النزاع، لا تزال آثاره بادية خصوصاً تأخر التحاق مئات الآلاف من الأطفال بالمدارس التي تعاني وضعا صعبا.

 

اليمن.. قصف متكرر للمدارس

 

يشير  تقرير لمنظمة أنقذوا الأطفال، صدر هذا العام، إلى أنه منذ بدء الحرب، تم شن 376 غارة جوية على مؤسسات تعليمية في عموم اليمن، ثلثها في محافظة تعز لوحدها. ورغم كل المناشدات بوقف استهداف هذه المنشآت، إلا أنها بقيت تتعرض للقصف، ما أدى إلى مقتل وجرح الكثير من الأطفال والمعلمين وإلحاق أضرار مادية واسعة، ومعاناة المعلمين من انقطاع مستمر لرواتبهم.

 

ويذكر التقرير بناء على مجموعة حوارات واستطلاعات أعدتها المنظمة في ثمانية محافظات يمنية، أنه بسبب الحرب وهذا الاستهداف، أضحى ما تبقى من المدارس اليمنية يعاني من اكتظاظ غير مسبوق، بلغ 80 تلميذا في القسم الواحد ببعض المدارس، ما يعيق عملية التعليم.

 

ومن أكبر نتائج القصف، التأثير النفسي السلبي على الأطفال، وكذلك الهدر المدرسي الذي يؤدي كثيراً إلى عمالة الأطفال، وإلى تزويجهم، وكذلك تجنيدهم في الحرب.

 

وسبق أن حذرت أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة، من معاناة 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد عام 2021. ويحذر بيان صحفي لهذه المنظمات (الفاو – اليونيسيف- برنامج الأغذية العالمي- منظمة الصحة العالمية)، من تعرض 400 ألف طفل للوفاة بسبب سوء التغذية الحاد الوخيم، خصوصا لارتفاع معدلات الظاهرة في عام 2020.

 

سوريا.. مخلفات الحرب تقتل مئات الأطفال

 

وفي سوريا، يذكر تقرير لليونيسيف، أن 900 طفل قتلوا أو أصيبوا خلال 2021، ما يجعل العدد الإجمالي للضحايا الأطفال من القتلى والجرحى يصل إلى قرابة 13 ألف منذ بدء الحرب في البلد. وأكبر ما يهدد حياة الأطفال في سوريا هي الألغام الأرضية والمتفجرات والذخائر غير المنفجرة، بحوالي ثلث عدد الإصابات والوفيات، أكبر من القصف وتبادل النيران.

 

وفضلا عن القتلى والجرحى، يشير التقرير إلى مخلفات نفسية خطيرة على الأطفال، إذ ظهرت علامات الضيق النفسي ومن ذلك القلق والحزن والتعب واضطرابات النوم المتكررة، كما يشدد على معاناة الأطفال ذوي الإعاقة (عدد منهم أصيبوا بها نتيجة الحرب)، بسبب الظروف المعيشية الصعبة وفقر الأسر وعدم وجود خدمات أساسية.  

 

ومن أكثر الظواهر التي يعاني منها أطفال سوريا، هي سوء التغذية. يتحدث تقرير سابق لمنظمة أنقذوا الأطفال أن برامج التغذية في سوريا بقيت دون دعم كاف.

 

وحسب التقرير فإنّ واحدا على الأقل من كل ثمانية أطفال في سوريا يعاني من التقزم بسبب سوء التغذية، وهناك أطفال يعانون وهو لا يزالون أجنة. فكل واحدة من كل ثلاث نساء حوامل تعاني من فقر الدم ومن نقص مغذيات أخرى ضرورية، والآلاف منهن يعانين كذلك من سوق التغذية.

 

لييبيا.. معاناة خاصة للأطفال اللاجئين

 

تبقى الحرب في ليبيا أقلّ خطورة مما يجري في سوريا واليمن، لكن ذلك لا يعني أن أوضاع الأطفال الليبيين تشبه أوضاع البلدان المستقرة. عام 2021 أكدت الأمم المتحدة مقتل وإصابة 26 طفلاً على الأقل في ليبيا بسبب المتفجرات من مخلفات الحرب.

 

كما ذكرت اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية أن أكثر من ربع مليون طفل معرضون لخطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات، إذ عاش البلد أزمة لقاحات أساسية خلال فترة كوورنا وما رافقها من تعثر كبير للخدمات الصحية.

 

ومن الظواهر التي تنتشر بشكل كبير في ليبيا، هي ظاهرة الهجرة غير النظامية للأطفال عبر البحر الأبيض المتوسط، مع ما يعتريها من خطر الغرق. كثير من الجنسيات ليست ليبية وتعود لبلدان إفريقية أخرى، لكن ذلك لا يقلل من خطورة الظاهرة في البلد الذي تنشر فيه مافيات متعددة لتهريب البشر.

 

عدد من هؤلاء الأطفال يقبعون في مراكز احتجاز اللاجئين والمهاجرين التي تشهد ظروفا مزرية، إذ تؤكد اليونيسف عام 2020 وجود 1100 طفل في هذه المراكز المكتظة من بين حوالي 15 ألف طفل مهاجر ولاجئ محرومون من الخدمات الأساسية، وهم عرضة لسوء المعاملة.

 

توضيح مهم:

 

يعدّ الاحتفاء بالطفل مناسبة خاصة في ألمانيا، إذ يوجد هذا اليوم مرتين في البلاد. هناك أولا اليوم العالمي للطفل، الذي اختير له يوم 20 سبتمبر/أيلول، وهو الموعد نفسه في سويسرا والنمسا، لكنه لا يتوافق مع اليوم الذي اختارته الأمم المتحدة والمحدد في يوم 20 نوفمبر/تشرين الأول، بما أن الكثير من دول العالم اختارت يوما خاصا لها للطفل.

 

وهناك يوم آخر محدد يوم الأول من يونيو/حزيران من كل عام، وتعود جذوره لـ'يوم الطفل' الذي أقرته الدول الشيوعية سابقا منذ عام 1950 وكان يحتفى به في ألمانيا الشرقية.

 

ورغم توحيد ألمانيا لا تزال بعض الولايات الشرقية تحتفي به خصوصا مع تجذره في الثقافة المحلية لعقود، كما لا تزال دول عديدة عبر العالم تحتفي به أيضا في هذا التاريخ.


التعليقات