منظمة حقوقية: انقلاب الحوثيين أنهى حلم اليمنيين بدولة ديمقراطية
- متابعة خاصة الاربعاء, 21 سبتمبر, 2022 - 04:00 مساءً
منظمة حقوقية: انقلاب الحوثيين أنهى حلم اليمنيين بدولة ديمقراطية

[ مليشيا الحوثي - ارشيفية ]

قالت منظمة سام للحقوق والحريات إن استيلاء جماعة الحوثي على مؤسسات الدولة وشهوتهم للتفرد بالسلطة باعتبارها حق إلهي حسب زعمهم، تسبب بأسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم، وساقت اليمن إلى طريق مأساة حقيقية تهدد بتفككه وباتت أراضيها تتنازعها الأطراف المحلية والإقليمية.

 

وأضافت المنظمة التي تتخذ (جنيف) مقرا لها في بيان بالتزامن مع الذكرى الثامنة للانقلاب، أن انقلاب جماعة الحوثي على مؤسسات ومكونات الدولة في 21 من سبتمبر 2014 فتح باب الشرور على مصراعيه وأغرق البلاد في حالة من الفوضى وانعدام الأمن والتنكر للحقوق وانتهاك حقوق الأفراد بشكل خطير وغير مسبوق في التاريخ الحديث.

 

وتابعت"إن الانقلاب على إرادة الشعب ومؤسسات الدولة هو الجريمة الكبرى التي تتحمل جماعة الحوثي مسؤوليتها التاريخية والقانونية إلى جانب الكثير من الانتهاكات والممارسات التي نتجت عنها، والتي أدت بعد 8 سنوات إلى تبديد حلم اليمنيين بدولة ديمقراطية تحمي لهم حقوقهم وتحفظ كرامتهم وتلبي تطلعاتهم".

  

وأكدت "سام" توثيقها مقتل وإصابة آلاف المدنيين بسبب القذائف والصواريخ الحوثية، إضافة للقصف العشوائي، والاستخدام العشوائي للألغام الأرضية، حيث بلغ عدد الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي أكثر من 2 مليون لغم تم تفجير 700 ألف منها بدون خرائط.

 

ولفتت إلى أن الجرائم والانتهاكات الحوثية التي أدت إلى تمزّق النسيج المجتمعي، مع تقييد حرية التعبير والاحتجاج السلمي وحرية التنقل بشكل متزايد (...)، ونهب ومصادرة أكثر من 3000 منزل وشركة تحت مسمي الحارس القضائي في العاصمة صنعاء، وتفجير 950 منزلا ومؤسسة لأشخاص دون أي مبرر إلا أنهم على خلاف سياسي وعقائدي مع تلك الجماعة.

 

وقالت إن جماعة الحوثي تتصدر قائمة مرتكبي الانتهاكات في البلاد، إذ تستهدف مليشيات الحوثي المدنيين في كثير من المحافظات وفرضت حصاراً مخالفًا للقانون على العديد من المدن والمحافظات اليمنية حتى اليوم، كما يوجد في سجونها حتى اليوم ما لا يقل عن سبعة آلاف معتقل ومخفي قسراً، يعانون ظروفاً صعبة في المعتقلات جراء التعذيب.

 

ولفتت المنظمة إلى استخدام الحوثيين للقضاء في تصفية حساباتها مع الخصوم السياسيين، عبر محاكمات غير قانونية، حيث أصدرت المحاكم التابعة لجماعة الحوثي أكثر من 300 حكم إعدام ضد خصوم سياسيين إضافة لأحكام مصادرة الأموال والممتلكات.

 

ولفتت "سام" إلى أنه ومنذ اندلاع النزاع الحالي في مارس/آذار 2015، اختفى واحتُجز عشرات الأشخاص – من بينهم الصحفيون والأكاديميون وأعضاء الديانة البهائية – بسبب نشاطهم في مجال حقوق الإنسان أو انتمائهم السياسي ومعتقداتهم النابعة من ضميرهم بصورة أساسية.

 

وأضافت أن انتهاكات الحوثي امتدت لتطال مئات الصحفيين والنشطاء حيث وثقت "سام" ارتكاب المليشيات أكثر من 1000 انتهاك خلال خمس سنوات بما فيها قتل أكثر من 30 صحفيا، واختطافها عشرات الصحفيين والحكم عليهم بالإعدام من بينهم 4 صحفيون تهدد المليشيا بإعدامهم حسب تصريحات نشرتها خلال شهر مارس/آذار من عام 2021.

 

وفيما يتعلق بالمرأة، قالت المنظمة إن آلاف النساء اليمنيات يعانين من المعاناة بسبب التضييق الذي تفرضه بعض الجماعات المسلحة لا سيما جماعة الحوثي، وفي مقدمتها حرمانهن من الحق في الحياة والعيش الكريم ومضاعفة أعبائهن الأسرية، مشيرة إلى أن مليشيات الحوثي قد ارتكبت انتهاكات ممنهجة بحق النساء من بينها الاعتقال القسري لأكثر من 3600 امرأة والتعذيب الذي طال نحو 200 من النساء الموزعين على معتقلات الحوثي.

 

ووثقت المنظمة الحقوقية قيام جماعة الحوثي بتجنيد إجباري لأكثر من 10 آلاف مقاتل من الأطفال دون أي اعتبار للحماية القانونية وللاتفاقيات الدولية ذات الصلة التي توفر للأطفال الحماية والرعاية الكاملة.

 

ورصدت "سام" تصاعد خطاب الكراهية الذي تستخدمه جماعة الحوثي طوال السنوات الماضية حيث تعتمد على خطاب ديني يحمل معاني القتل والاعتداء في عملياتها وهجومها العسكري على العديد من الأحياء المدنية، والتي تظهر جليًا أثناء استعداد قوات الحوثي للهجوم على المدن والقرى، حيث وثقت المنظمة في أكثر من مناسبة تصاعدا للهجة التهديد والتوعد بالقتل الذي يعكس العقلية الإجرامية لتلك الجماعة باستخدام القوة المفرطة وأعمال العنف غير المبررة تجاه المدنيين في عملياتها العسكرية مستغلة الخطاب الديني والتحريضي على المدنيين.

 


التعليقات