ثورة سبتمبر في ذكراها الـ60.. غياب رسمي وتجاهل حوثي وسط زخم شعبي واسع
- خاص الإثنين, 26 سبتمبر, 2022 - 08:44 مساءً
ثورة سبتمبر في ذكراها الـ60.. غياب رسمي وتجاهل حوثي وسط زخم شعبي واسع

[ عرض عسكري في مأرب بمناسبة الذكرى الـ60 لثورة 26 سبتمبر في مأرب ]

في ذكراها الستين احتفل اليمنيون بثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962، التي اندلعت ضد نظام حكم الإمامة، في ظل تحديات وجودية تهدد الثورة منذ سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء قبل ثماني سنوات، وسط غياب للاحتفاء الرسمي.

 

بشكل ملفت وحضورا كبيرا على خلافات الأعوام السابقة ابتهج اليمنيون هذا العام خاصة مناطق سيطرة الحوثيين، الأمر الذي يكشف مدى روح وقيم الثورة الراسخين في وجدانهم، في ظل تعمد جماعة الحوثي منذ سيطرتها على صنعاء ومساعيها على افراغ الثورة من أهدافها وقيمها لدى اليمنيين أملا بالعودة إلى عهد الإمامة الكهنوتي البغيض.

 

واندلعت الثورة اليمنية في 1962 في المحافظات الشمالية ضد نظام الإمامة، الذي اتسم بالاستبداد والقمع والتخلف ويطلق عليه اليمنيين "الكهنوت"، واستطاعت الثورة فتح آفاق الحرية والمواطنة، وأعلنت الجمهورية.

 

هذا العام احتفى اليمنيون بالذكرى بشكل مختلف حيث تداول ناشطون على وسائل التواصل فيديوهات لاحتفالات مواطنين في بعض أحياء المدن والأرياف اليمنية بشكل تلقائي وغير منظم، ما أعطى زخماً شعبياً أوسع في ظل التهديدات الكبيرة التي تحدق بما حققته الجمهورية لليمنيين.

 

وشهدت بعض المحافظات احتفاء شعبيا وعروضا عسكرية كمحافظتي مأرب وتعز، وبشكل باهت احتفل اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين.

 

على اثر الاحتفال تحولت منصات التواصل الاجتماعي في اليمن إلى شعلة متقدة بذكرى ثورتهم المجيدة، وتداول ناشطون صورا للثائرين وأخرى تظهر مساوئ العهد البائد لحكم الإماميين وما اقترفوه بحق اليمنيين من ظلم واستبداد.

 

ثورة حاضرة في وجدان الشعب

 

وفي السياق قال المحلل العسكري علي الذهب إن "الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 1962، ومبادئها، وأهدافها، ومنجزاتها، عهد أزلي في رقاب كل الشباب اليمني، في كل مكان، داخل الوطن وخارجه".

 

وأضاف "أيها الشباب، لا تهزمنكم سطوة الكهنوت الحوثي السلالية، فإن ثورة 26 سبتمبر، كانت محصلة محاولات عدة؛ وعليه فليكن هذا حاضرا في أذهانكم".

 

الشعب يرفض المساس بجمهوريته

 

من جانبه قال الصحفي فتحي بن لزرق إن "إحتفالات سبتمبر هذا العام على كافة المستويات أوصلت رسالة لا ثاني ولا ثالث لها: الشعب يرفض المساس بجمهوريته أو الانتقاص من ثورته وزمن الطغيان والاستعباد ولى وعقارب الساعة لن تعود الى الخلف والطيور التي غادرت القفص صبيحة الـ 26 من ايلول 1962 صارت صقوراً تعشق الحرية وترفض الإمتهان".

 

روح متجددة

 

محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو يرى أن "ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تجديد للعهد والوفاء للتضحيات التي بذلت للخلاص من الاستبداد والطغيان وروح متجددة تحيي قيم الجمهورية في نفوس اليمنيين".

 

وقال "التحية لكل ابناء اليمن الأحرار الذين يدافعون عن هوية اليمن و يواجهون بثبات مشاريع الارتداد عن اهداف الثورة والجمهورية".

 

احتفاء بالحرية

 

الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان قال إن الإمامة في شمال اليمن هي الوجه الآخر للاستعمار في جنوبه، وها هي الإمامة الحوثية تكرر التاريخ المأساوي بالتزامن مع الاحتلال السعودي الإماراتي الذي يشاركها في حرب مدمرة.

 

وقالت في خطاب لها بمناسبة الذكرى إنه "قبل 60 عاما أشرقت شمس الحرية على اليمن"، مضيفة أن اليمنيين "رغم اختلاف توجّهاتهم تجمعهم ثورتهم الأم 26 سبتمبر الخالدة". مشيرة إلى أن "ثورة 26 سبتمبر أزاحت عن كاهل اليمنيين عهودا ثقيلة من التخلّف والعزلة".

 

وتابعت "الإمامة تأتي معها الطائفية والعنصرية، وتشعل الحروب والمآسي". لافتة إلى أن الإمامة هي الوجه الآخر للاستعمار، ويتكرر التاريخ بنسخته الجديدة عبر الحوثية، والاحتلال السعودي - الإماراتي".

 

وقالت "احتفاؤنا بذكرى سبتمبر احتفاء بالحرية والمواطنة والجمهورية، وطالما وأن هناك من يسعى لاستعباد الناس فستكون هناك ثورات من أجل الحرية والكرامة".

 

التحرر من الاستبداد

 

الكاتب الصحفي أحمد الزرقة غرد بالقول "في هذه الليلة العظيمة نذكر أن من أهم أهداف ثورة 26 سبتمبر المجيدة التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما".

 

الكاتب الصحفي علي الفقيه كتب "يبدو الحوثي الليلة في صنعاء وإب ومحافظات أخرى منبوذاً ملفوظا ككلب أجرب. يرى احتفاء الناس بثورة سبتمبر يرى المواطنين البسطاء يوقدون الشعلة ويطلقون الألعاب النارية في كل حي وفي كل قرية ويشعر بالإختناق لأنه يدرك أن كل هذا الإبتهاج رسالة رفض له ولمشروعه".

 

وأكد أن ثورة 26 سبتمبر أقوى حتى من قدرة خصومها على كتم أنفاسها الذين ظنوا لوهلة أنهم قد استعادوا إرثهم وقضوا عليها باجتياح العاصمة وفرض سيطرتهم بقوة السلاح.

 

وقال "ها هم شباب اليمن يحتفلون في كل قرية ومدينة بثورة سبتمبر بطريقتهم مع إدراكهم أن فعلهم هذا مخاطرة لها ثمن".

 

عصور الكهنوت

 

في حين قال سفير اليمن لدى الدوحة راجح بادي "سلام على سبتمبر رجاله، وأحداثه الملحمية وأهدافه التي وضعت اليمني وكرامته غايتها الأسمى.

 

وأردف "هذا الزخم المحتفي بذكرى الثورة يرسل رسالة واضحة أنه لا يمكن لأي قوة أن تختطف اليمن أو تعيده إلى عصور الكهنوت، على مشروع السلاح أن يعي ذلك ،وينسحب من  حياة اليمنيين".


التعليقات