يلتقي المنتخب المغربي مساء اليوم نظيره الفرنسي في إطار الدور نصف نهائي كأس العالم المقامة حاليا في دولة قطر، وبصعوده إلى هذا الدور حقق أسود الأطلس إنجازًا تاريخيًّا لم يسبق أن حققه أي منتخب عربي أو أفريقي، ولم يكن وصولهم إلى هذا الدور صدفةً، فقد كشّر الأسود عن أنيابهم وافترسوا كبار القارة الأوروبية، التقرير التالي يسلط الضوء على مسار المنتخب المغربي في البطولة ابتداء من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم قطر 2022م.

التصفيات المونديالية الإفريقية.. اكتساح مغربي

في المرحلة الثانية من التصفيات، تصدر المنتخب المغربي مجموعته التي تضم كل من منتخب غينيا، غينيا بيساو والسودان حيث حقق انتصارات متتالية في جميع مبارياته دون استثناء.

وفي المرحلة الثالثة والأخيرة من التصفيات استطاع المنتخب المغربي أن يتأهل لكأس العالم للمرة السادسة بعد فوزه على منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك من خلال تحقيق التعادل 1–1 في المباراة الأولى بعاصمة الكونغو الديمقراطية، وتحقيق الفوز 4–1 في المباراة الثانية بالدار البيضاء بالمغرب. وبذلك قد ضمن المغرب مقعده في مجموعة كأس العالم 2022.

وبالرغم أن البوسني وحيد خليلوزيتش هو المدرب الذي قاد الأسود إلى المونديال، إلا أنه منذ تعيينه تعرض للعديد من الانتقادات على رأسها مشاكله مع اللاعبين وعلى رأسهم حكيم زياش، مما أدى إلى إقالته وتعيين  المدرب الوطني وليد الركراكي.

قرعة المونديال.. الأسود في مجموعة حديدية

وضعت قرعة دور المجموعات المنتخب المغربي في المجموعة السادسة التي ضمت الى جواره منتخبات بلجيكا وكرواتيا وكندا.

بدأ المنتخب المغربي مشواره في المونديال بمواجهة وصيف مونديال روسيا المنتخب الكرواتي وانتهت المباراة بالتعادل السلبي  بينهما، مباراة كان بطلها الجمهور المغربي الذي اضاف زخماً للمباراة التي كان فيها أسود الأطلس المنتخب الأفضل أغلب فترات المباراة.

وفي  المباراة الثانية، التقى رجال المدرب وليد الركراكي منتخب بلجيكا المصنف الثاني عالمياً والمنتشي بفوز ثمين على منتخب كندا بهدف دون رد، وحقق المنتخب المغربي فوزاً ثمينًا بهدفين دون رد رفع رصيد أسود الأطلس لأربع نقاط.

وأما المبارة الثالثة والأخيرة للمنتخب المغربي في دور المجموعات  فكانت ضد المنتخب الكندي، حسمها منتخب أسود الأطلس بهدفين مقابل هدف رافعًا بذلك رصيده إلى سبع نقاط في صدارة المجموعة.

الأدوار الإقصائية.. مواجهات صعبة لممثل العرب الوحيد

كان المنتخب المغربي هو ممثل العرب الوحيد في ثمن النهائي، وهو ما جعل الجماهير العربية تقف خلف أسود الأطلس بكل قوتها، وحضرت الجماهير بكثافة في مباراته ضد المنتخب الإسباني في ثمن النهائي، آملةً أن يصنع الأسود الإنجاز كأول منتخب عربي يصعد إلى ربع النهائي رغم صعوبة المهمة أمام الماتادور الإسباني، إلا أن الأسود فجروا مفاجأة بإقصائهم حامل لقب نسخة جنوب أفريقيا 2010م، بعد الفوز عليه بركلات الترجيح، مباراة كان بطلها الكبير الحارس ياسين بونو بتصديه لركلتي جزاء ترجيحيتين.

وواصل منتخب المغرب كتابة التاريخ، وتأهل إلى نصف النهائي كأول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى هذا الدور، بالفوز على البرتغال بهدف نظيف سجله يوسف النصيري من رأسية قوية سكنت الشباك بعد ارتقائه للكرة لارتفاع قارب الثلاثة أمتار، ليضرب المنتخب المغربي موعدًا ناريًّا في نصف النهائي مع نظيره المنتخب الفرنسي حامل اللقب والمتأهل بدوره إلى هذا الدور بفوزه على نظيره الإنجليزي بهدفين لهدف.

الحارس والمنظومة الدفاعية.. سر الإنجاز

المنتخب المغربي يمتلك حارسًا رائعًا وخط دفاع صلب، فخلال مباريات دور المجموعات، ومباراتي ثمن النهائي وربع النهائي، تلقت شباك المنتخب المغربي هدفًا وحيدًا، وكان ضد المنتخب الكندي سجله بالخطأ في مرماه المدافع نايف أكرد، وبالنظر إلى هذه الإحصائية يتضح أن خط الدفاع المغربي وسده المنيع بونو هو السبب في الوصول إلى نصف النهائي، بالإضافة إلى المدرب الوطني العبقري وليد الركراكي، فهل يواصل الأسود صناعة التاريخ ويبلغون نهائي العرس الكروي الأكبر؟