نعمان: الحوثي لن يقبل السلام وسيظل مشاغبا طارئا وبقاؤه مرتبط بوضع الحرب واللاحرب
- متابعة خاصة الأحد, 09 أبريل, 2023 - 12:59 صباحاً
نعمان: الحوثي لن يقبل السلام وسيظل مشاغبا طارئا وبقاؤه مرتبط بوضع الحرب واللاحرب

[ ياسين سعيد نعمان ]

قال السياسي والدبلوماسي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان إن اليمنيين أمام جماعة أيديولوجية عنصرية، نهابة لا تحكمها أي معايير سياسية أو وطنية، ستواصل التمسك بانقلابها والعمل على شرعنته بتعطيل التفاهم واستمرار اشعال الحرب.

 

وأضاف نعمان -في مقال نشره بصفحته على فيسبوك تحت عنوان "البقاء للأقوى، وضياع الفرصة" رصده "الموقع بوست"- أن "جماعة الحوثي ستسعى إلى ابقاء الوضع مضطرباً ومائعاً بين حرب ولا حرب، لا سيما وأنه لم تتبلور بعد قوةٌ بعينها تستطيع أن تحسم الأمر لصالحها".

 

وأكد نعمان -في مقاله الذي يأتي في سياق تعليقه على المفاوضات السعودية الحوثية- أن الحروب والصراعات تفضي إلى نهايات يكون فيها البقاء للأقوى ، وفي الغالب لا يكون الأقوى هو الأفضل، وإلا لتغير وجه الحياة عما هو عليه اليوم في أكثر من مكان في العالم، حد قوله.

 

وتابع "في المشهد اليمني تسير الأمور ، بعد أن وصلت الأزمة إلى طريق مسدود ، نحو التخلي عن "القوة" إلى الحل الذي تقرره "التسوية" في النطاق الذي تبلورت فيه معطيات الصراع وأدواته وعناصره ومكوناته الداخلية ، بعد انسحاب العامل الخارجي الذي سيتحول الى ميسِّر للتفاهم بين الأطراف اليمنية".

 

وأردف نعمان "هذا ما يجري التبشير به ، غير أن حيثيات الواقع تقول أنه إذا ما فشل "هذا الخارج" -بكل أطيافه- في إيجاد تسوية فإنه سيقول لليمنيين ، اتفقوا ، أو تحاربوا ، هذا شأنكم، فإذا اتفقتم بالحوار سنكون معكم، أما إذا قررتم مواصلة الاحتراب فالقوي عليه أن يفرض إرادته" مضيفا "مع أن الخارج يدرك أن " هذا القوي" لم يتخلق بما فيه الكفاية ، أو بالأصح لم يسمح له بذلك انتظاراً لتسوية يقررها الخارج ولا سواه".

 

 

واستدرك الدبلوماسي اليمني "في كثير من البلدان المتقدمة التي حسم فيها الصراع لصالح الأقوى في الحروب ، عملت على تحويل القوة إلى مصدرها الحقيقي الذي هو الشعب، وبالتالي أصبح الشعب هو صاحب القوة التي تختار "الأفضل" لحكم البلاد ، وصارت بسبب ذلك مرادفة للأفضل". 

 

وزاد "اليمن كان على وشك أن ينقل "القوة" بهذا المفهوم إلى الشعب منذ أن خاض حواراً وطنياً تاريخياً ، انقلب عليه السلاح الأخرق العنصري والمنتقم ، وأغرق البلد في حرب انتهت إلى مأزق".

 

وتساءل نعمان بالقول: هل تعتقد هذه "القوة" التي انقلبت على الحوار وعلى التوافق الوطني وعلى مشروع نقل القوة إلى الشعب، أنها لا زالت في وضع يؤهلها أن تواصل انقلابها حتى ترفض كل جهود إحلال السلام بتسوية تعيد الاعتبار للمشروع الوطني الذي كان هدفه أن يعيد القوة الى الشعب الذي يقرر بمفرده خيارات حياته وحكمه؟

 

واستطرد "منذ اتفاق ستوكهولم الذي سلم الحديدة للحوثيين 2018 ، والحوثيون هم الذي يهاجمون في مختلف الجبهات، والحكومة الشرعية تدافع، أي أن الحرب كانت تجري من طرف واحد ، ومع ذلك لم ينجح التحالف الايراني الحوثي في تغيير وجه اليمن ولا وجه المنطقة بالحرب، فقد ارتكس في مأرب وفي شبوه وفي الضالع، وتعطل زخمه في تعز ، بعد أن خرج من الجنوب صاغراً".

 

وقال "لتغطية ذلك عمل على نشر الفوضى باطلاق الصواريخ والمسيرات العشوائية على كل من السعودية والامارات ، وحمل لواء عملية تعبئة شاملة لإشاعة الفوضى في المنطقة كلها".

 

ويرى نعمان أن ذلك كان تعبير عن هزيمة مشروعه في اليمن بعد أن فقدت الحرب زخمها، وتأكد الحوثيون أنهم يغادرون أرض المعركة على رافعة الفساد المالي والاداري والنهب الممنهج للمجتمع، وهي الرافعة التي حملتهم من مواطن "المظلومية" إلى قصور الظلم حيث أخذت القرارات العنصرية تضع خطاً فاصلاً بينهم وبين الشعب المطحون بالفقر والجوع والمرض والظلم والسجون".

 

وختم ياسين سعيد نعمان مقاله بالقول "بعد اليوم لن يكون هناك قوي كي يبقى، بعد أن أضاع الفرصة لتحقيق ذلك من كان بيده القدرة أن يكون الأقوى والأفضل ، أما الحوثي فليس سوى ذلك المشاغب الطارئ  الذي لا يرى نفسه قادراً على الاستمرار في المشهد إلا باستمرار هذا الوضع الحرب واللاحرب".

 

ومساء السبت وصل وفدان  من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان إلى العاصمة اليمنية صنعاء على رأسهم السفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر لبحث تمديد الهدنة مع قيادات الحوثيين.

 

وقالت مصادر مطلعة لـ "الموقع بوست" إن الوفدين (السعودي والعماني) سيجريان محادثات مفصلية مع الحوثيين تمهيدا لإعلان اتفاق وقف إطلاق النار خلال أيام.


التعليقات